الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

تحظى الانتخابات البرلمانية المبكرة في تركيا بتغطية إعلامية واسعة في الصحافة الأوروبية ، وخاصة الألمانية ، وعلى رأسها القسم التركي بالإذاعة الألمانية ، والذي ذكر في تحليل إخباري تحت عنوان "السلطان أردوغان على وشك الانهيار" أن طموحات رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان من خلال إصراره على تسلم حزبه سلطة البلاد منفردا تعرضه للعبة غاية في الخطورة.

وأوضحت الإذاعة أن هذه اللعبة قد تكون هي القاتلة لحياته السياسية بعد انتخابات الأول من نوفمبر لأن الناخبين الأتراك يميلون لمعاقبة حزب العدالة والتنمية الحاكم وبالتالي أردوغان ، ولذلك تعتبر نتائج الانتخابات المبكرة مهمة للغاية لأنه في حال خسارة الحزب الحاكم للمرة الثانية في غضون خمسة أشهر ، فلن يبق السلطان العثماني الجديد بمقره الرئاسي بعد أن أصر على توجيه تركيا لانتخابات ثانية في محاولة لتعديل الدستور ، وبالتالي تحويل نظام البلاد من البرلماني إلى الرئاسي لتحقيق حلمه بعد خسارة حزبه للأغلبية التي سعى إليها في الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من يونيو الماضي بحجة أن هناك حاجة ماسة لحكومة مستقرة.

وفي حال خسارة الحزب الحاكم ، التي تعتبر بالتالي خسارة للرئيس التركي ، فستترتب مخاطر الانجراف لأزمة سياسية خطيرة في تركيا، حيث حاول أردوغان فرض شروطه على الاتحاد الأوروبي للحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا في مقابل الحصول على منح تأشيرات الدخول لأوروبا للمواطنين الأتراك وتسريع محادثات انضمام تركيا الكامل لعضوية الاتحاد الأوروبي ، وهو الأمر الذي وصفته وسائل إعلام غربية بأنه "محاولة من أردوغان لمد نفوذه للاتحاد الأوروبي".

وقد غض أردوغان الطرف عن المسلحين الإسلاميين للانتقال من تركيا إلى سوريا بهدف إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد ، كما اتخذ دور المتفرج على الهجمات المسلحة لتنظيمي داعش وجبهة النصرة على الأكراد السوريين ، وحاليا لجأ لوسائل عسكرية للقضاء على أعضاء منظمة حزب العمال الكردستاني بعد أن كان يعتمد على إحلال السلام الداخلي من خلال جلوسه على طاولة المفاوضات مع الأكراد ، ولكن بهذا الأسلوب الحالي لن يتمكن أردوغان من تسوية القضية الكردية ، وهو ما يجعل الأمر يبدو مظلما لمستقبل تركيا.