عناصر من تنظيم "داعش"

 قال محرر الدفاع بصحيفة (التلغراف) كون كوغلين " إن هجمات باريس أكدت أننا جميعا في حرب ضد تنظيم داعش الآن ، ويجب ألا نتقهقر".
وطالب كوغلين بريطانيا وحلفاءها بضرورة التغلب على ظنونها ومكافحة هؤلاء القتلة أينما كانوا يختبئون حتى لا تتكرر أية عمليات وحشية.

واستهل مقالا نشرته الصحيفة - على موقعها الإلكتروني اليوم السبت - بالقول " إن سلسلة الهجمات الإرهابية المروعة التي شهدتها باريس مساء أمس الجمعة ينبغي أن تعمل كجرس إنذار للقادة في كافة القوى الغربية الكبرى ، ومن بينها بريطانيا للتنبيه إلى التهديد الكبير الذي يشكله الدواعش على أمن تلك الدول".
ورصد كوغلين ما نسبته تقارير إعلامية إلى المهاجمين أنهم نفذوا هجماتهم انتقاما من مشاركة فرنسا في الحملة الجوية التي تقودها أمريكا ضد داعش في سوريا.

وعن تزامن الهجمات مع انعقاد قمة مجموعة العشرين ، رأى كوغلين أنه بمثابة تحريض للشعب الفرنسي على مطالبة حكومته بإنهاء مشاركتها العسكرية في الحرب ضد داعش.
وأعاد الكاتب إلى الأذهان كيف تعرضت حكومات فرنسية في الماضي إلى مثل هذا النوع من الضغط، وكيف أدت معارضة الشعب الفرنسي للمشاركة في الحرب على حركة طالبان في أفغانستان إلى انسحاب القوات الفرنسية من مهمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) هناك.

وحذر كوغلين قائلا " لكن حتى الرئيس الفرنسي اليساري فرانسوا أولاند يجب أن يدرك أن إنهاء مشاركة فرنسا في الحملة العسكرية ضد داعش سيأتي بنتائج عكسية ، إن خلايا إرهابية كانت تنفذ هجمات في باريس قبل بداية الصراع ضد داعش بوقت طويل ، ومَن ذا يستطيع أن ينسى تفجير مترو باريس في تسعينات القرن الماضي على يد خلايا إرهابية؟".
وعلى صعيد آخر ، طالب الكاتب البريطاني رئيس وزراء بلاده ديفيد كاميرون باتخاذ قرارات حازمة بينما يعقد اجتماع لجنة الطوارئ الأمنية البريطانية المعروفة باسم (كوبرا).

وقبيل هجمات باريس بساعات ، كانت تقارير إعلامية أفادت باغتيال محمد إموازي المعروف باسم الجهادي جون في منطقة الرقة التي يتخذها الدواعش عاصمة لخلافتهم المزعومة ، وأفادت التقارير أن عملية الاغتيال اشتركت فيها مخابرات كل من بريطانيا وأمريكا.
ولفت كوغلين إلى أنه بينما لعبت الاستخبارات البريطانية دورا رئيسيا في تحديد مكان الجهادي جون، لكن القذيفة التي نسفته أطلقتها طائرة أمريكية بدون طيار ، وذلك لأن مجلس العموم البريطاني حاليا يحظر مشاركة مقاتلات بريطانية في سوريا.

وقال كوغلين "وقوفا على مدى التهديد الذي يشكله تنظيم داعش الآن على كافة الدول الغربية ، ومن بينها بريطانيا ، فإن قرار مجلس العموم بالحظر لم يعد يمكن الدفاع عنه".
ورأى أن أول عمل ينبغي على ديفيد كاميرون القيام به هو إغراء مجلس العموم البريطاني بإلغاء الحظر ، والعمل - مع الحلفاء - على وضْع خطة فاعلة لتدمير داعش ، خطة تضمن عدم وقوع المزيد من الفظائع على النحو الذي قضى به الباريسيون ليلتهم البارحة.