مسابقة كاريكاتورية

أطلقت إيران مسابقة دولية لرسوم كاريكاتورية، تدحض حصول محرقة نازية ضد اليهود أبان الحرب العالمية الثانية، ردا على غلاف العدد الأخير من صحيفة "شارلي إيبدو". ويذكر أن مسابقة سابقة أطلقتها طهران، التي اعتادت الشك بحدوث المحرقة في العام 2006.

أيام قليلة بعد الاعتداء الإرهابي في السابع من يناير/ كانون الثاني الفائت، والذي أسفر عن سقوط 12 ضحية في مقر صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة في باريس، تظاهر عدد من الطلاب الإيرانيين تعبيرا عن غضبهم لقيام الصحيفة الفرنسية الساخرة بنشر صور كاريكاتورية جديدة للنبي محمد. ولكن بيت الكاريكاتير الإيراني والمجمع الثقافي شارشماه، قررا الذهاب أبعد في الرد، عبر تنظيم مسابقة دولية للكاريكاتير، حول موضوع دحض ونفي حدوث المحرقة النازية بحق اليهود حسب ما قالته صحيفة "طهران تايمز" الإيرانية السبت 24 يناير/ كانون الثاني.

كما قرر منظما المسابقة تخصيص جائزة قيمتها 12 ألف دولار لأفضل رسم ينفي حصول المحرقة النازية و8000 و5000 دولار للجائزتين الثانية والثالثة. كما ستعرض أفضل الرسومات في متحف طهران التي اعتادت سلطاتها على التشكيك بحقيقة أبشع الفظائع التي عرفها التاريخ الحديث.

وبحسب منظم المسابقة ومدير بيت الكاريكاتير في طهران مسعود طابطبائي، فإن المسابقة جاءت كرد على قيام صحيفة "شارلي إيبدو" بنشر صور جديدة للنبي محمد في عددها الأخير.

مسابقة ليست الأولى من نوعها في إيران
وهذه ليست المرة الأولى التي يقام فيها هذا النوع من التظاهرات في إيران، فالبلاد تشهد بشكل دوري صدور مؤلفات تنفي أو تسخر من المحرقة النازية ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.

ففي العام 2006 نظمت إحدى الصحف الإيرانية حملة مماثلة احتجاجا على نشر صحيفة دنمركية لرسوم مسيئة للنبي محمد. وكانت حصيلتها 750 رسما كاريكاتيرا، البعض منها كان مصدره دول غربية مثل بريطانيا والولايات المتحدة. وقد عرض نحو 200 رسم في متحف بالعاصمة الإيرانية طهران.

وكان مسعود طابطبائي، الذي نسق أيضا مسابقة 2006، قال وقتها، الهدف هو الكشف عن "اللغة المزدوجة للغرب حول حرية التعبير، فهو يستبعد أي نقاش حول حقيقة المحرقة".

ويذكر أن المسابقة الأولى لاقت إدانة شديدة من الولايات المتحدة، وغيرها من الدول الغربية، وفي تلك المرحلة كان محمود أحمدي نجاد رئيسا للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكانت علاقات نجاد، الذي دعا إلى إزالة إسرائيل من الوجود، مع الغرب شديدة التوتر على عكس الانفراج الذي نلحظه اليوم في العلاقات بين طهران والعواصم الغربية.