القاهرة _ العرب اليوم
تعتبر "مرة" كلمة دارجة بالعامية المصرية تشير للفصحى "امرأة"، يستخدمها البدو في مصر وتعطي معناها الأصلي دون إهانة، وكذلك هي في دول الشام، لكن إذا قيلت خلال الحياة اليومية، في المشاحنات المعتادة بين الأصدقاء، فهي سبة وإهانة تستوجب الرد السريع.
وتطرقت الإعلامية رانيا بدوي في "برومو" البرنامج الجديد الخاص بها، "كلام رنوش" إلى تلك الجملة، فقالت وسط مقتطفات عدة من البرنامج، "إحنا مجتمع ابن مرة"، وهي الجملة التي كانت بمثابة الصدمة لدى العديد. وجاءت إحدى التعليقات على "برومو" البرنامج المنشور على الصفحة الرسمية له بموقع تبادل الصور والفيديوهات "إنستغرام"، وعلى الصفحة الرسمية للإعلامية رانيا بدوي على "فيسبوك"، "بالتوفيق بس لو سمحتي ناخد بالنا من الألفاظ شوية علشان الحكاية مش ناقصة، المفروض إن القمر ده يبقى قدوة لأولادنا"، وقال آخر، "للأسف الإعلام المصري دوره بيتراجع في الشكل والمضمون".
وتضمن "الفيديو" كذلك العديد من التعليقات الإيجابية، "نحن في انتظارك علي شوق"، و"أقسم بالله أنتي جبتي من الآخر بس استمري"، و"لك كل الاحترام والتقدير على اصرارك في توصيل كلمتك لجمهورك".
موروث مجتمعي "هذا ما وجدنا عليه آبائنا"، كانت وجهة نظر الشباب في استهجان الجملة التي كانت صادمة بالنسبة لهم، يقول محمد أنور، "أنا ممكن ارفع عليها قضية لأن العرف المجتمعي بيقول إنها كده بتشتم المجتمع المصري كله"، وأضاف محمد، أن تلك الجملة تعني أن الرجل لم يتم تربيته جيدا فأصبح "طري" ولا يتمتع بمواصفات الرجولة، لكنها لا تمس أمه خصوصا.
واختلف حسن محمد معه في المعنى لكنه اتفق في استهجان تلك الجملة التي جاءت على لسان رانيا بدوي، وقال إنها لا تعني شيئا حرفيا، لكنها تحوي داخلها معان بها إهانة، "معناها إن أبويا مكنش راجل، فمربانيش كويس أو إني تربية واحدة ست فطلعت مش راجل"، وقال أحمد فتحي إنه لا يقبل لأي شكل من الأشكال أن تقال له تلك الجملة، وسيكون رد فعله عنيف إذا سبه أحد بها، وهي لا تصنف "جملة عادية" بأي شكل، بل هي إهانة واضحة.
وعلى صعيد آخر، ومن وجهة نظر نسائية، لم يتم استنكار الأمر نهائي، فقد رأت رنا أحمد أن الجملة حتى وإذا عنت أن الرجل تربية أنثى فما يعيبه في ذلك، معظم الرجال هم تربية أمهاتهم حتى مع وجود الأب، فهي من تتحمل أعباء المذاكرة والتربية، فما يضره إذا نعته أحدهم بأنه "ابن مرة!" حسب وصفها لـ"هن".
وقالت سمر خالد، إن الأنثى ليست "طرية" كما يزعم بعض الرجال، بل يتحملن أعباء الحياة أحيانا بمفردهم مع الأولاد في حالة الطلاق، "الست بتتشحطط من المدرسة للتمرين للمذاكرة وتحضير الأكل والشغل لازم نحترمهم ونشكرهم على دورهم مش نعتبرها شتيمة".
وقررت رانيا بدوي أن ينطلق برنامجها على الإنترنت فقط، عن طريق "فيسبوك، ويوتيوب"، على أن يكون محتواه بعيدا عن الأحداث السياسية، ويعد عودة للإعلامية رانيا بدوي لجمهورها بعد أن ابتعدت عن الشاشات فترة طويلة.