شبكة المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي

عبرت شبكة المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي "سند" عن أسفها لاستمرار تراجع الحريات الإعلامية، وقتل من أسمتهم "شهود الحقيقة" والاعتداء عليهم في "ميادين الواقع" طيلة شهور العام الماضي 2016.

وذكرت الشبكة في تقريرها أن اثنين من الإعلاميين قُتلا عمدًا في العراق، أحدهما من قبل تنظيم "داعش" والآخر لم تعرف هوية الجناة، فيما تعرض اثنين من الإعلاميين للاختطاف والاختفاء القسري، أحدهما في اليمن من قبل "جماعة الحوثي" والأخرى في العراق اتُهمت الأجهزة الأمنية باختطافها.

جاء ذلك في تقرير الشبكة التي يديرها مركز حماية وحرية الصحفيين  في الأردن حول حالة الحريات الإعلامية في العالم العربي لشهر كانون أول/ ديسمبر لعام 2016.

وأشار التقرير أنه وبالرغم من التراجع الكمي لانتهاكات "تنظيم داعش" في العام الماضي عن العام 2015، وخاصة قتل الصحفيين عمدًا بعد اختطافهم، وتقلص انتهاكات "جماعة الحوثي" باختطاف صحفيين وتعذيبهم، إلا أن عدد القتلى من الإعلاميين الذين فقدوا حياتهم حسب إحصائيات "سند" المبدئية بلغ 50 إعلاميًا، بينهم 19 قتلوا عمدًا، و31 سقطوا ضحايا أثناء قيامهم بالتغطية الإعلامية، مقابل 54 إعلاميًا فقدوا حياتهم في العام 2015، منهم 39 إعلاميًا وإعلامية بالقتل العمد و15 أثناء التغطية.

كما بلغ عدد الإعلاميين الذين فقدوا حياتهم منذ عام 2012 وحتى نهاية العام الماضي لى 284 صحفيًا، وذلك حسب بيانات الراصدين في شبكة "سند".

ورصد تقرير الشبكة الشهري خلال/ كانون الأول ديسمبر 233 انتهاكًا وقعت في 91 حالة، منها 79 حالة فردية، و12 حالة جماعية، وتعرض لها 92 إعلاميًا وإعلامية و14 مؤسسة إعلامية، وذلك مقابل 315 انتهاكًا في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي.

وبين التقرير أنه في السادس من كانون الأول / ديسمبر أعلنت مصادر أمنية في شرطة محافظة كركوك عن مقتل الصحفي "محمد ثابت شحاذة" المشرف على إذاعة "بابا كركر" المحلية بنيران مجهولين وسط المدينة، فيما نفذ تنظيم داعش حكمه بإعدام المصور الصحفي "هاشم فارس" وسط مدينة الموصل.

كما عرض التقرير حالتي اختطاف لصحفيين في اليمن والعراق، حيث اختُطفت الصحفية "أفراح شوقي" من قبل مسلحين مجهولين من منزلها غربي العاصمة بغداد في السابع والعشرين من كانون الأول، وأفرج عنها بعد 6 أيام، وكشفت في تصريح إعلامي لها أن القوة التي اختطفتها ادعت أنها تنتمي إلى أجهزة الاستخبارات العراقية، وأنها أجرت معها تحقيقات انصبت حول جملة مواضيع.

وفي 15 كانون الأول اختطفت جماعة الحوثي في اليمن الإعلامي اليمني "يحيى عبدالرقيب الجبيحي" لرفضه كتابة مقال مؤيد لسيطرة مليشيا الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء.

كما لاحظ التقرير انخفاضًا في عدد الانتهاكات الجسيمة خلال كانون الأول، بلغت نسبتها 20.7% من المجموع العام للانتهاكات، وبواقع 47 انتهاكًا جسيمًا، مقارنة بـ27% وبواقع 86 انتهاكًا جسيمًا في تشين الثاني الماضي، و17.7% في تشرين الأول/  أكتوبر الماضي وبواقع 76 انتهاكًا، وذلك بالرغم من أن عدد الانتهاكات في تشرين الأول قد سجل 450 انتهاكاً مقابل 315 في تشرين الثاني و233 في كانون الأول.

وتضمنت الحالات المرصودة في التقرير 38 نوعًا وشكلًا من الانتهاكات، بلغت أعلاها 26 انتهاكًا بالمنع من التغطية، و23 انتهاكًا بالإضرار في الأموال، و21 انتهاكًا على خلفية الاستخدام التعسفي للسلطات القضائية، إضافة إلى 19 انتهاكًا بالرقابة المسبقة و17 بمصادرة الصحف بعد طباعتها.

كما وثق التقرير تعرض 13 إعلاميًا وإعلامية للاعتداء الجسدي، منهم 5 في مصر حيث تعرض 3 إعلاميين للاعتداء الجسدي من قبل مواطنين محتجين، وذلك أثناء تغطية أحداث انفجار كنيسة في الكاتدرائية في العباسية وقع في الحادي عشر من كانون الأول، بينما تعرض إعلاميان لاعتداء جسدي أثناء قيامهما بتغطية احتفال نقابة المهن الموسيقية.

وسجل إصابة 10 إعلاميين بجروح منهم 3 صحفيين فلسطينيين في الضفة الغربية من قبل قوات الاحتلال كما أصيبوا بحالات اختناق جراء إطلاق جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز نحوهم خلال مسيرة لمناسبة أعياد الميلاد المجيدة في بيت لحم جرت في الثالث والعشرين من كانون الأول.

وبلغ عدد الصحفيين الذين تعرضوا للتحقيق الأمني على خلفية عملهم الإعلامي 9 إعلاميين، منهم 6 فلسطينيين ثلاثة منهم حققت معهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي، فيما رصد التقرير الاعتداءات على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية خلال كانون الأول  في 13 دولة عربية وهي: الأردن، البحرين، تونس، الجزائر، السودان، سورية،
المملكة العربية السعودية، العراق، فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة)، ليبيا، مصر، المغرب واليمن، بالإضافة إلى انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

في سياق متصل، حلت مجموع الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون في مصر وللشهر الثاني على
التوالي في المرتبة الأولى بواقع 64 انتهاكًا وبنسبة 27.5% من مجموع الانتهاكات الموثقة، ووقعت في 30 حالة، فيما جاءت السودان وللشهر الثاني على التوالي أيضًا في المرتبة الثانية بواقع 59 انتهاكًا وقعت في 17 حالة، وشكلت ما نسبته 25.3% من مجموع الانتهاكات.

وحلت الاعتداءات على حقوق الإعلاميين من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية بالمرتبة الثالثة وبواقع 34 انتهاكًا نسبتهم 14.6%، فيما جاءت الانتهاكات في كل من العراق وفلسطين بالمرتبة الرابعة معًا وبواقع 14 انتهاكًا لكل منهما وقعت في 6 حالات في العراق، وفي 5 حالات في قطاع غزة وحالة واحدة في الضفة الغربية.

أما في اليمن، فقد انخفضت الانتهاكات الموثقة خلال كانون الأول إلى 12 انتهاكًا، مقابل 24  انتهاكًا خلال تشرين الثاني الماضي، فيما سجلت تونس 11 انتهاكًا، والمغرب 5 انتهاكات، بينما سجلت كل من ليبيا والبحرين والأردن 4 انتهاكات لكل منهم، ووثقت 3 انتهاكات وقعت في كل من الجزائر وسورية و2 في السعودية.

وبقيت انتهاكات الأجهزة الأمنية في صدارة الجهات المنتهكة في 34 حالة من أصل 91 حالة وثقها التقرير، وبنسبة بلغت 37.4% من مجموع الحالات، منها 11حالة في السودان، و9 حالات في مصر، و3 حالات في كل من البحرين وفلسطين،وحالتان في كل من اليمن وتونس، وحالة واحدة في كل من سورية والعراق والجزائر والسعودية، بينما  بقيت الحالات الناتجة عن الاستخدام المتعسف للسلطات القضائية في المرتبة الثانية حيث سجل التقرير انتهاكات على إعلاميين ومؤسسات إعلامية في 21حالة وبنسبة 23% من مجموع الحالات غالبيتها وقعت في مصر من خلال 14 حالة، كما سجل التقرير 19 حالة اعتداء على الحق في شؤون القضاء في تشرين الثاني الماضي، و28 حالة في تشرين الأول، و15 حالة في أيلول/ سبتمبر الماضي.

وتقدمت حالات قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى المرتبة الثالثة بواقع 12 حالة بعد أن كانت في المرتبة الرابعة في تشرين الثاني بواقع 10 حالات.