خالد غازي

نظّم مركز "الجزيرة الثقافي" محاضرة للدكتور خالد غازي بعنوان "مستقبل الصحافة الإلكترونية العربية"، أدار المحاضرة الدكتور راشد نجم، وسط لفيف من المهتمين بشؤون الصحافة والإعلام والنشر الإلكتروني.

وذكر الدكتور خالد غازي، في بداية حديثه في المحاضرة، "الحديث عن الصحافة الإلكترونية العربية، الآن، هو بحث عن واقع لم يزل يُشكّل ملامحه من خلال حداثة الطرح، وعدم اكتمال المحتوى، والتحديّات التي تواجهها هذه الصحافة ذات ملامح تطورية.

وأشار إلى أنّ بداية ظهور الصحافة الإلكترونية كان في الولايات المتحدة الأميركية في عام 1988 حيث لوحظ زيادة كبيرة في الإنتاج الصحفي الذي يكتب خصيصًا للمواقع الإلكترونية الخاصة بالصحف والمجلات الأميركية، كما لوحظ زيادة الطبعات الإلكترونية لهذه الصحف والمجلات بسبب الإقبال الجماهيري الكبير عليها، حتى بات تأثيرها موازيًا للصحيفة الورقية!

يرى الدكتور غازي، أنّ الصحافة الإلكترونية هي نوع من الصحافة يتم قراءتها عبر أجهزة الكمبيوتر، بمختلف أنواعها، ويستخدم الإنترنت كوسيلة لإصدرها بطريقة النشر الإلكتروني الدوري المنتظم فى الإصدار والتحديث المستمر، حيث يكون للصحيفة موقعًا إلكترونيًا معروفًا على شبكة الإنترنت، ويعتمد إصدارها على طرق إلكترونية في التحرير والتصحيح وإخراج المواد الصحفية وتصميم الصور والرسوم، وتوظيف ميزات تفاعلية للمتصفح، يتيح لها التفاعل والتواصل مع النص واستدعائه عند احتياجه وحفظه وطباعته، وتوظيف الوسائط المتعددة من صور ومقاطع صوتية وفيديو ومقابلات صحافية مصورة ومشاهد ومناسبات وتوافر خواص أرشيفية تحفظ الموضوعات والصور ويتم استرجاعها بطرق يسيرة.

وأضاف أنّ أسباب انتشار الصحيفة الإلكترونية هو سهولة إصدارها، لأنه في المقابل من يريد إصدار صحيفة تقليدية ورقية عليه إنفاق أموال كثيرة فضلًا عن إيجاد مقر وشراء مطابع واستهلاك ورق وغيرها من التكاليف المرهقة، في حين أن إصدار صحيفة إلكترونية لا يحتاج إلى كل تلك النفقات الباهظة، فمن يريد إصدار صحيفة إلكترونية بإمكانه إصدارها من منزله. بجانب أن المعلومات والأخبار تتلقاها الصحيفة الإلكترونية بصورة فورية ودون الحاجة إلى الانتظار لليوم التالي لمشاهدة الخبر عبر الصحيفة الورقية التقليدية، كما يمكن أن يتواصل المتلقي مع كاتب المقال أو التعليق على الخبر بصورة فورية من خلال الإنترنت.

واستبعد الدكتور خالد غازي، من مفهوم الصحافة الإلكترونية، المواقع الشخصية التي يعدّها أشخاص لأنفسهم وتشتمل على عدد من الروابط لمواقع أخرى، وكذلك المواقع التي لا يتجدد مضمونها بشكل دوري، ولا تأخذ الرقم المسلسل الذي يميز الصحيفة.. أيضا مواقع المؤسسات الإذاعية والتليفزيونية حيث تعد هذه المواقع امتدادًا لعمل هذه المؤسسات ونافذة إعلامية ودعائية لها على شبكة الإنترنت، وكذلك المواقع الدعائية التي تعدها بعض الصحف الورقية للترويج للأصل المطبوع.. أيضًا تستبعد مواقع الدردشة والتواصل الاجتماعي.

وأكد المُحاضر أنّ أهم سمات الصحافة الإلكترونية هي الفورية ومواكبة الحدث -  وتغليب العالمية على المحلية - والتفاعلية ـ واستخدام الوسائط المتعددة - وخيارات التصفح - وخيارات العرض- والحدود المفتوحة - وصحافة الصفوة - وإحصاءات دقيقة عن الزوار- والأرشيف الفوري-  والترابط الفعال - والتكلفة المالية القليلة- والإعلان عن مصدر للتمويل والانتشار- وتطوير المهارات المهنية للصحفيين.

كما تطرق الدكتور خالد غازي إلى التحديات التي تواجه انتشار الصحافة الإلكترونية في العالم العربي، من أهمها: التحدي الأول : تأخر دخول الإنترنت إلى العديد من الدول العربية وعدم وجود قاعدة جماهيرية واسعة لمستخدميه.

ويتمثل التحدي الثاني، في  ندرة وجود الصحافي الإلكتروني المدرب والمؤهل للتحرير الإلكتروني وإلمامه بالتقنيات الرقمية المتعددة، والتي تحتاج إلى مهارة ودراسة وتدريب.. كذلك متابعة الصحف الإلكترونية الدولية وطرق تحريرها ولا يتوافر ذلك إلا بإجادة الصحافي أكثر من لغة.

وبين خالد غازي، التحدي الثالث وهو عدم وجود عائد مادي من الإعلانات أو الاشتراكات أوالتسويق مثل الذي توفره الصحافة الورقية، فالمعلن ما زال يشعر بعدم الثقة في هذا النوع الجديد من الصحافة، والتحدي الرابع، غياب الأنظمة والقوانين العربية التي تنظم الصحافة الإلكترونية، لهذا يتعاظم الاهتمام بأمن المعلومات الإلكترونية وسلامتها، ويأتي التحدي الخامس ويتمثل في المنافسة الشرسة من مصادر الأخبار والمعلومات الأجنبية التي أصدرت صحفًا إلكترونية عربية، ومثال ذلك الـ " bbc"  والـ "cnn "وغيرها.

وأفسح الدكتور راشد نجم، المجال بعد حديث الدكتور خالد غازي، لمداخلات وأسئلة الحضور التي أثرت اللقاء بما حوته من معلومات غنية وآراء متباينة.