بغداد - نجلاء الطائي
أكّدت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة، أن أسرة مدير فضائية "هنا بغداد" ومقدم البرنامج التلفزيوني الساخر "ولاية بطيخ"، علي فاضل، تعيش حالة ذعر وقلق شديدين، بعد ليلة الرعب التي شهدها منزلهم، جراء هجوم مجموعة من قبيلة بني لام عليهم، وهاجمت مجموعة مسلحة تنتمي إلى احدى القبائل من جنوبي العراق ذات الغالبية الشيعية منزل فاضل في منطقة "بارك السعدون" وسط العاثمة العراقية، وأمطرته بوابل من الرصاص على اثر خلاف معه..
وأفادت الجمعية أن عائلة فاضل اضطرت إلى مغادرة المنزل، خوفًا على حياتها، على الرغم من أن قيادة عمليات بغداد نصبت مفارز بالقرب من منزله الواقع في بارك السعدون، وأوضح فاضل أن "مجموعة ابتزازية تمتهن النصب والاحتيال باسم التقاليد العشائرية تحت قيادة شخص يدعى علي ناصر بمحاولة ابتزاز فريق ولاية بطيخ بدفع من بعض الساسة المتضررين من النقد البناء الذي لم يتمكنوا من إيقافه أو التشكيك بنزاهته، وأن المجموعة الابتزازية طالبته بمبلغ قدره 250 مليون دينار عراقي، وبخلافه سيقومون بتصفية أفراد الفريق تحت مسميات مختلفة".
وأدانت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق هذا الاعتداء الذي وصفته بـ "المشين من قبل قوة مسلحة تدعي انتماءها إلى عشيرة بني لام، وتقّدر عاليًا إقدام عمليات بغداد لحماية أسرة الزميل علي فاضل، فأنها تدعو للتحقيق في السماح للقوة المسلحة التحرك وسط الحواجز الثابتة دون أن يوقفهم احد".
وعدّت الجمعية الاعتداء البشع على أسرة آمنة، خرقًا فاضحًا للقوانين العراقية، ويقيّد حرية الإعلام والإعلان والنشر المكفولة دستوريًا، وابتزازًا مكشوفًا لكادر برنامج "ولاية بطيخ"، ودعت رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وقيادة عمليات بغداد إلى عدم الاكتفاء بنشر قوات الأمن في المنطقة، بل اعتقال من يثبت تورطه بأطلاق النار على منزل مدير فضائية هنا بغداد، كما تناشد الجمعية المنظمات الدولية إلى التدخل لحث الحكومة العراقية على حماية الصحافيين في العراق، الذي اصبح يعد من أسوأ الأماكن للعمل الصحافي في العالم، وكشف مصدر أمني أنه تمّ توجيه قيادة عمليات بغداد بتوفير الحماية اللازمة لمنزل المخرج، وملاحقة من اعتدى عليه.
و"ولاية بطيخ" برنامج كوميدي ساخر يُعرض على قنوات فضائية عراقية على شكل حلقات تمثيلية يقوم بأدوار الشخصيات فيها عدد من الممثلين الشباب، وهذا البرنامج ينتقد قضايا داخل المجتمع العراقي إضافة الى تناوله بشكل مباشر ظاهرة الرشوة المتفشية في دوائر ومؤسسات الدولة، وله جمهور واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتقد الخبير في الشؤون الأمنية والجماعات المسلحة في العراق هشام الهاشمي، في وقت سابق من اليوم، الهجوم الذي تعرض له مخرج برنامج "ولاية بطيخ" علي فاضل، مبيّنًا أن "ضعف الحكومة يدفع بسلاح العشائر بشكل غير مباشر إلى ارتكاب حماقة الخروج على القانون في المحافظات العربية المستقرة نسبياً، وتعيد العراق إلى مرحلة ما قبل الدولة، وتتراجع ثقة الطبقة الوسطى والمتمدنة بالقانون، مبدأ الخروج على القانون متجذر في العادات العشائرية ولهم في هذا المضمار تقاليد خاصة تقوم على أساس مبدأ العصبية الجاهلية ولهذا تعقد بعض زعامات العشائر الأزمات، بعد انحسار هيبة رجل الأمن والقانون فعلياً واستحداث مسميات عشائرية محسوبة على الدولة والقانون بدأت بعض الزعامات العشائرية تعود إلى الخروج على القانون والتمرد على الدولة، أعراف العشائر منذ القدم قائمة على التسويات التي لا تخلو أحيانا من استخدام السلاح، لكن هذا النوع من التسويات يبرز عندما تضعف مؤسسات الدولة، ويختفي حينما تكون الدولة قوية في إنفاذ العدالة والقانون وحينما يكون المواطن على درجة من التمدن واحترام القانون".
ويلجأ معظم الأشخاص في العراق وخاصة محافظات الوسط والجنوب إلى العشيرة لحل النزاعات التي تحدث بينهم من خلال تسويتها أو تعويض المعتدى عليه بمبالغ مالية لما لحقه من أضرار مادية او معنوية، وقد تتطور الأمور في بعض الأحيان لشدة الخلافات فيقوم مسلحون من عشيرة بمهاجمة منزل المطلوب لهم بالعيارات النارية أو ما تمسى بعرفهم القبلي العراقي "الدكة".