الخرطوم - محمد إبراهيم
أعلن صحافِيُّون سودانِيُّون الإضراب عن العمل اليوم الأربعاء احتجاجًا على مصادرات جهاز الأمن السوداني "4" صحف بعد طبعاتها بالمطابع لثلاثة أيام على التوالي، ونفذ جهاز الأمن فجر اليوم الأربعاء، ثالث مصادرة جماعية طالت "5" صحف هي "التيار" و"الجريدة" و"الأيام" و"اليوم التالي" و"الوطن"، بعد يوم من مصادرة جماعية يوم الثلاثاء تضررت منها ذات الصحف، وعلى إثر ذلك دخل صحفيون في إضراب عن العمل، بينما نظم محامون وقفة احتجاجية أمام وزارة العدل.
ونظم محامون سودانيون وقفة احتجاجية أمام السلطة القضائية بالخرطوم الأربعاء، ومنذ إعلان الحكومة السودانية لقرارات اقتصادية قاسية قبل نحو 3 أسابيع تفرض سلطات الأمن قيودًا على الصحف في تغطيتها الناقدة لارتفاع أسعار الوقود والدواء والكهرباء، فضلًا عن حظر نشر مظاهر الاحتجاج على السياسات الإقتصادية للحكومة. ويرجح صحفيون أن يكون سبب مصادرات جهاز الأمن للصحف تغطيتها لدعوة العصيان المدني التي استمرت أيام الأحد والاثنين والثلاثاء، رغم أن الأمن لم يبلغ إدارات الصحف بالأسباب التي دعته لتطبيق عقوبة المصادرة.
ونفذت شبكة الصحافيين السودانيين اضرابا عن العمل احتجاجا على تكرار المصادرات الجماعية بحق الصحف، ودعت الشبكة في بيان رؤساء التحرير والناشرين للمشاركة في الإضراب لوضع حد لتغول جهاز الأمن والمخابرات على الصحافة في البلاد. ويعمد جهاز الأمن السوداني إلى مصادرة الصحف التي تتجاوز ما يعتبره "خطوطًا حمراء" كعقوبة بأثر رجعي تؤثر على الصحف ماديًا ومعنويًا.
وكان الأمن في السابق يتبع نهج الرقابة القبلية عبر منسوبيه الذين يطوفون على دور الصحف ليلًا لمراجعة المحتوى التحريري. وطالت الإجراءات التعسفية قنوات فضائية عندما أمرت سلطة البث الإذاعي والتلفزيوني، بوزارة الإعلام، الأحد الماضي، بإيقاف بث قناة "أمدرمان" المملوكة للصحفي الإسلامي حسين خوجلي، كما أنذرت قناة "سودانية 24" المملوكة لرجل الأعمال وجدي ميرغني. وإلى ذلك نظم محامون يوم الأربعاء وقفة احتجاجية أمام امام مباني السلطة القضائية "المحكمة القومية العليا". وندَّد المحامون في بيانهم الذي دعا للوقفة الاحتجاجية بالغلاء وانعدام الأمن وحرية الرأي والتعبير وتردي بيئة العمل بالمستشفيات الحكومية، منتقدين الاعتقالات القسرية والضرب والإهانة للنساء والفتيات، قبل أن يطالبوا الحكومة بالرحيل والترجل من سدة الحكم.