"بيت الإعلام العراقي"

أشار "بيت الإعلام العراقي"، في تقرير تم رصده، إلى ضعف تغطية وسائل الإعلام العراقية والعالمية الناطقة بالعربية، للقضايا الأساس التي تمس حياة النازحين، مثل الصحة والتعليم والخدمات الضرورية لاسيما ماء الشرب والصرف الصحي، برغم وجود أكثر من ثلاثة ملايين نازح داخل العراق.

كما رصد في تقريره وورد لـ"العرب اليوم "، ندرة التغطية الميدانية لتلك القضايا، إذ اكتفت أغلب وسائل الإعلام بنقل البيانات الرسمية وتصريحات السياسيين، مع طغيان "الهاجس الأمني" من إمكانية تسلل إرهابيين بين صفوفهم، على صوت النازحين أنفسهم، وظروفهم "المأساوية".

ودعا بيت الإعلام العراقي، إلى ضرورة زيادة الاهتمام الإعلامي بهذا الموضوع الإنساني والمجتمعي بالغ الأهمية، مع التركيز على جهود إعمار المناطق المحررة، وضمان التعايش السلمي بين مكوناتها، وحشد الدعم الدولي بهذا الشأن.وجاء في التقرير، أن وسائل الإعلام العراقية غطت قضايا النازحين بزوايا ضيقة، إذ اختار أغلبها مواضيع سطحية لم تتعمق بمشاكل النازحين ومعاناتهم، وسجل غياب صوت النازحين في غالبية المواد الإعلامية، وإن وجد، يكون التركيز عليه ثانويًا.

وركزت وسائل الإعلام على مواضيع أمنية وسياسية أضرت بقضية النازحين، وخلقت رأياً عاماً مضاداً لهم، مثل تسلل إرهابيين بين صفوفهم، كما غاب العمل الميداني عن أغلب المواد الصحافية التي غطت أحوال النازحين، مثلما غاب وصف أحوالهم المعاشية وظروفهم الحياتية.

وتضمن التقرير، أن التغطية الإعلامية لم ترق، من حيث عدد المواد أو جودتها أو المساحة المخصص لها، إلى حجم الحدث، إذ تشير الأرقام إلى نزوح أكثر من ثلاثة ملايين و200 ألف عراقي عن ديارهم، فضلاً عن هجرة عدة ملايين للخارج.

وأخفقت وسائل الإعلام في التوصل إلى معلومات دقيقة عن النازحين وعددهم والمناطق التي شهدت حركة نزوح من مناطق التوتر إلى مناطق آمنة نسبياً. بحسب تقرير بيت الاعلام العراقي.وسجل أيضاً في ملاحظاته، أن التغطية الإعلامية تضمنت نقصاً فادحاً في المعلومات المتعلقة بحجم المساعدات التي قدمتها المنظمات المدنية والمؤسسات الحكومية للنازحين، في حين ركزت بعض الوسائل الإعلامية على البيانات الحكومية بشأن قضايا النازحين، برغم أنها كان ينبغي أن تركز على مراقبة أداء عمل الجهات الحكومية ونقل جوانب الضعف فيها للارتقاء بالخدمات المقدمة للنازحين.

وأوصى بيت الإعلام العراقي، بضرورة زيادة تغطية وسائل الإعلام العراقية لموضوع النازحين، وألا يقتصر ذلك على عملية النزوح، بل يتعدى ذلك لأسبابه ومستقبل عودتهم لأراضيهم والتعايش السلمي بين مكوناتها، مشدداً على زيادة التغطية للمواضيع الأكثر أهمية للنازح مثل الخدمات والطعام والسكن وحرية التنقل والتعليم والأهم من ذلك العودة لمنطقته، مع التركيز على نقل معاناة النازحين لخلق رأي عام ضاغط على الجهات المسؤولة لزيادة اهتمامها بموضوع النازحين وتقديم المساعدات الضرورية لهم.

وحث على تسليط الضوء على أوضاع المناطق المحررة، وحجم الدمار الذي تعرضت له، وجهود إعادة اعمارها وإيصال الخدمات إليها، كمقدمة لعودة النازحين إليها، مناشداً المجتمع الدولي على الاهتمام أكثر بأعمار المناطق المحررة ضماناً لسرعة عودة النازحين إليها وإنهاء معاناتهم.

يذكر أن "بيت الإعلام العراقي" مؤسسة إعلامية مستقلة أسسها مجموعة من الصحافيين العراقيين في بداية عام 2015، تعني برصد وسائل الإعلام العراقية، وعرض السلبيات التي تشوب التغطية الإعلامية للأحداث الجارية، عن طريق إصدار تقارير رصد دورية.