صحيفة نيويورك تايمز

كشف ناشر صحيفة نيويورك تايمز الأحد انه التقى الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، وحذره بلهجة قاسية من التداعيات "الخطيرة والمؤذية" لهجماته المتكررة على الصحافة، وكان ترامب كشف بنفسه قبيل ذلك في تغريدة على تويتر صباح الأحد، انه ناقش مع ناشر الصحيفة ارثور غريغ سولبرغر مسألة "الأخبار الكاذبة" (فيك نيوز) التي يتطرق إليها الرئيس الأميركي بشكل دائم.

وقال ترامب في تغريدته "لقد أمضينا الكثير من الوقت ونحن نتكلم عن الكم الهائل من الاخبار الكاذبة التي تنشرها وسائل الإعلام، وكيف باتت هذه الاخبار الكاذبة تختصر بكلمة واحدة عدوة الشعب، هذا أمر محزن".

ويتهم ترامب بشكل متواصل وسائل الإعلام الإخبارية القومية بأنها تبث الأخبار الكاذبة. مع العلم بأنها بغالبيتها توجه إليه الانتقادات الحادة، ودفعت تغريدة ترامب سولزبرغر إلى نشر بيان عن اللقاء الذي كان من المفترض أن يبقى سريا قبل أن يكشف الرئيس الأميركي أمره، وأوضح سولزبرغر (37 عاما) انه التقى الرئيس ترامب في العشرين من تموز/يوليو بناء على طلب البيت الابيض، برفقة مدير صفحة الرأي في الصحيفة جيمس بينيت.

وأضاف أنه قرر الرد علنا على تغريدة ترامب حول ما دار خلال اللقاء، استنادًا إلى الملاحظات التي كتبها هو وزميله جيمس بينيت خلال الاجتماع، وقال سولزبرغر "أن السبب الاساسي لموافقتي على هذا اللقاء كان التطرق الى القلق الذي ينتابني إزاء اللهجة المناهضة للصحافة الخطيرة جدا التي يستخدمها الرئيس".

وكان سولزبرغر خلف والده مطلع العام الحالي كناشر للصحيفة، وأضاف في بيانه "قلت بصراحة للرئيس انني أرى أن كلامه ليس عامل فرقة فحسب، بل هو خطير ويزداد خطورة"، وتابع "قلت له أن تعبير الأنباء الكاذبة"فيك نيوز" غير صحيح ومؤذ، إلا أنني أبديت قلقًا اكبر ازاء وصفه للصحافيين بأعداء الشعب".

-الصحافيون مهددون-
وأضاف ناشر الصحيفة "حذرته من أن هذه اللهجة النارية ستساهم في زيادة التهديدات ضد الصحافيين ويمكن ان تحض على العنف"، بعدما اعتبر أن "هذا ما يحصل بالفعل في الخارج"، وقال أيضا "أن بعض الانظمة تستغل اللغة التي يستخدمها الرئيس لتبرير قمعها الواسع للصحافيين"، مضيفا "حذرته بأن ذلك قد يعرض أرواحا للخطر، ويؤذي قيم أمتنا الديموقراطية، ويؤثر على التزامنا بالدفاع عن حرية التعبير وحرية الصحافة"، مع التأكيد أن للرئيس بالطبع الحق على غرار ما كان يفعله أسلافه في انتقاد طريقة الصحافة لتغطية اعماله.

وتعتبر نيويورك تايمز من بين وسائل الاعلام التي تتعرض غالبا لهجمات ترامب، إلى جانب شبكة "سي ان أن"، وصحيفة واشنطن بوست التي يملكها صاحب شركة امازون جيف بيزوس، ومن بين الأوصاف التي اطلقها ترامب على صحيفة نيويورك تايمز في تغريداته شبه اليومية أنها "فاشلة وفاسدة" و"منحازة" وبأنها أسوأ الصحف "وتغطيتها الأقل دقة".

وكان نشب خلاف خلال الأسبوع الماضي بين شبكة سي إن إن والرئاسة الأميركية التي رفضت دخول احد صحافيي الشبكة إلى البيت الأبيض للمشاركة في تغطية المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقد بين ترامب ورئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر.

ويبدو أن صحيفة نيويورك تايمز تحتل حيزًا كبيرًا من اهتمامات ترامب المولود في نيويورك، المدينة التي جلبت له الثراء. وقد خص هذه الصحيفة باول مقابلة له بعد انتخابه.