المنامة – العرب اليوم
شارك السيد مهند سليمان النعيمي القائم بأعمال مدير عام وكالة انباء البحرين ونائب رئيس اتحاد وكالات الانباء العربية ( فانا ) في الندوة الدولية التي انطلقت اليوم حول ( مستقبل وكالات الأنباء العربية : مقومات الاستمرارية وتحديث الجودة ) وتستضيفها (وكالة تونس افريقيا للأنباء) بمشاركة عدد من وكالات الانباء العالمية والعربية.
وقال إن التحديات الاعلامية الحديثة تفرض أهمية تبادل وجهات النظر بشأنها بين رؤساء وكالات الدول الأعضاء فضلا عن التشاور والتعاون فيما بيننا لمواجهتها والتعامل معها بهدف إيجاد الوسائل المناسبة لمواجهة هذه التحديات.
ونوه الى انه في مقدمة هذه الوسائل النهوض فنيا وإداريا وبشريا بالعمل الصحفي والإعلامي داخل وكالات الدول الأعضاء وتنظيم وتفعيل أطر التعاون المشترك فيما بيننا والوصول به إلى مستويات أكثر تقدما وذلك تلبية لتطلعاتنا ومواكبة لطموحاتنا في الأحداث المتسارعة والتطورات التقنية في عالم الإعلام والاتصال ومن ثم تحقيق التواجد والمنافسة لوكالاتنا في سرعة تقديم وبث الأخبار والمعلومات.
كما اشاد بجهود الرئيسة المديرة لوكالة الانباء التونسية ودورها في تدعيم مسيرة اتحاد الوكالات عبر استضافة العديد من الفعاليات الإعلامية التي تخدم وكالات الانباء.
من جانبه دعا رئيس مجلس الادارة والمدير العام لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) الشيخ مبارك الدعيج الابراهيم الصباح رئيس الاتحاد الى ضرورة تطوير التعاون بين وكالات الأنباء العربية بما يساهم في النهوض بمستوى الخدمات الاعلامية المقدمة للمواطن العربي.
وقال في كلمة خلال ترؤسه الندوة إن " وكالات الأنباء العربية تعيش اليوم هاجسا من الخوف على انحسار دورها المستقبلي وانعكاس التطور المتسارع على مكانة وكالات الأنباء في فضاء الاعلام الحر حاضرا ومستقبلا".
وأضاف أنه يتعين علينا الاعتراف بوجود مخاطر وتحديات عديدة أمام وكالات الأنباء العالمية بصفة عامة والعربية بصفة خاصة بيد ان التعامل مع هذه التحديات "يتطلب أن نضعها في إطارها الطبيعي والاتفاق على معالجة عقلانية بحلول متطورة ورؤى وأفكار مبتكرة وغير تقليدية".
وأعرب الشيخ مبارك الدعيج عن ثقته التامة بقدرة وكالات الأنباء العربية على تحقيق التطلعات المنشودة والأهداف التي نأملها من خلال تعزيز التعاون البناء بينها والاندماج بهدف توحيد الرؤى والأفكار وتبادل الخبرات والتجارب.
وشدد على أن الاعلام العربي لا تنقصه الموارد أو الامكانيات ولا الخبرات أو الكفاءات بل يحتاج الى التعاون مشيرا الى النجاحات الملموسة التي حققتها وسائل اعلام عربية خلال السنوات الأخيرة فضلا عن الانتشار الكبير للكفاءات الاعلامية العربية المتميزة في وسائل الاعلام العالمية الامر الذي يؤكد قدرتنا على العطاء والابداع.
وأوضح أن هناك عدة مجالات تستدعي البحث والدراسة بهدف وضع تصور مستقبل أمثل لوكالات الأنباء العربية ومنها تطوير الوسائل والأدوات بما يضمن جودة العمل وسرعة الأداء وتطوير الخطاب الاعلامي شكلا وموضوعا وتعزيز واعلاء قيمة المصداقية والموضوعية والحيادية في التعامل مع الأحداث.
واعتبر الشيخ مبارك الدعيج هذه الأمور تشكل ميزة حقيقية لوكالات الأنباء وتضمن لها مكانة بين وسائل الاعلام الأخرى.
ودعا الى أهمية تنويع الخدمات الاعلامية التي تقدمها وكالات الانباء واستحداث خدمات جديدة تحقق لها وجودا قويا على الساحة وتجتذب لها جماهير جديدة وتعزز تواصلها مع المواطنين قائلا " فلم يعد مقبولا بعد هذا المشوار الطويل أن تكتفي وكالات الأنباء بنقل الأخبار إلى المشتركين من وسائل الاعلام والمؤسسات واغفال الأفراد".
وأوضح في هذا السياق أن وكالة الأنباء الكويتية (كونا) بادرت إلى استحداث خدمات الأخبار الهاتفية والأرشيف الالكتروني لتزويد المواطنين بالحقائق والمعلومات الدقيقة التي تحصنه من الشائعات والاخبار المغلوطة والمدسوسة.
وطالب بتعزيز العناصر المساندة للاخبار مثل الصور الفوتوغرافية والتفلزيونية والتقارير الاخبارية المصورة والاهتمام بالتحليلات السياسية والاحاديث الخاصة مع القادة والمسؤولين اضافة الى تكثيف الدورات التدريبية للعاملين في وكالات الأنباء.
واكد الشيخ مبارك الدعيج ان ذلك يحقق للعاملين القدرة على الوصول الى أداء اعلامي متميز والمستوى المطلوب من حيث جودة العمل وسرعة الأداء والاستفادة من التجارب الاعلامية الناجحة دوليا وعربيا لتطوير قدرات وأداء وكالات الأنباء.
وأفادت الرئيسة المديرة العامة لوكالة تونس إفريقيا للانباء حميدة البور، في افتتاح أعمال هذه الندوة الدولية، التي تتواصل على مدى يومين، بان وكالات الأنباء العربية تواجه اليوم جملة من التحديات التكنولوجية والاقتصادية، التي تستوجب منها العمل على مزيد من الارتقاء بمضامينها، عبر ادماج التكنولوجيات الحديثة وتطوير العمل الشبكي وتعزيز التعاون الثنائي والدولي.
وشددت في السياق ذاته ، على أن المصداقية والحيادية في نقل الأخبار وتوزيعها على وسائل الإعلام تبقى "نقطة قوة" وكالات الأنباء، خاصة منها وكالات الأنباء العمومية، في ضوء المتغيرات التي ما انفك يعرفها المشهد الإعلامي المحلي والإقليمي والدولي، وفي ظل حاجة المواطن إلى المعلومة و تجسيم حقه في النفاذ إليها.
وأكدت في تصريح إعلامي، على ضرورة كسب رهان جودة المحتوى، وتقديم إنتاج متنوع لكافة وسائل الإعلام، باعتبار أن وكالات الأنباء العمومية هي المزود الرئيسي للأخبار، ومطالبة بإرضاء المجموعة الوطنية التي تمولها.
وأبرزت ضرورة تأطير الطواقم التحريرية والتقنية العاملة بالوكالات ، لمواكبة آخر التطورات التكنولوجية التي تساعد على تقديم المعلومة الدقيقة، مبينة أن الإعلام العمومي يحظى بالمصداقية "لأنه لا يركض وراء الأهداف التجارية البحتة"، على حد قولها.
وكانت وكالة انباء البحرين شاركت ايضا في صفاقس، في الندوة الدولية التي تنظمها وكالة تونس إفريقيا للأنباء حول "الثقافة والتراث في الخطاب الإعلامي العربي" أيام 16 و17 و18 سبتمبر الحالي،وذلك ضمن فعاليات تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016.