اتجاهات جديدة

يجتمع أهم خبراء وقيادات الإعلام العربي وكبار المفكرين العرب وصناع القرار والكتاب والصحفيين والإعلاميين في كبرى المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية في العالم العربي في الدورة الرابعة عشرة من منتدى الإعلام العربي والتي انطلقت  في قاعة أريينا في مدينة جميرا تحت عنوان "الاتجاهات الجديدة".

فمع تسارع وتيرة التطورات الذي يشهدها المجال الإعلامي العربي والحاجة الماسة لمواكبتها دوما والعمل على ارتقائه، يأتي عنوان دورة هذا العام من منتدى الإعلام العربي، ليبرز أهمية الابتكار في مجال الإعلام الجديد، خاصة الشبكات الاجتماعية والمحتوى الرقمي والصور الخبرية. تأتي هذه الخطوة للتصدي للتحديات التي يواجها الإعلام العربي مثل تطوير المحتوى والحفاظ على الحيادية والمهنية، في فترة تشهد فيها منطقة الشرق الأوسط تجاذباً في الآراء وتبايناً في الرؤى والأفكار.

هذا العام، يركز منتدى الإعلام العربي في العديد من جلساته وورش العمل القائمة على مدى يومين على تأثير وسائل التواصل الاجتماعية المختلفة وكيفية التعامل معها، والعمل على زيادة المتابعين وإدارة المعلومات في المجال الإعلام الرقمي. في عالم اليوم، لا خلاف على أن وسائل التواصل الاجتماعية نالت حظها غير منقوص من الاهتمام وذلك لأنها أثبتت في حالات كثيرة قدرتها على نقل الخبر فور وقوعه ومن أكثر من زاوية وبفترة طويلة قبل وسائل الإعلام التقليدية.

ولكن بالرغم من ذلك، هذا الاهتمام ليس كافيا ليكون مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي نجوماً أو مشاهير أو لأن نطلق عليهم لقب إعلاميين، حيث أنه من غير المنطقي أن يكون الظهور والمشاركة بشبكات التواصل الاجتماعي أداة فعالة لقياس الانتشار والنجومية، أو تحديد مدى التأثير في الرأي العام وعقول المتابعين.

ومن ناحية أخرى، لم يخف عن القائمين على برنامج المؤتمر تسليط الضوء على فوضى الأخلاقيات التي يواجها الإعلام العربي عامة والجديد خاصة، نتيجة التطور التكنولوجي المستمر وغير المسبوق، الأمر الذي يلقي بالمسؤولية الكبيرة على المؤسسات الإعلامية للتأكد من مصداقية المعلومات ومصدرها والالتزام بأخلاقيات المهنية التي تتصف بالمصداقية والحقيقية والشفافية قدر الإمكان.

بالإضافة إلى ما سبق، يغطى المنتدى مواضيع متنوعة مثل تداعيات الوضع السياسي الراهن في العالم العربي، من خلال جلسة خاصة عن عاصفة الحزم وأخرى عن التحولات السياسية في المنطقة ومدى ضياع القضية الفلسطينية إعلاميا، وذلك في ضوء النزاعات السياسية الحالية في البلدان المجاورة وتزعزع الأمن وفقدان الأمان في مرحلة ما بعد الربيع العربي.

يأتي منتدى الإعلام العربي كل عام ليسلط الضوء على التحديات والمصاعب التي تواجه الصحافيين والإعلاميين طوال الوقت، ولترسخ الأسس الصحفية الصحيحة التي من شأنها الارتقاء بالمهنة الإعلامية، والتنويه بأهمية المهنية والأخلاقية في ثنايا العمل الإعلامي. لعلى هذه الدورة تنجح بإبراز الحقيقة الراسخة ألا وهي أن الإعلام انعكاس للمجتمع، وكلما ارتقى الإعلام، كلما ساهم ذلك في ارتقاء وتطور المجتمعات والدول، وهذه هي الرسالة السامية للإعلام، والتي لا يجب على العاملين فيه نسيانها في خضم إغراء المادة والرغبة في الشهرة والانتشار.