الرياض – العرب اليوم
وصف مذيع التلفزيون السعودي عبدالله الشهري، الذي أعلن نبأ وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز على الهواء مباشرة، وتناقلته جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية، تلك الليلة بأنها "الأصعب في مسيرته الإعلامية، حيث جمعت رهبة الموقف، وهول الفاجعة، وضرورة الأداء الجيد، لكي يعلن للعالم وفاة قائد عظيم".
ويصف الشهري هذه التجربة بقوله لـ"الوطن": "بمجرد علمنا بخبر وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز عم الحزن الجميع في مبنى الإذاعة والتلفزيون، وأصبحت الأستديوهات المركزية خلية نحل استعدادا لإعلان الخبر، وكان يرافقني وقتها زميلي زياد الغانم بحضور وزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز الخضيري، ورئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عبدالرحمن الهزاع، ونائبيه، وبمجرد أن تم قطع البث، وبدأ بث القرآن الكريم، تم تكليفي بالظهور على الهواء لإعلان خبر الوفاة فارتبكت، وكان الوقت قصيرا جدا بين وصول البيان إلى إدارة الأخبار وإعلانه، حيث كان أقل من خمس دقائق، ولم أكن مستعدا بشكل جيد بسبب هول الموقف، وصعوبته، وظهرت وقرأت البيان على الهواء مباشرة، ولكن لأن الميكروفون لم يكن مثبتا بشكل جيد، طلب مني إعادة البيان بعد الفاصل".
وأضاف الشهري: "هذه كانت المرة الأولى التي أظهر فيها على الهواء لأعلن وفاة أحد قادة هذه البلاد، لذلك كان الموقف عصيبا، ولذلك غردت بعد البيان عبر تويتر بأن مضمون ما أعلنته في البيان لم يكن أمرا محببا، ولم أكن أتمناه مطلقا، ورغم أن إذاعة بيان تصل أصداؤه إلى كل بقاع الأرض أمنية كل إعلامي، إلا أن من المحزن جدا أن تظهر للناس وتعلن لهم وفاة رجل استثنائي وتقول لهم: الملك .. مات".
وعن تفاصيل تكليفه بقراءة البيان كشف الشهري أن مدير عام الأخبار عبدالله الحميدي استدعاه إلى مقر التلفزيون، وكلفه بقراءة البيان حال وروده، وكان هناك اعتقاد عام بأن وزير الإعلام هو من سيقرأ البيان، جريا على ما تم إبان وفاة الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله، حيث قرأ البيان آنذاك الوزير إياد مدني، ولكن الوزير الخضيري تعامل مع الأمر من وجهة نظر مهنية، وفضل أن يقرأه مذيع الأخبار".
وحول مرافقته للملك الراحل في مناسبات إعلامية قال: "تشرفت بمرافقة الملك عبدالله وهو ولي للعهد، وأيضا وهو ملك في زيارات داخلية لمنطقة عسير، وأذكر أننا كنا نقضي معه رحمه الله أجواء خاصة، حيث كان يتمتع بكاريزما عالية جدا، وشخصية حميمية كنا نشعر بها، فعلى الرغم من هيبته كملك إلا أنك تشعر معه بحنان الأب وتلقائيته وعفويته التي تظهر في أي موقف.
وأكد الشهري أن خطابات الملك عبدالله رحمه الله كانت تكثر فيها كلمة الشعب، حيث كان يكررها بواقع مرتين أو ثلاث كل ثلاث دقائق، وهذا الأمر له دلالة عميقة على حبه رحمه الله لهذا الشعب.