الكويت - وكالات
كشفت نتائج دراسة أكاديمية أعدها د. علي وطفة استاذ التربية في جامعة الكويت عن تراجع كبير في الشعور بالهوية الوطنية والولاء للوطن، خلال فترة الدراسة الجامعية بين طلاب وطالبات جامعة الكويت، مبينة ان الإناث الأكثر نزعة وطنية وغيرة على الهوية الوطنية من الذكور، وأن طلاب السنوات الأولى والثانية أكثر ولاء وشعوراً بالانتماء الوطني من طلاب السنوات العليا، وطلاب الشريعة هم الأقل ولاء للقيم الوطنية من طلاب الكليات الأخرى، وطلاب العلوم الإنسانية أكثر ولاء للقيم التقليدية من طلاب العلوم التطبيقية، والطلاب الحضر أكثر ولاء للقانون والدستور من الطلاب البدو، وطلاب المحافظات ذات الطابع البدوي أكثر ولاء للنزعات التقليدية في الهوية والانتماء، حسبما جاء في الدراسة التي نشرت في مركز دراسات الخليج. كشفت دراسة أكاديمية عن تراجع كبير في الشعور بالهوية الوطنية والولاء للوطن خلال فترة الدراسة الجامعية بين طلبة وطالبات جامعة الكويت، وعكست الدراسة مدى نقص الوعي السياسي لدى الطلبة والطالبات. وأوضحت الدراسة التي هدفت إلى دراسة قضية الهوية في وعي طلاب الجامعة، واستكشاف مستوى وعيهم بقضايا الهوية الوطنية، مع تحديد نسق المخاطر والتحديات التي تواجه هذه الهوية، ان الإحساس بالهوية الوطنية ما زال رهينا بمصالح الأفراد، فحتى الآن لم تستطع الدولة ان ترسخ ثقافة وطنية حقيقية فاعلة في المستوى السيكولوجي للأفراد، مبينة أن ذلك يتجلى في الولاءات القبلية والطائفية والتي تحتل مكان الصدارة في نسق الانتماءات والولاءات. وبينت الدراسة التي أعدها أستاذ التربية في جامعة الكويت د. علي وطفة، على عينة بلغت 1194 طالبا وطالبة من طلاب جامعة الكويت، وجاءت الدراسة بعنوان «تحديات الهوية الوطنية والشعور بالانتماء الوطني لدى عينة من طلاب جامعة الكويت»، ونشرها مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية في جامعة الكويت، أن هناك قصورا في مطالب التوعية بمضامين الوحدة الوطنية والهوية الثقافية للكويت. التحديات والمخاطر فيما يتعلق بالوعي بالتحديات والمخاطر التي تواجه الهوية الوطنية، أبدى الطلاب وعيا كبيرا بالمخاطر الكبرى التي تهدد الهوية الوطنية، منها تحدي العمالة الوافدة، الذي يحتل الصدارة وأكده %94.6 من طلاب وطالبات الجامعة، ومن ثم جاء تحدي اللغة العربية في المرتبة الثانية بنسبة %91.1، ثم تحدي الطائفية بنسبة %84.9، ثم التحدي الإيراني بنسبة %79.6، وأخيرا يأتي تحدي «البدون» بنسبة %55.3. الوعي السياسي وتطرقت الدراسة لمقومات الهوية الوطنية، حيث أوضحت أن الطلاب يعانون نقصا كبيرا في وعيهم السياسي، حيث أقر %63.8 من الطلاب موافقتهم على أن الولاء للطائفة يعزز الولاء الوطني والولاء للدولة، في حين عارض هذا الأمر %32.7 منهم هذا الأمر، وهذا يدل على وضع كارثي في مستوى الوعي لدى الطلاب بمقومات المواطنة وركائز الوحدة الوطنية، بالإضافة إلى ان الدراسة أظهرت ان الإناث هن الأكثر ولاء للعروبة والقبيلة من الذكور، أما فيما يتعلق بالاختصاص العلمي نجد أن طلاب العلوم الإنسانية أكثر ولاء للقبيلة والطائفة والعروبة من طلاب العلوم التطبيقية. أما فيما يتعلق بمتغير الانتماء الاجتماعي كان الطلاب البدو أكثر تمسكا بالقبيلة والطائفة والعروبة والعائلة من الطلاب الحضر، بالإضافة إلى أن طلاب الكليات العلمية كانوا الأكثر وعيا وأقل ولاء للانتماءات التقليدية من طلاب العلوم الإنسانية. أما متغير السنوات فأظهرت الدراسة أن طلاب السنتين الأولى والثانية هم الأكثر ولاء للانتماءات التقليدية من طلاب السنتين الثانية والرابعة،وهو الحال بالنسبة للمحافظات التقليدية، حيث أنها الأكثر ولاء للقيم التقليدية من المحافظات الحضرية. وبينت الدراسة أن الطلاب ركزوا على أهمية الدين بوصفه الركيزة الأساسية من ركائز الهوية الوطنية،حيث أعلن %95.8 من الطلاب موافقتهم احتلال الولاء للدين المرتبة الأولى في نسق الولاء،ثم جاء دور الولاء للأسرة في المرتبة الثانية،حيث أكد %95.1 من الطلاب أهمية الأسرة في عملية الولاء للوطن والهوية،وعلى الأثر جاء دور العروبة في المرتبة الثالثة %93.5، تلتها الديموقراطية في المرتبة الرابعة %92.8، وعلى التوالي جاء دور القانون في المرتبة الخامسة %92.1، ثم الولاء للأرض في المرتبة السادسة %90.3، وأخيرا الولاء للقبيلة %72.0، الولاء للطائفة في المرتبة الثامنة والأخيرة 63.8 %. الولاء والانتماء وفي المحور الرابع الذي يتعلق بنسق الولاء والإنتماء،أبدى الطلاب وعيا مميزا بمقومات الهوية الوطنية،حيث احتل الدين المرتبة الأولى في سلم الأولويات،في حين احتل الولاء للقبيلة والعشيرة المرتبة الأخيرة، ولكن هذا أظهر بقاء نسق الولاء للقبيلة والطائفة والمذهب في نسق الولاءات،حيث حققت هذه الولاءات الضيقة حضورا كبيرا في مختلف تجليات الولاء عند الطلبة. الخطر والقلق وطرحت الدراسة عدة تساؤلات منها: هل يشعر طلاب الجامعة بأن الهوية الوطنية الكويتية تواجه مخاطر ؟وهل يشعرون يالخوف والقلق على هذه الهوية؟، وأوضحت الدراسة أن %84.4 من أفراد العينة يرون أن هناك أخطارا تحدق بالهوية الوطنية،وبناء على ذلك أعلن %83.3 منهم أنهم يشعرون بالخوف والقلق، وأغلب من يتحسس ويشعر بالهوية الوطنية هم من فئة الذكور، وهذا الشعور بالخطر تبرره عوامل ومتغيرات عديدة منها الأحداث المروعة التي شهدتها المنطقة وما تشهده الأوضاع الإقليمية من توترات وتناقضات وأزمات اقتصادية. تقسيمات وخلصت الدراسة إلى أن الإناث أكثر نزعا وطنيا وغيرة على الهوية الوطنية من الذكور، وأن طلاب السنوات الأولى والثانية أكثر ولاء وشعورا بالإنتماء الوطني من طلاب السنوات العليا، وطلاب الشريعة هم أقل ولاءا للقيم الوطنية من طلاب الكليات الأخرى، وطلاب العلوم الإنسانية أكثر ولاء للقيم التقليدية من طلاب العلوم التطبيقية، والطلاب الحضر أكثر ولاء للقانون والدستور من الطلاب البدو، وطلاب المحافظات ذات الطابع البدوي أكثر ولاء للنزعات التقليدية في الهوية والإنتماء. مزيج من الولاءات وأوضحت الدراسة أن هناك وعيا كبيرا بالهوية الوطنية،ولكن هذا الوعي يأخذ طابعا تقليديا يتمازج بالولاءات الصغرى والكبرى في آن واحد،فالدين والقبيلة والطائفة والولاء للأرض والدستور عوامل متناقضة ولكنها تتداخل في الوعي بالهوية عند طلاب جامعة الكويت،فالطالب يرى أن هذه العناصر تتداخل في تشكيل إحساسه بالهوية والوطن، ولكن الطلاب لا يجدون أي تناقض في أن يكون المرء طائفيا وقبليا ووطنيا في آن واحد، وعدد كبير من الطلاب لا يرون تناقضا في الولاء للوطن والطائفة والقبيلة،مؤكدة أنه تكمن المشكلة الكبرى في وعي ملتبس بالهوية في وعي نتشبع بالولاءات التقليدية الصغرى بوصفها مكونات للوحدة الوطنية والهوية القومية. دور الجامعة وبينت الدراسة على أن الجامعة تمارس دورها الحيوي باستحياء في تشكيل الروح الوطنية والإحساس بالهوية الوطنية عبر برامجها وفعالياتها الفكرية والثقافية. وأكدت على أن الهوية الوطنية لم تشيد على أرض راسخة،فالعصبيات الدنيا ما زالت قائمة ويظهر ذلك في الممارسات التي تأخذ طابعا ثقافيا وسياسيا مثل التكتلات الطائفية والقبلية في قبة البرلمان، بالإضافة إلى الممارسات التي تدوي على صفحات الجرائد والشاشات. وأوصت الدراسة بضرورة بناء هوية وطنية واحدة تضم كل المواطنين على أساس الوحدة الوطنية الجغرافية، وهذه الهوية تمثل مشروعا وطنيا كبيرا، حيث يقتضي جهودا كبيرة وهائلة في مستوى التربية والتعليم، مؤكدة على ضرورة تأصيل التنشئة الاجتماعية التي تهدف إلى الاعتراف بمشروع وجود الآخر، فالهوية الوطنية المنشودة القائمة على التسامح يمكنها أن تحقق فعليا عندما يكون هناك إيمان بضرورة التنوع الثقافي. دورات تأهيلية وأوضحت الدراسة ضرورة أن تعمل الإدارة الجامعية على توفير نسق من الفعاليات والمقررات الدراسية الإلزامية التي تعزز الوعي بالهوية الوطنية وتعمق الشعور بها، بالإضافة إلى توفير دورات تأهيلية لأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة في مجال ثقافة المواطنة وأهمية تعزيزها لدى طلاب الجامعة. وأضافت بضرورة محاربة كل المظاهر الانتخابية الطلابية التي تقوم على شعارات مذهبية ودينية وإصدار تشريعات تمنع هذه الممارسات المذهبية والقبلية في الجامعة. حب الوطن %99.5 أوضحت الدراسة أنه في ما يتعلق بمحور الولاء الوطني وطبيعته %99.5 من الطلاب أعلنوا حبهم للوطن والرغبة في التضحية من أجله. الطابع القبلي للمحافظات أكدت الدراسة أن طلاب محافظات الجهراء والأحمدي هم الأكثر نزوعا إلى القبيلة، والأكثر اعتقادا بأنها ركن من أركان الهوية الوطنية، موضحة أن ذلك يعد طبيعيا نتيجة لاعتبار الطابع القبلي للبنية الاجتماعية في الجهراء والأحمدي. محافظة العاصمة بينت الدراسة أن طلاب المحافظات الحضرية (حولي والعاصمة ) كانوا الأكثر رفضا لمبدأ الولاء للطائفة يعتبر ركنا من أركان الولاء للدولة. بصفتها ركائز للهوية ترتيب الولاءات: 1 - الدين 2 - الأسرة 3 - العروبة 4 - الديموقراطية 5 - القانون 6 - الأرض 7 - القبيلة 8 - الطائفة