اقترحت دراسة أميركية طريقة حديثة لعلاج القلق الاجتماعي تعتمد على تصوير الشخص بالفيديو خلال تفاعلاته مع الآخرين في بيئة افتراضية ليستفيد من رؤية نفسه للتغلب على هذا النوع من القلق. وحثت الدراسة التي أجريت في جامعة ويست أنجليا على تصوير الناس خلال تفاعلاتهم المختلفة في السوق والمقهى والمواصلات وعرض صورهم أمامهم للتخلص من القلق. ويسمّى هذا النوع من المساعدة الذي اختبره الباحثون "العلاج السلوكي المعرفي"، وقد تضمنت الأبحاث الخاصة به إعداد 100 من نماذج المواقف الافتراضية مثل الحديث مع أشخاص غرباء في معرض، وتناول القهوة في مقهى، والتسوق، وحضور حفلة، ويستغرق هذا البرنامج العلاجي 12 جلسة أسبوعية مدة كل منها ساعة. وقالت الدكتورة لينا جيجا المشرفة على هذه البحوث : “الذين يعانون القلق الاجتماعي يخافون من أنهم سيجتذبون انتباه من حولهم ويتعرضون لأحكام سلبية من قبل الآخرين خلال المواقف الاجتماعية. لذلك يتجنب كثير منهم الأماكن العامة والتجمعات تماماً ويؤثرون السلامة عند مواجهة الآخرين بتجنب اتصال العين، أو وجود من يحرسهم ومن يتفاعل نيابة عنهم، أو التنبه الشديد عند التعامل مع الآخرين. ومن المفارقات أن ذلك السلوك هو ما يجذب انتباه الآخرين وينتج عنه أحكام اجتماعية تغذي ما يعتقده هؤلاء القلقون عن أنفسهم". وتضيف الدكتورة جيجا :”يعتمد برنامجنا على التقاط صور بالفيديو يمكن عرضها بالحجم الطبيعي للشخصية، مع  تحرير الصور وترقيمها وتقطيع المشاهد. حيث نفترض أن ممارسة المواقف الاجتماعية في بيئة افتراضية يمكن أن تساعدهم". وتضمنت تجربة البحث تطبيق العلاج على ستة شباب، وتم تصميم البرنامج العلاجي بحيث تتضمن سيناريوهاته المصطنعة علاج أنواع مختلفة من المخاوف، والتي تتنوع ما بين الخوف من الحشود، ومن العلاقة الحميمة، والخوف من الأداء الشخصي، وغير ذلك. ويعتقد القائمون على هذا البرنامج العلاجي بأنه قادر على تحقيق نتائج إيجابية وعمل تحسن سريع في أداء من يعانون هذه المشكلة.