كشف رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري "مجلس النواب" محمد العربي ولد خليفة الأحد أن 40 ألف باحث جزائري غادروا تراب الوطن إلى فرنسا، كندا وبلجيكا، ضمن ظاهرة هجرة الكفاءات إلى الخارج. وقال رئيس البرلمان الجزائري المنتمي إلى حزب الأغلبية، خلال يوم برلماني نُظم في المجلس الشعبي الوطني تحت عنوان "مخرجات التعليم والاقتصاد الوطني، الواقع والتحديات"، إن مؤسسات التأهيل المدرسي والجامعي في الجزائر تواجه "عزلة مصطنعة عن محيطها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي"، معتبراً ذلك تحصيل حاصل لعدم ملاءمة التشريعات التي تحكمها، إضافة إلى ندرة وانعدام وسائل التثقيف خارج المدرسة. ولفت إلى أن بعض المدارس تكاد تتحول إلى ما يُشبه الدير الذي يتعاقب عليه القساوسة ويكررون الطقوس والمراسيم نفسها، محذراً من أن الوفرة المالية للبلدان المصدرة للطاقة ومن بينها الجزائر غير دائمة، وأن "الكفاءة والحكم الراشد" هو وحده القادر على إنشاء الثروة وتنميتها على المدى الطويل. وشدد على أن التعليم والتأهيل والبحث العلمي في الجزائر يُمثل أكبر وأهم استثمار لإنشاء الثروة الحقيقية المعتمدة على المعرفة ومقياسها الأول هو قدرة النخبة على الابتكار والتجديد والاختراع. وأضاف أن هناك اتفاقاً على أن نظام التربية والتعليم العالي هو نقطة الانطلاق للتحرر من التخلف الثقافي وتسريع وتيرة التنمية والتحرر التدريجي من التبعية في ثلاثة قطاعات رئيسية هي الصناعة والزراعة والخدمات، مُعتبراً أن الطريق إلى ذلك يبدأ بتوطين المعرفة والتكنولوجيات والحرص على الاستثمار في البحث العلمي النظري والتطبيقي. ولم يُخف رئيس البرلمان الجزائري أن المنظومة التربوية في الجزائر تقع كلها في صميم إشكالية التخلف الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، وهي مطالبة من جهة بتصميم حاضر ومستقبل مغاير للواقع، وأنه على النظام التربوي والجامعي أن يختار إما الاقتصار على تكوين نخبة الامتياز وإما النشر الأفقي للتعليم والتأهيل العالي.