أنهى المواطن فالح البلوي (63 عاما) دراسته الثانوية قبل ثلاث سنوات، حيث جلس على مقاعد الدراسة طالبا في الصف الثالث الثانوي في ثانوية الوليد بن عبد الملك الليلية في محافظة العلا، وحصل على الشهادة بالتزامن مع تقاعده الوظيفي، حيث قال: إنه يطلب العلم من أجل العلم ولا شيئ غيره، فتقاعده واكب إنهاءه للدراسة الثانوية. وأضاف قائلا: إنني لا أبحث عن شهادة من أجل أغراض وظيفية أو مادية بل أجد في نفسي رغبة في طلب العلم والتحصيل وأجد في نفسي لذة غامرة في هذا الصدد. وعن شعوره وهو يشاهد صغار السن ممن هم في عمر أبنائه يجلسون حوله، مشيرا إلى أنه لا يجد أي حرج في التواصل والاندماج معهم، بل إنه يتدارس معهم في كثير من الأحيان. وعلى غرار فالح البلوي، أنهى عبد الكريم بن حويشان العنزي الذي تجاوز 70 عاما، ثلاث سنوات من دراسته للبكالوريوس في كلية العلوم والآداب التابعة لجامعة طيبة في المحافظة. عبد الكريم الذي يدرس ـ الآن ـ في السنة الرابعة، منتسبا في الكلية، أوضح أن ظروفه وارتباطاته لم تمكنه في السابق من خوض الدراسة الجامعية نظرا لغياب فرص التعليم الجامعي عن المحافظة، وعندما تواجد التعليم الجامعي رأيت أن الفرصة أصبحت سانحة لإكمال الدراسة التي لا أبحث من خلالها عن منصب أو ترقية فقد سبق أن تمت إحالتي على التقاعد منذ مدة، وأنا أطلب العلم من أجل العلم فقط. ويعدّ العنزي أكبر طالب جامعي في المملكة، وقد كرّمه مدير جامعة طيبة السابق لدى زيارته العلا لتدشين فرع الجامعة فيها، وكان تكريمه كأكبر طالب جامعي سعودي يدرس في الجامعة. من جهته، عبّر المشرف على فرع جامعة طيبة في العلا الدكتور سالم بن عبد الرحمن البلوي، عن سعادته بدراسة عبد الكريم حويشان رغم وصوله لهذه السن، مشيرا إلى أنه نموذج من النماذج المشرفة التي لا يحد من إقبالها على طلب العلم أي عائق أو ظرف، وأهاب البلوي بالجميع الحرص على طلب العلم تحت أي ظرف وفي كل مرحلة عمرية.