خورفكان – العرب اليوم
قرّرت وزارة التربية والتعليم الإماراتيّة، في لفتة إنسانية، واحتراماً لمشاعر أسرة المتوفاة، أن تحجب النتائج النهائية لدرجات الطالبة فاطمة مراد البلوشي من نظام بيانات الوزارة، حتى لا تعيد مشاعر الحزن إلى أسرتها، لاسيما أنَّ النتائج تذهب بطريقة أوتوماتيكية إلى هاتفها، فيما تمنى الوالد من مدينة خورفكان أن يلوّح بشهادة تفوق ابنته، ويهدي نجاحها إلى روحها المثابرة.
وتناقل العديد من المدونين عبر "البلاك بيري"، ومواقع التواصل الاجتماعي، شائعة غير صحيحة عن علامات المرحومة، إلى جانب عرض نسبتها النهائية، وإرسال رسائل للدعاء لها بالرحمة والمغفرة.
وأوضح الوالد مراد محمد الهواتي، أنّه "في البداية، أهنئ جميع طلاب وطالبات الثانوية العامة وأبارك تفوقهم، كأنني في ذلك أهنئ ابنتي التي كنت أتمنى أن تكون إلى جانبي في لحظات النجاح الجميلة، كي أُدخل السعادة إليها، ولكن الله أختارها، ولا اعتراض على قضائه، كما أثمن جهود كل من أسهم في إنجاز هذا اليوم الوطني".
وأشار إلى أنَّ "دموع الألم ولوعة الفراق بالتأكيد تسود أجواء الأسرة، إلا أنَّ الحياة قصيرة جداً، وأنّ معرفته نتيجة ابنته في ضوء أفراح الجميع لا تفرق شيئاً، إلا أنّه سيكون سعيداً جداً بنتائجها النهائية، لكونها أدّت واجبها تماماً تجاه ربها ووطنها حتى آخر يوم من امتحانات اجتياز الثانوية العامة، ما سيكون إعلانه في المقام الأول بمنزلة تكريم لرئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ولنهجه في دعم المتميزين والمثابرين، مناشداً وزارة التربية والتعليم إهداءه هذه الفرحة، وإن كان قد تم اعتماد شهادة وفاتها".
ولفت إلى أنّ "الشائعات قد آلمت أفراد أسرته كثيراً، إلا أنّه متأكد من حسن النوايا وتعاطف الـناس مع وفاة ابنته، لاسيّما أنها في مقتبل عمرها، وكانت تعيش أهم مرحلة من حياتها".
وأضاف أنَّ "ابنته ذات شخصية قوية ومعتدة بذاتها، فقد حدّدت طموحها، على الرغم من أنَّ الموت كان أقرب منها، وعلمها بمجيئه، وفق كلمات وصيّتها، التي اكتُشفت أخيراً في هاتفها المحمول، إلا أنّه لم يمنعها من انتزاع التفوّق، ورسم مستقبلها، فهي سجلت فـي المعهد البترولي، وجاءتها الموافقة للالتحاق فيه ثاني يوم من عزائها، رحمها الله".
واستنكرت مدير مدرسة "أم عمارة" للتعليم الثانوي بنات المعلمة هيام عامر الحمادي شائعات نتائج الطالبة فاطمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا حال جميع معلماتها وزميلاتها، وأوضحت أنَّ "مجتمع الإمارات مسالم، ودائماً ما يحترم مشاعر الناس، ومن المؤسف أن يزيد البعض من أحزان الآخرين، لاسيّما أنّه لم يمر على وفاتها أكثر من أسبوع".
وأبرزت أنَّ "الطالبة فاطمة كانت في موعد مع القدر، غير أنها باتت (رمزاً لهم)، لما تميّزت به من أخلاق حسنة واجتهاد ومثابرة، وما تمتعت به من حب جميع معلماتها وزميلاتها، وقد ألمّ بهن الحزن بعد وصول خبر وفاتها، وتسأل الله أن يتقبلها برحمته، وأن يصبّر ذويها".
وأشارت الحمادي، في تفسير عدم ظهور نتائجها، إلى أنّه "تمَّ تحديث نظام بيانات الدرجات لدى وزارة التربية والتعليم، بشأن الطالبة المرحومة، فور صدور شهادة الوفاة منذ أيام، لذا لم يتم الكشف عن نتائجها في النظام العام، ولا صحة للنسب المنشورة، وما كُشف عنه من علامات تخصها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات يعود إلى نتائج الفصل الأخير".