وزارة التربية العراقية

كشفت وزارة التربية العراقية اليوم الأحد أن عشرات المدارس فتحت أبوابها أمام الطلبة والتلاميذ في الساحل الأيسر لمدينة الموصل فيما لا تزال القوات المشتركة تتقدم صوب آخر جيب لداعش في أقصى الشمال من الساحل الواقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة، واستطاعت القوات العراقية أن تحرر كامل الساحل الأيسر تقريبًا حيث خاضت قتالًا في ظل وجود المدنيين في المنازل ضمن واحدة من أصعب حروب المدن.

وقالت وزارة التربية في بيان تلقت العرب اليوم نسخة منه إنه تم توجيه المديرية العامة في نينوى بالتنسيق المباشر مع الأجهزة الأمنية من أجل سلامة الطلبة والتلاميذ، وعرضت الوزارة أسماء 70 مدرسة موزعة في عشرات الأحياء الشرقية وقالت إنها بدأت دوامها الرسمي اعتبارًا من اليوم الأحد.

ويحاول العراق وعلى نحو سريع إنهاء الإرث التربوي الذي تركه داعش في الساحل الأيسر، واستبدل التنظيم معظم المناهج الدراسية التابعة للدولة العراقية بأخرى تعكس نظرته المتشددة للشريعة، ومنذ أن استولى داعش على الموصل حرم آلاف الأطفال العراقيين من التعلم بعد سيطرة عناصر تنظيم داعش على مفاصل الحياة في المناطق التي تحت هيمنتهم وتغيير مناهج التعليم بل وتحويل المدارس إلى أماكن لترسيخ العنف والحرب في أذهان الأطفال.

ويروي أحد أولياء الطلبة ل"العرب اليوم" كيف غدت المدارس بعد سيطرة التنظيم المتشدد عليها ويقول "كان المعلمون يسألون مثلًا عبوة زائد عبوة فما النتيجة؟ أو مرتد زائد مرتد ما النتيجة، وكان المنتمون لتنظيم داعش في السلك التربوي يرسمون الأسلحة على السبورة وكل أمثلة الدروس والحصص لا تخرج عن هذا الإطار.

وحققت القوات العراقية مكاسب جديدة في معركة الموصل منذ مطلع العام الجاري انتزعت استعادت السيطرة على بلدة تلكيف ذات الغالبية المسيحية والتي تقع على بعد بضعة كيلومترات إلى الشمال من الموصل التي أعلن داعش فيها "خلافة" امتدت إلى الأراضي السورية.

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد قال مؤخرًا إن هزيمة تنظيم "داعش" عسكريًا في العراق ستتم بحلول نيسان ابريل المقبل بعدما كان يكرر بان هزيمة التنظيم ستتحقق في عام 2016، ويقول مستشار مجلس أمن إقليم كردستان مسرور بارزاني إن تنظيم داعش سيلجأ إلى "الأسلوب الاستخباري" بعد هزيمته في معقله الرئيس في مدينة الموصل، ورجح رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في آخر مقابلة تلفزيونية بان تكون الحرب على التطرف "طويلة" وقال إنها تتطلب جانبًا فكريًا ولا يمكن أن تقتصر على الجانب العسكري.