عادل الطويسي

 أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عادل الطويسي، ان الشباب هم العنصر الأساسي في الخطط الحكومية الموضوعة للمواءمة والاستجابة مع عصر الثورة الصناعية الرابعة، والذكاء الاصطناعي، وان تبني مفاهيم الابتكار والابداع في التعليم العالي يؤدي لتطوير المزيد من التخصصات الجامعية والمهارات التقنية للطُلبة.

وقال الطويسي في تصريح لمراسل وكالة الأنباء الاردنية (بترا) في دبي، على هامش مشاركته بجلسة نقاشية حول "الثورة الصناعية الرابعة" ضمن قمة المعرفة بدورتها الرابعة في مركز دبي التجاري العالمي اليوم الأربعاء، إن الاستراتيجية الوطنية للاردن 2016-2025 استجابت لمفاهيم الثورة الصناعية الرابعة من خلال اعتماد محور الابتكار والابداع، بجانب التركيز على تأهيل الشباب في مواجهة المتغيرات المفاجئة والمتسارعة، والتي تتطلب تأهيل جيل مرن للتحولات الكبيرة ومواكب لها.

واعتبر الطويسي ان لدى الأردن فرصة كبيرة في تصدر قائمة الدول الأكثر جهوزية للتحول إلى مفاهيم الثورة الصناعية الرابعة، بموجب عدد من المقومات ابرزها ان ثلثي مجتمع الأردن من الشباب دون 25 عاما، ونسبة التعليم المرتفعة، بجانب وضوح الرؤية الحكومية، وتطور القطاع الخاص في مبادرات ستمكن من احداث تغيير في مسار الإقبال على التعليم التقني، الذي يتطلب جهدا كبيرا في الوقت الحالي.

وأشار إلى حالة "الهرم المقلوب" التي يعاني منها التعليم التقني في الاردن، اذ يذهب 12 بالمئة من خريجي الثانوية العامة إلى هذا النوع من التعليم فيما النسبة العظمى تذهب للتعليم الأكاديمي، وعند النجاح بعكس هذه النسب وتعديل الهرم سيكون الأردن من أكثر الدول جهوزية لتطبيق مفاهيم الثورة الصناعية الرابعة.

وقال إن الجامعات الأردنية بدأت بالفعل، في دمج واستحداث تخصصات تهدف إلى تعزيز مفاهيم الابتكار والابداع والمواكبة لمتطلبات التحول نحو الذكاء الاصطناعي، على مستوى الدراسات العليا، مشيرا إلى الحاجة لتعميم هذا التحول إلى مراحل التعليم الثانوي وغيره من مراحل التعليم في المدارس وفق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية.

وأشار إلى تعاون مهم مع عدد من الوزارات منها الثقافة والشباب والأوقاف، في تحقيق الخطط الاستراتيجية الهادفة الى خلق جيل مرن من الشباب قادر على التحول مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، بالتوازي مع تهيئة مزيج من التخصصات العلمية التي تستجيب لحاجات التطوير في محاور تكنولوجيا النانو والتكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي، وهي التي تشكل جوهر الثورة الصناعية الرابعة.

وأكد الطويسي أهمية نظام التعلم عن بعد، والذي استعد الأردن له بمنظومة متكاملة وواضحة، واصفا هذا النظام من التعليم التقني والذاتي بأنه سيسهل استحداث برامج متواكبة مع التطورات التقنية المتسارعة، وتلبي متطلبات أسواق العمل محليا وخارجيا، كما أنه يتواكب مع إنشاء الأردن عددا من حاضنات الأعمال ومسرعات الأعمال وادماج التعليم المفتوح مع التعليم الأكاديمي.

وخلال جلسة مناقشة الوضع الحالي للتعليم العالي والبحث العلميل، اعتبر الطويسي ان الاستعاضة عن بعض الأدوار المحددة واستبدالها بالذكاء الاصطناعي تحقيقاً للكفاءة في أنشطة الاقتصاد، يجعل من المهم للغاية التنبؤ بماهية الوظائف المستقبلية لشبابنا، وهذا يحتم ان تكون الأبحاث في العالم العربي موجهة نحو الابتكار والإبداع لإضافة قيمة مُستدامة للمجتمعات المحلية.

يذكر ان الجلسة شارك بها أربعة وزراء للتعليم العالي من العالم العربي هم بجانب الطويسي، كلا من سعيد ولد سالم، موريتانيا، ونبيل أحمد، جيبوتي، وخالد الصمدي، المغرب.