أغلقت الحكومة التونسية مدرستين بمدينتي تالة وماطر شمال البلاد، إثر اكتشاف أكثر من 50 حالة إصابة بداء "الجرب" المعدي في صفوف التلاميذ، في أقل من أسبوع. وأعلنت وزارة الصحة التونسية عن  إكتشاف 40 حالة إصابة بداء الجرب بالمدرسة الإبتدائية بئر شعبان الواقعة بمدينة تالة في محافظة القصرين، وهو ماجعلها تتخذ قرارا بإغلاق المدرسة إلى حين اجراء الفحوصات اللازمة التي ستشمل التلاميذ وجميع أعضاء الفريق التربوي للمدرسة، خاصة وأن هذا المرض سريع العدوى والانتقال عبر الملامسة. وقد أكد المدرسون ومدير المدرسة أن أهالي التلاميذ منعوا أبناءهم من الذهاب إليها خشية اصابتهم بالعدوى، كما طالبت الإدارة التلاميذ بعدم الاختلاط ببعضهم وتجنب الإحتكاك بينهم، قبل أن يتقرّر غلقها. كما اتخذت وزارة الصحة قرارا مماثلا يقضي بإغلاق مدرسة إعدادية بمدينة ماطر من محافظة بنزرت (100 كم شمال العاصمة التونسية)، لمدة 3 أيام وذلك على اثر اكتشاف حالات إصابة بداء الجرب في صفوف التلاميذ المقيمين بمبيت المدرسة. يذكر أن "داء الجرب" هو مرض جلدي معدي شائع يسبب بثورا وحكّة شديدة بسبب بكتيريا تسمى القارمة الجربية ، والجرب هو مرض معدٍ، ينتقل عادة بالملامسة الجلدية أو من خلال المعاشرة الجنسية ويندرج مرض الجرب  ضمن قائمة الأمراض المنقولة جنسيا. وتنتشر العدوى بسهولة أكثر في الأماكن المزدحمة وفي الحالات التي يكثر فيها التماس المباشر مثل مراكز رعاية الطفولة أو بيوت التمريض والمؤسسات التربوية... وتعرف تونس خلال العامين الماضيين تراجعا في المؤشرات الصحية بسبب تراكم النفايات وتدهور الوضع البيئي، الأمر الذي ساهم في انتشار أوبئة خطيرة وفتاكة على غرار "داء الكلب والملاريا والجرب"، وقد هدّد مرصد" إيلاف" بمقاضاة وزير الصحة التونسي عبد اللطيف المكي، محمّلا إياه مسؤولية تدهور الوضع الصحي في البلاد.