الدوحة ـ قنا
شاركت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس أمناء مؤسسة التعليم فوق الجميع في جلسة عقدت، اليوم الأربعاء، للإعلان عن مؤسسة "التعليم فوق الجميع"، والتي تضم كل مبادرات سموها المتعلقة بالتعليم في مناطق النزاعات، وذلك ضمن فعاليات الدورة الخامسة لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز 2013". وقالت سموها في مداخلة لها خلال الجلسة حول مرور عام على تأسيس برنامج "علم طفلا"، إن هناك نقطتين رئيسيتين لعملنا بشأن هذا البرنامج طيلة العام الماضي، النقطة الأولى تتمثل في كون مفهوم تعبئة الموارد الذي نعمل على تطويره أصبح بالفعل يؤتي ثماره. وأضافت في هذا الصدد أننا عملنا خلال العام الماضي على البحث في الخيارات المختلفة، أما الآن فإننا نقوم بتعبئة الخبرة اللازمة لذلك في مختلف القطاعات ، موضحة أنه بالنسبة لقضية التعليم يشكل هذا النهج المتعدد القطاعات مفتاحا لاستدامة التعليم. وأوضحت سموها أن النقطة الثانية تتجلى في مطابقة الالتزام بالموارد مع الالتزام الثقافي بنفس القدر من الأهمية لأن هذه الحساسية تجاه الثقافات والمجتمعات المختلفة تعد أمرا حيويا. وأكدت أنه لا يمكننا فرض نموذج أو نهج واحد ، بل يتوجب أن يستند نهجنا على ثقافة الهويات، مشددة على حق كل الأفراد من جميع الثقافات واللغات في العيش آمنين مدركين أن هوياتهم سيتم الحفاظ عليها، لأن إدماج ثقافة الهويات هذه ضمن الحلول التي نقدمها ستمكننا من الاستفادة من مواهب كل طفل وكل مجتمع نعمل فيه، وهذا هو باختصار جوهر برنامج "علم طفلا". وأعربت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر عن اعتقادها بضرورة البحث عن مصادر جديدة وأطراف آخرين مهتمين بالتعليم ليدخلوا إلى هذه الساحة مع ضرورة أن تلتزم تلك الأطراف بوعودها، منبهة سموها إلى وجود مجتمعات مهمشة وأنه ينبغي علينا أن ندرج هؤلاء في تلك العملية. وأكدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر على الحاجة الملحة إلى فهم أهمية التعليم، وقالت "للأسف هناك تردد أحيانا في تأييد دعم التعليم لأن الناس لا يفهمون جيدا أهمية التعليم ولا يرونه ضرورة اقتصادية للمضي قدما، ومن ثم من المهم ليس فقط أن نضع مفاهيم التعليم كحق من حقوق الإنسان، بل ينبغي أن نرى ذلك عنصرا اقتصاديا لتمكين الشعوب ولتحقيق النمو الاقتصادي ولتمكين الأفراد على المستوى الاقتصادي". وضربت سموها مثالا على ذلك قائلة " إذا تقدم شخص ما في حياته التعليمية فإنه يمكن أن يضيف إلى دخل عائلته أكثر من 10 في المائة من متوسط الدخل.. إذن من المهم أن نأخذ ذلك على محمل الجد وأن نصمم أولوياتنا بطريقة مختلفة". وأشارت سموها إلى أوضاع صعبة جدا يعيشها الأطفال في بعض المناطق، وقالت إن المحك هنا هو الاعتراف بالثقافة المحلية لهؤلاء الأطفال وأسرهم، فعدد من أولياء الأمور لا يريدون أن يرسلوا أولادهم إلى المدرسة لأن الكتب لا تتحدث عن ثقافتهم المحلية وتكون مكتوبة بلغة أخرى، كما أن أولياء الأمور يخافون من فقدان هويتهم وثقافتهم ولغتهم، لذا من المهم بداية الاعتراف بثقافاتهم وأن تبذل جهود لإعداد كتب مدرسية بلغاتهم، وهذا من شأنه أن يخلق لديهم الثقة. وألقت صاحبة السمو الضوء على مناطق النزاعات وما يحدث فيها، وقالت "سألني بعض الأطفال: هل لديك أطفال مثلنا؟ وهذا يعني أنه من الصعب عليهم أن يتصورا أن هناك أطفالا غيرهم يعيشون خارج المكان الذي يعيشون فيه، فهم ليسوا على اتصال مع العالم الخارجي". وقالت صاحبة السمو" إننا بحاجة إلى تغيير قوي في المواقف تجاه التعليم، كما أننا بحاجة إلى تغيير الطريقة التي ينظر بها إلى التعليم باعتباره قضية عالمية ملحة". واختتمت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر مداخلتها قائلة "إن إدراج هذه القضية في صميم اهتمام جميع القطاعات سيمكننا من تغيير البيئة المحيطة بالتعليم، فمن شأن تمازج الأفكار هذا أن يرقى بالجوانب الاقتصادية والمجتمعية لقضية التعليم إلى مستوى آخر وجعلها أولوية عليا".