اللغة الاسبانية ، وليست الفرنسية أو العربية أو لغة الماندرين الصينية ، هي أكثر اللغات الاجنبية المطلوبة في بريطانيا ، واللغة الاجنبية الاكثر أهمية بالنسبة لمستقبل المملكة المتحدة ، حسب دراسة جديدة للمجلس الثقافي البريطاني. وتوصلت الدراسة ، التي قامت بها المؤسسة التعليمية والثقافية بالحكومة البريطانية، إلى هذه النتيجة بعد البحث في سلسلة طويلة من المؤشرات الاقتصادية والسياسية والثقافية والتعليمية ، بما فيها الدول التي تصدر لها المملكة المتحدة ومقاصد السفر بالنسبة للاشخاص ، فضلا عن الاسواق ذات النمو المرتفع في المستقبل. واحتلت اللغة الاسبانية قمة هذه التحليلات ، وتدور حولها اللغات الاجنبية الخمسة الكبار وهي العربية والفرنسية والصينية والالمانية. يذكر أن المجلس الثقافي البريطاني هو منظمة بريطانية دولية تأسس عام 1934 ، مقرها المملكة المتحدة ويعمل على إنشاء علاقات ثقافية بين الدول وتوفير فرص في مجال التعليم ، وله فروع في أكثر من مائة دولة تغطي القارات الست. وأرجعت الدراسة ، التي وردت في وسائل الاعلام البريطانية والاسبانية ، الآداء القوي للغة الاسبانية التي تعود جزئيا إلى أن الاسبانية هي ثاني أكثر اللغات استعمالا في العالم ، حيث تأتي لغة "الماندرين" الصينية كأول اللغات الشائعة في العالم بعدد 848 مليون متحدث بها ، بينما تأتي الاسبانية في المرتبة الثانية حيث يتحدث بها 406 ملايين شخص في أرجاء المعمورة. وأشارت الدراسة بأن اللغة الاسبانية هي مفتاح أيضا للاعمال التجارية البريطانية ، حيث تعد اللغة الخامسة الاكثر انتشارا بين البلدان التي تصدر لها المملكة المتحدة ، وتعزز الاسواق ذات النمو المرتفع بما فيها الارجنتين وشيلي والمكسيك ، من مكانة اللغة الاسبانية أيضا وتجعلها أكثر أهمية. في نفس الوقت، أبلغت مصادر بالحكومة البريطانية المجلس البريطاني بأن الاسبانية مهمة للدبلوماسية ولا تتفوق عليها سوى اللغتين العربية والصينية. ونوهت الدراسة بأنه فوق هذا وذاك، تعد الدروس الاسبانية المسائية هي الاكثر شعبية في بريطانيا ، كما تأتي أسبانيا على رأس المقاصد السياحية الخارجية بالنسبة للشعب البريطاني. ويطالب المجلس الثقافي البريطاني حاليا ، وبناء على نتائج هذه الدراسة ، من رجال الاعمال والحكومات الاقليمية في المملكة المتحدة بالتخطيط استراتيجيا لمتطلبات اللغات في المستقبل.