احتفل المجلس الأعلى للتعليم اليوم بختام المسابقة الوطنية الأولى للعلوم حيث جرى تكريم وتوزيع الجوائز على الفائزين من طلبة المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية المستقلة وكذلك المدارس المستضيفة للمسابقة والجهات الداعمة والمساهمة فيها. وألقت السيدة هيا الكواري، مديرة هيئة التعليم بالمجلس الأعلى للتعليم، كلمة في الحفل أشارت فيها إلى الدور الكبير للممارسات التعليمية على مر العصور في النهوض الحضاري بالمجتمعات، لافتة إلى أن المعنيين بالشأن التربوي سيبقون في بحث دائم عن أفضل السبل والمداخل التربوية التي يمكن من خلالها للتعليم أن يؤدي وبكل كفاءة دوره المتوقع في إعداد الأجيال القادمة إعدادا يستلهم تحديات الحاضر والمستقبل. ونوهت إلى أنه من هذا المنطلق ركز المجلس الأعلى للتعليم دائما على توفير تحفيز معنوي ومادي للطلاب، مبينة أن التحفيز في علم التنمية البشرية هو دافع حقيقي وفعال يجعل الفرد شعلة من العمل والإنجاز ويمكنه من الإبحار في عالم الإبداع والجدية فينتج عملا متقنا ويصنع إنتاجية عالية. وأضافت السيدة الكواري أنه في هذا السياق جاء التفكير بالمسابقة العلمية بهدف توفير بيئة تنافسية إيجابية للطلاب في مجال العلوم والتجارب المعملية التي يعلم الجميع فائدتها في تقريب المعلومات النظرية وترسيخها في أذهان الطلاب، إضافة إلى عمل هذه التجارب من حيث إكساب الطلاب العديد من الخبرات العلمية وتعويدهم على استخدام بعض الأجهزة وتعريفهم ببعض المواد المستخدمة. وبينت أن هذه التجارب تكسب الطلاب من المهارات ما يحتاجون إليه في حياتهم العلمية والعملية لأنها تعودهم على الثقة في العمل والترتيب والتنظيم، وتعزز مهارات العمل الجماعي وتنمي الاتجاهات العلمية لديهم مثل حب الاستطلاع والموضوعية والتأني عند إصدار الأحكام. كما تنمي التفكير الإبداعي لأن مهارات عمليات العلم تعتمد على الملاحظة وجمع المعلومات وتنظيمها في جداول وتحليلها والوصول إلى نتائج أو تعميمات. وأوضحت مديرة هيئة التعليم، أنه في سياق آخر ساهمت هذه المسابقة في توثيق الصلة بين الطلاب والمعلمين وإدارة المدرسة وعززت دور الشريك الأهم في العملية التعليمية وهو ولي الأمر. وأكدت لدى مخاطبتها الطلاب أن مجرد مشاركتهم في المسابقة يعني الفوز بالنسبة للجميع. وقالت إن المشاركة الفعالة تساعدهم على إعمال الفكر في هذا الكون باعتباره ميدان العلوم الطبيعية بما فيه من مخلوقات مسخرة للإنسان، وفي إبداعات الله سبحانه وتعالى فيه، فضلا عن مساعدتهم أيضا على تبني أفضل الممارسات العلمية الدقيقة واستخدام التقنيات ليكونوا مساهمين مؤثرين في التطور العلمي الذي تشهده قطر. وقالت إن اليوم ليس ختاما وإنما بداية جديدة لجميع الطلاب دون استثناء للاستمرار في الاجتهاد لتطوير المهارات العلمية والارتقاء بجودة الأبحاث إلى أعلى المستويات والتميز في مسابقات عالمية والحصول على التقدير المحلي والعالمي.  وعبرت السيدة هيا الكواري في ختام كلمتها عن الأمل في ان يتم الاحتفال بالأبناء الطلاب وهم يسجلون الإنجاز تلو الإنجاز في مجال التجارب والأبحاث على مستوى العالم ليرفعوا باجتهادهم اسم قطر عاليا. من ناحيتها أشادت السيدة ريما أبو خديجة، مديرة مكتب معايير المناهج بهيئة التعليم في الكلمة التي ألقتها في الاحتفال بما تم من إنجازه عبر المسابقة الوطنية الأولى للعلوم، ونوهت بدور التربويين وأولياء أمور الطلاب الذين عملوا جميعا بجد استثنائي ومهنية عالية من أجل المشاركة الفعالة للطلاب في المسابقة العلمية للعام 2013. وأضافت قائلة "إننا في مكتب معايير المناهج في هيئة التعليم نؤمن بأن أهمية مادة العلوم ليست في كونها مجموعة من الحقائق تم التوصل إليها عن طريق الاختبار، بل هي تكمن في طريقة التفكير والبحث للتوصل إليها.. كما أن إكساب المتعلم هذه التقنيات وجعله مستقلا عن الآخرين من خلال تجاوزه للعوائق التي تعترضه، واثقا بنفسه مستعدا لمواجهة الحياة، يستحق منا ومن الجميع بذل الجهود والبحث عن أفضل الممارسات التي تحقق ذلك". وأشارت السيدة أبو خديجة إلى أنه في العصر الحالي توجد العديد من خيارات التعلم غير التقليدية والتي تستمر في التطور، ومنها طرق الاستكشاف والاستقصاء واللتان تعتبران من أهم طرق التعليم وأكثرها فاعلية في تدريس العلوم. ومضت إلى القول "لقد أدركنا من خلال العمل في المجال التربوي، أن للنجاح عوامل عديدة تسهم في تحقيقه، ويجب علينا كتربويين أن نوفر تلك العوامل لأبنائنا الطلاب والتي من أهمها التشجيع وتوفير معطيات الإبداع. فالتشجيع يعمل مثل الجسر الذي يصل بالطلاب إلى التألق والتميز والنجاح في شتى مجالات الحياة". وأكدت أن المسابقة العلمية تميزت بميزة توفير الأجواء المناسبة لتحفيز التنافسية بشكل إيجابي بين الطلاب وإظهار الإبداع، كما أثرت رصيد الإنجازات من خلال فرز العمل المتميز للمشاركين من الطلاب. وأهابت في ختام كلمتها بالطلاب أن يبذلوا أقصى جهودهم في مجال التجارب والبحث بشكل مستمر لتقديم إبداعاتهم وابتكاراتهم ولتطوير قدراتهم  كون ذلك يصب في مصلحة الفرد والوطن. وثمنت دعم  قيادة المجلس الأعلى للتعليم لمكتب معايير المناهج لتصبح المسابقة العلمية حدثا سنويا يتم التطلع إليه من قبل الجميع. وخلال الحفل قدم السيد أسامة السيد، خبير معايير مناهج، تحليلا لنتائج المراحل الثلاث الابتدائية والإعدادية والثانوية والتي أشارت إلى ارتفاع في أداء مهارات الطلاب بين المدارس. وقد فازت في المسابقة بالنسبة للمدارس الابتدائية 12 مدرسة من أصل 50 مدرسة ابتدائية مستقلة للبنين والبنات شاركت في المسابقة، أربع منها فازت بالمركز الثالث وست مدارس نالت المركز الثاني ومدرستان في المركز الأول شراكة. أما المدارس الإعدادية ففازت منها أربع بالمراكز الثلاثة الأولى منها، مدرسة واحدة احتلت المركز الثالث، ومدرستان في المركز الثاني ومدرسة واحدة نالت المركز الأول. وشاركت في المسابقة كذلك 47 مدرسة ثانوية مستقلة للبنين والبنات، منها 25 مدرسة في مساق الأحياء والكيمياء و22 مدرسة في مساق الفيزياء والكيمياء. وفازت بالمركز الثالث في المرحلة الثانوية، ثلاث مدارس بنين وبنات وبالمركز الثاني مدرستان بنين وبنات ونالت المركز الأول أيضا مدرستان واحدة للبنين وأخرى للبنات. تخلل الحفل الختامي عرض لأهمية العلوم بفروعها الثلاثة، الأحياء والكيمياء والفيزياء في الحياة وتحليل للنتائج ومراحل المسابقة والاستعدادات لها. وقامت السيدة هيا الكواري في الختام بتكريم المحتفى بهم ووزعت الشهادات والجوائز عليهم.      وهدفت المسابقة الوطنية للعلوم التي أقيمت تحت رعاية سعادة الدكتور محمد بن عبدالواحد الحمادي، وزير التعليم والتعليم العالي، الأمين العام للمجلس الأعلى للتعليم بمشاركة أكثر من مائتي مدرسة من المراحل الثلاث، إلى التأكيد على معايير الاستقصاء العلمي وتعزيز مهارة الاستنتاج وبناء المفاهيم العلمية وتعزيز العمل الجماعي والتعليم التعاوني وزيادة دافعية الطلاب نحو تعلم العلوم وغرس روح التنافس البناء للوصول إلى التميز. والمسابقة الوطنية للعلوم هي مسابقة لطلاب المدارس في مادة العلوم تقام سنويا، غير أن مسابقة العام الحالي 2013/ 2014 هي النسخة الرسمية الأولى لها. ويقوم قسم معايير مناهج العلوم بهيئة التعليم بالإشراف عليها من حيث إعدادها وتنفيذها وتقييم مخرجات الطلاب فيها وتزويد المدارس بهذه المخرجات، علما أن هناك مهارات لازمة لاجتياز المسابقة في مواد الأحياء والكيمياء والفيزياء.