قالت شبكة "شهبا برس" إنّ قوّات الأمن والشبّيحة المنتشرة بكثافة في جامعة حلب نفّذت حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من الطلاب الجامعيّين من مختلف الكلّيات والاختصاصات بتهم مختلفة، من أهمّها التظاهر والتواصل مع بعض  كتائب المعارضة في المناطق الخاضعة للمعارضة. وتنتشر قوّات الأمن والشبّيحة بكثافة على مداخل الكلّيات والمدخل الرّئيسي لجامعة حلب في ساحة الجامعة، إضافة إلى انتشارها على مداخل المدينة الجامعية وكلّيات الآداب والتربية والاقتصاد والعمارة. وأفاد مراسل الشبكة بأن نسبة الدوام لا تتجاوز 60 % من العدد الإجمالي للطلاب المسجّلين في جامعة حلب لهذا العام، والذين تقلّصت أعدادهم إلى أقل من 50 % عن الأعداد في العام قبل الماضي، أي قبل بدء معارك حلب في الشهر السابع من عام 2012 . وهناك صعوبة كبيرة  في التسجيل الذي يتطلب من كل طالب اصطحاب مبلغ مالي يوضع في ثنايا استمارة التسجيل أو واسطة من قبل بعض عناصر الأمن أو الشبيحة أو الكادر التدريسي في الجامعة المرتبط في معظمه بفرع الحزب في جامعة حلب. وأكد مراسل شهبا برس الذي تمكّن من الدخول إلى بعض المدرّجات وجود طلاب يعملون في صفوف الشبّيحة، ويحضرون المحاضرات باللّباس العسكري، في حين السّلاح الذي يكون بحوزتهم عبارة عن مسدّس عيار 9/14، حيث قامت قوّات الحكومة بتجنيد طلاب من مختلف الكليات وزودتهم بالسلاح واللباس العسكريّين ويتدخلون وقت الحاجة والضرورة تحت أسماء مختلفة منها الهيئات الإدارية والفرق الحزبية واتحاد طلبة سورية. ويقوم الشبيحة المنتشرون على مداخل جامعة حلب، والتي تعد من أكبر الجامعات السورية، بتفتيش دقيق للطلاب وتوجيه بعض الشتائم والإهانات للطلاب والتحرّش اللفظي ببعض الطالبات دون أيّ رقيب، في حين تقوم فروع المخابرات السورية بتوزيع قوائم للمطلوبين من الطلاب لكافة النقاط الأمنية والعسكريّة في الجامعة، حيث يتمّ تجديد وتعديل هذه القوائم كل فترة. وتنتشر في جامعة حلب، التي اشتهرت في باسم جامعة الثورة، حالة من الغضب والازدراء بين صفوف الطلاب، نظراً لانعكاس تبعات الحرب والمعارك والقتل الممنهج اليومي الذي يقوم به النظام في أحياء حلب على حالتهم النفسية وتحصيلهم العلمي. وفي اطّلاع سريع على قوائم الطلاب المسجلين في جامعة حلب لهذا العام، لوحظ قلة أعداد الطلاب المسجّلين في الجامعة من المناطق التابعة للمعارضة في حلب وريفها على حساب زيادة أعداد المسجّلين من إدلب وحماة واللاذقية وطرطوس. نُهَى، طالبة من جامعة حلب كلية الآداب أفادت بأنه لا بديل الآن يُغنِي عن الشهادة  الممنوحة من قبل جامعات الحكومة، بسبب عدم فعالية البدائل التي وفرتها المؤسسات التعليمية التي أفرزتها المعارضة وبسبب غلاء رسوم التسجيل في البلدان المجاورة كالأردن وتركيا ولبنان. وأكدت نهى أن حالة من الضياع تسود طلاب الجامعات السورية بسبب ضعف ثقة الطلاب في الشهادة الممنوحة من قبل جامعات النظام أو حتى جامعات الثورة في ظل تخوّف الكثير من الطلاب على مستقبلهم التعليمي، في حين رأى  مجد من كلية الهندسة في جامعة حلب أنه يجب فصل التعليم عن الحراك.  وقُتِل العشرات من الطلبة الجامعيّين في مظاهرات حاشدة خرج بها طلاب جامعة حلب قوبلت بقمع شديد من قبل قوات الأمن والشبيحة وشهدت جامعة حلب حراكا ثواريا رائداً مع بدايته في سورية مما جعلها تنال لقب جامعة الثورة. يذكر أن بضع مئات من طلاب الجامعات أُجبِروا على ترك تعليمهم بسبب قيام قوات الحكومة باعتقال كل من شارك أو دعّم أو ساند الحراك الثوري في سورية، إضافة إلى إعدامات ميدانية  نفذت في سجون النظام بحق العديد من الطلبة الجامعيين في حين قتل العديد منهم تحت التعذيب.