القاهرة ـ كونا
دعا المؤتمر العربي الرابع للتعليم العالي الكويتي الى الاهتمام ببرامج بناء القدرات في الجامعات وتحديدا بالنسبة لاعضاء هيئة التدريس وتوفير فرص تزويدهم بالمهارات والكفاءات المناسبة وكذلك التكنولوجيا المساعدة. جاء ذلك في توصيات قدمت في ختام اعمال المؤتمر الذي عقدته المنظمة العربية للتنمية الادارية وجامعتي القاهرة وحلوان والمجمع العلمي المصري والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا تحت عنوان "آفاق وتحديات" على مدى يومين. وأعرب المؤتمر عن التطلع الى الاهتمام باصلاح الجوانب التنظيمية في الجامعات برؤية متجددة تشمل التدريب وتطوير المختبرات والمعامل والتوسع في استخدام تقنيات تكنولوجيا المعلومات فضلا عن معايير واسس الاختيار والتوظيف والترقيات. وأكد كذلك اهمية تحديد اولويات التطوير في الجامعات وترسيخ الممارسات المهنية الرفيعة والاستفادة من التجارب العالمية في تطويرها والارتقاء بكفاءتها وقدراتها. ودعا المؤتمر الى دراسة الممارسات العالمية الناجحة في مجال الجوده والاعتماد الاكاديمي والاستفاده من دروسها معربا عن التطلع الى دعم المؤسسات الدولية المتخصصة للجهود الوطنية في مجال الجودة وبناء القدرات وتبادل الخبرات وتعزيز الفرص خاصة في الدراسات العليا والبحث العلمي. واعتبر أن الازمات التي مرت بها المنطقة العربية اظهرت هشاشة دور الجامعات وتدني سماتها المؤسسية مؤكدا ضرورة اقامة المتطلبات المؤسساتية والتنظيمية للجوده لتمكين الجامعات من القيام بالادوار الجديدة التي فرضتها التحديات المعرفية ومنافسة الجامعات الاجنبية. واوضح أن المشكلات التي تواجه الجامعات العربية تحتاج الى تقييم موضوعي يأخذ بالاعتبار مشكلات تطبيق الجودة واقامة متطلبات الاعتماد الاكاديمي وكذلك كيفية اعمال النزاهة والشفافية والمساءلة في الممارسات الجامعية سواء في البحث او التدريس او الادارة وكذا العلاقة بالدولة ومؤسساتها ومنظمات المجتمع المدني. واكد كذلك اهمية ودور تكنولوجيا المعلومات في توفير متطلبات تطوير قدرات الجامعات المعرفية وتطبيق الحوكمة في ظل محدودية الموارد البشرية والمالية وتعويض ما تواجهه الجامعات من تسرب واضح ومستمر لكفاءاتها واساتذتها. وأكد المؤتمر ايضا ضرورة بناء قاعدة قوية تشجع ممارسات الابداع وترعى متطلباتها داعيا الى اطلاق سياسات واضحة تجعل من الابداع والابتكار مدعاة الاثابة والترقية في النظم الجامعية ولوائحها العاملة. واقر المؤتمر بضرورة تطبيق سياسة حاسمة تستهدف تحسين قدرات اعضاء هيئة التدريس من خلال تشجيع مشاركتهم في المؤتمرات الدولية وورش العمل والبرامج الخاصه ببناء القدرات في الجامعات الرصينة في العالم والمتميزة بميادين محددة بذاتها. وحث على اطلاق سياسة وطنية لبناء اجيال قوية من اعضاء هيئة التدريس وتوجيه المتميزين من المدرسين المساعدين والمعيدين لاكمال دراساتهم في الجامعات الرصينة في العالم ووضع اليات مناسبة لعودتهم من خلال منظومة تحفيز ايجابية. واكد كذلك اهمية التعاون مع الجامعات الاجنبية في وضع اليات للاشراف العلمي المشترك وبما ينعكس على خبرات الاساتذة ويتيح استمرار تواصلهم مع التطورات العالمية في ميادين اختصاصاتهم فضلا عن ضمان التفاعل بين المحلية والعالمية في البحث العلمي.