أكد وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد في الجزائر العاصمة أن ظاهرة العنف المدرسي تشكل "عائقًا في سبيل كل مسعى لتطوير نوعية التعليم وتحسين مردود النظام التربوي". وأوضح السيد بابا أحمد في كلمة ألقاها خلال أشغال اليوم الدراسي الخاص بظاهرة العنف في الوسط المدرسي أن " التكفل بظاهرة العنف في الوسط المدرسي تستلزم تحليل طبيعتها ووتيرتها وأسبابها ونتائجها" مضيفا أنه " يتعين التميز بين العنف داخل المدرسة وظاهرة العنف الناجمة عن ظروف اجتماعية واقتصادية في فترات وأزمنة معينة". و اشار الوزير الى أن العنف الناجم عن ظروف اجتماعية تغذي العنف المدرسي "بدرجة عالية" لكونها "تنغمس في التطور الطبيعي لظاهرة العنف في الوسط المدرسي".  وأضاف أن العنف في الوسط المدرسي لايمكن ارجاعه الى الفشل الدراسي وقلة الفضاءات الثقافية والرياضية والترفيهية فقط وغيرها بل له عوامل اخرى ذات علاقة بالأسرة كاضطراب العلاقة مابين الوالدين وتفكك الأسرة أو فقرها. و قد يكون المحيط الاجتماعي و العوامل النفسية ايضا وبعض البرامج التلفزيوينة والأنترنت سببا في السلوك العنيف للصغار والمراهقين.  وخلص الوزير أن "العنف المدرسي قضية اجتماعية بالأساس تتعدى حدود المدرسة وقد يزيد في تعقيدها الوضع الاقتصادي والاجتماعي في سياق دولي يتميز بظروف لم تعهدها المدرسة من قبل تتطلب مساهمة كل الأطراف في معالجتها". يذكر أن أشغال اليوم الدراسي الخاص بظاهرة العنف في الوسط المدرسي الذي انطلق صباح اليوم عرف حضور مستشارين برئاسة الجمهورية وبالوزارة الأولى الى جانب أعضاء في الحكومة ووالي ولاية الجزائر العاصمة عبد القادر زوخ  ونواب في غرفتي البرلمان ومنظمات وطنية ودولية وهيئات المجتمع المدني . وقال ممثل الوزير الأول السيد أحمد بيوض أن " ظاهرة العنف المدرسي بالجزائر لم تبلغ مستويات مخيفة لكنها يجب الالتفاف اليها لأن أسبابها متعددة وليست خاصة بالمحيط المدرسي فقط " مضيفا أن " ايجاد الحلول للظاهرة لن يكون الا بدراسة علمية عميقة من طرف الخبراء". ومن جهته دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله الأسرة التربوية الى "التضامن فيما بينها للقضاء على ظاهرة العنف المدرسي وكذا تعزيز الاتصال التوجيهي داخل المؤسسات لتشجيع التلميذ على التفتح ولغة الحوار".