خان يونس ـ صفا
نظمت رابطة علماء فلسطين بالتعاون مع كلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية فرع جنوب قطاع غزة الأربعاء، يوماً دراسياً بعنوان: (العلماء الربانيون وعلماء السلاطين وأثرهم على المجتمع). وانعقد اليوم الدراسي في قاعة المؤتمرات بمبنى الطلاب بحضور كلٍ من رئيس رابطة علماء فلسطين النائب سالم سلامة, وعميد كلية أصول الدين عماد الدين الشنطي, ونائب عميد فرع الجامعة بالجنوب محمد أبو صقر, ومفتي خان يونس سماحة الشيخ إحسان عاشور, وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية والطلاب والطالبات, إلى جانب عددٍ من المختصين والمهتمين, ولفيفٍ من الخطباء والوعاظ. وشدد سلامة على أن النيل من العلماء وإسقاط حقهم وكرامتهم وصرفهم عن دورهم الحقيقي, يحقق ما يسعى إليه أعداء الأمة لتدميرها والتسبب في ضياعها, مؤكداً أنه ليس كل العلماء متهمين بأنهم علماء سلطة وإنما ذلك ينطبق على عددٍ محدودٍ من الناس الذين ارتموا في أحضان السلاطين وساروا في ركابهم. وعلل ذلك إلى ضعف الشخصية العلمية لدى هؤلاء الناس, إلى جانب ضعف الناحية الإيمانية والأخلاقية. من جانبه، بين الشنطي أن العلماء الربانيون يعصمون الأمة بإذن الله من الضلال والانحراف والجهل وباطل التأويل ويفضحون رؤوس التضليل بعلمهم وعدلهم وقسطهم, مضيفاً أنه لولا العلماء لكان الناس كالأنعام لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً, فالعلماء هم ورثة الأنبياء وقرة عين الأولياء. وانعقد اليوم الدراسي على مدار جلستين علميتين, ترأس الجلسة الأولى سماحة الشيخ إحسان عاشور, وتناول محمود الشوبكي في ورقته (مكانة العلماء في الإسلام)، فيما تحدث النائب الأسطل عن (دور العلماء في نهضة الأمة وبناء المجتمع), فيما تناول الرقب في ورقته العلمية عن (الفرق بين العلماء الربانيون وعلماء السلاطين). وناقشت الجلسة العلمية الثانية ثلاث أوراق عمل, حيث تحدثت الورقة العلمية الأولى والتي تقدم بها سماحة الشيخ إحسان عاشور عن (الدور المنوط بالعلماء في "مرحلة الفتن والنوازل"), وتناول أ. عبد الله أبو عليان الحديث حول (دور العلماء في الحسبة على المجتمع والأمراء), وتولى د. إبراهيم صيدم قراءة الورقة العلمية نيابةً عن أ.محمد علي عوض والتي ناقش خلالها (الآثار السيئة للدور الذي يقوم به علماء السلاطين وأثر هذا الدور على تراجع نهضة المجتمعات). وفي الجلسة الختامية لليوم الدراسي قرأ د. رائد شعت التوصيات التي تم التوصل إليها وكان من أبرزها احترام العلماء وإنزالِهم منازلَهم التي تليق بهم، ودراسة سيَرِ الصالحين من العلماء الذين كان لهم دورٌ في مناصحة الحكام والسلاطين, والاستفادةُ من سِيَرِهم في تحديد العَلاَقة بين العلماء والأمراء. وضرورة تفعيل دور العلماء بحيثُ يشملُ جميع نواحي الحياة, فلا يقتصر على الدروس الوعظية والخطب المنبرية, فعليهم أن يقودوا الأمة إلى نهضتها ورُقيِّها, بخاصةٍ في وقت الأزمات والملمات. وضرورة استقلالية العلماء عن الأمراء, فمتى أصبح العلماء في أحضان الأمراء, يقفون على أبوابهم, فقد تُودِّع منهم. وحتى لا يتأثر العلماء في آرائهم الفقهية بسطوة الحاكم وماله, يجب أن تكون رواتب العلماء مستقلةً عن الدولة, لا تخضع للابتزاز السياسي من قبل الحاكم المستبدِّ ونظامه. وحثت التوصيات على إنشاء ملتقى للعلماء في قطاع غزة الحبيبة ليست له صفة سياسية أو تنظيمية؛ يلتقي فيه العلماء بشكل دوري, يَعْنَى بالأبحاث العلمية والجهود العلمية, ويدرس القضايا والمستجدات, ويراقب الساحة الإسلامية ويضع التصورات.