إذا كان المعلمون في دول العالم المختلفة يبذلون عرقا وجهدا وساعات طويلة في تلقين العلوم لتلاميذهم وطلابهم فإن معلمي سورية زادوا على ذلك بأن قدموا التضحيات في سبيل استمرار العملية التربوية وبناء المستقبل في مواجهة الفكر الإرهابي التكفيري الظلامي الذي يستهدف بلدهم. دماء 300 شهيد من الكادر التربوي سفكها ظلاميو العصر التكفيري خلال السنوات الثلاث الماضية لم تنل من إصرار معلمي سورية على المضي بمهامهم الوطنية في نشر العلم والمعارف وبناء جيل يقدم إضافة جديدة إلى الحضارة الإنسانية مثله في ذلك مثل آلاف الأطباء والمهندسين والتقانيين الذين يشغلون بفضل تفوقهم مواقع هامة في العديد من دول العالم. سورية التي قدمت للمعلمين كل الرعاية والاهتمام أدركت قبل معظم دول العالم أهمية دورهم في بناء الإنسان إذ خصصت لهم منذ عام 1960يوما للاحتفال بعيدهم تقديرا لجهودهم لتسبق بذلك باقي دول العالم بـ 34 عاماً حيث لم يتم الإعلان عن يوم المعلم العالمي الا في العام 1994. وفي إطار هذا الاهتمام جاء تأسيس نقابة للمعلمين عام 1970 مهمتها متابعة شؤون العاملين في القطاع التربوي والتعليمي وتقديم الخدمات لهم والاهتمام بتحسين واقعهم المعيشي قبل أن يصدر العام الماضي المرسوم التشريعي رقم 24 القاضي بتعديل التنظيم النقابي للمعلمين في سورية في إطار عملية الإصلاح وتحديث القوانين بما يتناسب مع متطلبات الواقع والعمل النقابي وتفعيله وتطويره. ويكتسب الاحتفال بعيد المعلم هذا العام طابعا خاصا كونه يتزامن مع الانتصارات التي يحققها جيشنا الباسل على المرتزقة التكفيريين ودعاة الفكر الظلامي بالتوازي مع استمرار العملية التعليمية في مختلف المناطق حيث تؤكد إحصائيات وزارة التربية مواظبة أكثر من 94 بالمئة من الكادر التدريسي على مدارسهم في مختلف المناطق في رسالة واضحة مفادها أن المعلمين في سورية أشد إصراراً على متابعة رسالتهم السامية رغم جميع محاولات التخريب والأفعال المدمرة التي يتبعها إرهابيو الفكر الظلامي للتأثير على مفاصل العملية التعليمية التربوية. وإلى ما قدمه الكادر التربوي كان لذوي الطلبة والتلاميذ دور هام في إنجاح العملية التعليمية رغم اعتداءات الإرهابيين واستهدافهم للمعلمين والطلبة والمنشآت التعليمية ناهيك عن دور وزارة التربية في تأمين جميع متطلبات العملية التعليمية حيث أكد وزير التربية الدكتور هزوان الوز في كلمة له بهذه المناسبة نشرت على موقع الوزارة أهمية دور المعلم في الدفاع عن رسالته رغم الحرب الظالمة التي تشنها قوى الاستعمار والصهيونية وأدواتها من الرجعيين والمتطرفين على سورية منوها بتمسك المعلمين بدوام نشر العلم والمعرفة في مدارسنا وبين أبنائنا والاستمرار في تطوير معارفه وأدواته وتوظيف كل ما هو متاح في سبيل ذلك. ولفت وزير التربية إلى وقوف المعلمين في وجه الترهيب والتضليل ومحاولات تعطيل العملية التربوية ودفاعهم بقوة عن صوتهم ومدارسهم وطلابهم ورسالتهم ورمزية كل منها وتقديمهم في سبيل ذلك الشهداء الذين سيبقون قدوة للأجيال ومبعث فخر لوطنهم وذويهم وقال "نعتز بما قدم المعلمون وبما يقدمون وكلنا ثقة وتفاوءل بدوام عطاء المعلمين وتطور رسالتهم" مؤكدا أن الوطن الذي يعيش في قلوب المعلمين سيبقى عزيزاً سيدا لأبناء سادة أعزاء.