تستضيف وزارة التعليم العالي والبحث العلميّ السودانيّة، مؤتمر التعريب الثاني عشر، في الفترة من 17 : 21 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري. وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة أسامة عوض، في تصريحات إلى "العرب اليوم"، أن المؤتمر الذي يُعقد بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الايسسكو"، سيتداول الدراسات الخاصة بالتعريب في الجامعات العربية، وأن وزراء التعليم العالي في الدول العربية والأفريقية ورؤساء المجامع اللغوية والمهتمين  والمختصين بأمر التعريب واللغة العربية، سيكونوا حضورًا ومشاركة في المؤتمر، وأن ثلاثة عشر معجمًا في المصطلحات العلمية المُعرّبة في مجالات المعرفة والعلوم المختلفة ستعُرض أمام المؤتمر لأجازتها، ضمن السعي إلى توحيد المصطلحات العلمية في مؤسسات التعليم العالي في الوطن العربي. وأوضح عوض، أن تجربة السودان في مجال التعريب، قطعت أشواطًا مُقدّرة في تعريب عدد من الكتب في مجالات الطب والهندسة والرياضيات، وعدد من مناهج العلوم الأخرى، وأن التجربة قديمة، لكنها طُبقت عمليًا مع بداية ما عرف بـ"ثورة  التعليم العالي"، خلال حكم الرئيس عمر البشير. وشدد مدير جامعة الجزيرة السابق البروفسير التيجاني حسن الامين، على أن التجربة  طُرحت بجدية، إلا أن عدم جدية بعض الجهات في تطبيقها جعلها عرضةً للنقد، مضيفًا "صحيح أن عطاء الأمة العربية وعلمها كان غزيرًا، إلا أن هذا لا يعني نقل هذا العطاء باللغة العربية". ورأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم الدكتور عثمان خيري، أن الدراسات التي أُجريت داخل وخارج السودان، كشفت أن تحصيل طلاب الجامعات في علوم  مثل الطب والهندسة قد تدنى كثيرًا، وأن سياسية التعريب تفترض أن استيعاب الطلاب للعلوم باللغة العربية سيكون أسرع من استيعابهم لها بلغات أخرى، إلا أن الذي حدث  هو العكس تمامًا. وأشار خيري، إلى أنه لم يتم تعريب المعرفة لنتحدث عن تعريب العلوم ، كما أن  التواصل مع العالم يتطلب معرفة لغات غير العربية، لأسباب من بينها أن العلوم  ومصطلحاتها في الغالب ليست بالعربية، مضيفًا "بالتأكيد فإن اللغة العربية أكثر لغة مؤهلة لنقل العلم والمعرفة".