افتتاح مدرسة الأهرام الأساسية

 افتتحت وزارة التربية والتعليم العالي اليوم الخميس، مدرسة الأهرام الأساسية للبنات في الخليل بتمويل من الحكومة الألمانية ومن خلال بنك التنمية الألماني على أرض قدمتها البلدية، بتكلفة وصلت ما يقارب المليون يورو.
وشارك في حفل الافتتاح كل من: مدير التربية والتعليم في الخليل بسام طهبوب، ووكيل وزارة التربية والتعليم محمد أبو زيد، ومحافظ الخليل كامل حميد، ورئيس بلديتها داود الزعتري، والوكيل المساعد للشؤون الإدارية والمالية فواز مجاهد، وسابينا بريكن كامب من ممثلية ألمانيا الاتحادية، وممثلين عن بنك التنمية الألماني، وممثلي الدوائر الحكومية والمؤسسات الرسمية في الخليل وأسرة التربية والتعليم.
وأكد طهبوب، الدور الهام الذي تقوم به وزارة التربية والتعليم العالي من اجل النهوض بالعملية التعليمية وتحسين نوعية التعليم سواء في مجال إعداد وتأهيل المعلمين والمناهج المدرسية، أو في مجال الأبنية المدرسية ما يوفر بيئة تعليمية مناسبة، انطلاقا من دور التعليم وأهميته في بناء الشعوب ونهضة الأمم، والتي تعتبر بناء الإنسان وإعداده من اللبنات الأساسية لبناء الدولة ومقوماتها.
وأضاف، إن هذا العمل يمثل الشراكة الحقيقية ما بين التربية والتعليم وبلدية الخليل على المستوى المحلي، وبين الحكومة والشعب الألماني الصديق على المستوى الدولي، وإننا نشكر الحكومة الألمانية على جهدها ودعمها المتواصل للشعب الفلسطيني بشكل عام، ولقطاع التربية والتعليم بشكل خاص، ونتمنى عليها مزيدا من المساندة في بناء المدارس في الخليل، للحاجة الماسة إذ تعاني الخليل من الأبنية القديمة المستأجرة التي لا تتناسب والمعايير والمواصفات الملائمة للمدارس.
وتابع: تأتي هذه المدرسة حلا لمشكلة التعليم بنظام الفترتين، وتمثل بيئة مدرسية جاذبة للطالبات بما يتوافق ومفهوم المدرسة صديقة للطفل، عدا عن أنها تقع في منطقة التوسع العمراني في المدينة، فهي بذلك تشكل نموذجا للمدرسة الجامعة للمواصفات والمقاييس، وحلا لمشاكل الاكتظاظ وبعد المسافات.
ولفت طهبوب إلى أن البناء المدرسي يحتوي على كل متطلبات العملية التعليمية من مختبرات علمية ومختبر حاسوب وغرفة متعددة الأغراض، إضافة إلى الغرف الصفية وغرف الإدارة والمعلمات، بتكلفة وصلت إلى ما يقارب المليون يورو، شاملة الأثاث والتجهيزات بتمويل من الحكومة الألمانية، وأشار إلى أن ارض المدرسة قدمتها بلدية الخليل.
بدوره دعا حميد، إلى تضافر جهود جميع المؤسسات الوطنية والدولية والمحلية من اجل أن تكون فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، إلى جانب المزيد من الدعم اللوجستي للفلسطينيين تحت الاحتلال في كافة القطاعات والنواحي الاقتصادية والسياسية، وخص بالذكر قطاع التربية والتعليم لدوره الفعال في النهوض بالتنمية المجتمعية التي تعود على الوطن بالازدهار والحيوية.
وأشاد بسير العملية التعليمية والتربوية في مدينة الخليل وتضافر كل من الأسرة التربوية سواء في المديرية أو في الوزارة، وما يبذلونه لتكوين نسيج من العلاقات العامة والدولية تربطهم بالمؤسسات الوطنية والعالمية لدعم لبنة المجتمع الفلسطيني الأساسية والمتملثة في التعليم.
من جانبه، أعرب الزعتري عن استعداد بلدية الخليل لتقديم كافة أشكال الدعم للتربية والتعليم في الخليل والمساهمة في إنجاح البرامج والفعاليات والمشاريع التربوية، والتي من شأنها الارتقاء بالخدمات المقدمة لأبناء مدينة الخليل، وإحداث حراك تفاعلي والتنمية المجتمعية في المدينة، مشددا على دور بلدية الخليل في المساهمة في التخفيف من الاكتظاظ في الصفوف الدراسية، وإنهاء الدوام المسائي خلال حلقة الشراكة بين البلدية والمجتمع المحلي ومديرية التربية والتعليم.
ودعا الزعتري وزارة التربية والتعليم إلى استمرار دعمها للمدينة في بناء المدارس، خاصة أنها تشكل ثلث الضفة الغربية، وهي الاكثر من حيث عدد السكان والأكثر حاجة في الدعم والمساندة، تحديدا في المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي وتتعرض إلى أساليب القمع العنصرية والهجمات المتكررة على مدارسها وكوادرها التربوية.
وقال: نحن جهزنا ثلاث أراضٍ في مدينة الخليل لبناء المدارس وإدراج مشاريعها ومخططاتها تحضيرا للبناء، شاكرا كل من يساهم في دعم المسيرة التربوية وإنشاء المباني المدرسية ذات المواصفات المتميزة.
فيما أكدت بريكن كامب، اهتمام الحكومة الألمانية بالقطاع التعليمي والتربوي من منطلق الحق بالتعليم كحق شرعته المواثيق والأعراف الدولية، وكمطلب أساسي لأبناء الشعوب من ناحية، وكركيزة هامة لتنمية المجتمعات بالارتقاء بقدرات الأبناء وتعزيز وعيهم بالواقع المجتمعي وما يحمله من تحديات ومتطلبات لخلق حراك وطني نوعي من ناحية أخرى.
ولفتت كامب، إلى التعاون الألماني الفلسطيني في السنوات الثلاث الأخيرة خاصة مع وزارة التربية والتعليم، مبينة أن الحكومة الألمانية خصصت موازنة للمساهمة في بناء وإنشاء المدارس؛ منها 14 مدرسة في الضفة الغربية، و8 أخرى في قطاع غزة وتتضمن مشاريعها 807 غرف صفية، وتحتضن أكثر من 55 ألف طالب وطالبة.
وأعربت عن استعداد الألمان إلى مزيد من الدعم للشعب الفلسطيني وللتربية والتعليم الفلسطينية بتوفير المداخل المتكافئة للطلبة الفلسطينيين، من أجل تحقيق العدالة المجتمعية ولدور التعليم الأساسي في نيل الحرية والعدالة.
ونوه أبو زيد، إلى سلسلة التعاون بين وزارة التربية والتعليم العالي والمؤسسات الألمانية التي أثرت إيجابا على سير العملية التعليمية والتربوية في فلسطين، والمتمثل بالاهتمام في الأبنية المدرسية الحديثة كجزء لا يتجزأ من مجمل العناصر الكفيلة بالارتقاء بنوعية التعليم في فلسطين بوجود مدارس متكاملة المرافق والتجهيزات للمساهمة في بناء الشخصية المتكاملة.
وأشار إلى مساهمات الحكومة الألمانية بدعم قطاع التربية والتعليم عبر بنك التنمية الألماني والتي بدأت منذ عام 1996، واستمرت حتى اللحظة، حيث بلغ مجموع ما تم إنفاقه خلال هذه الفترة حوالي 63 مليون يورو ضمن 9 مراحل في الضفة الغربية وغزة، شملت 1200 صف دراسي في 120 مدرسة، وتأهيل 200 غرفة صفية أخرى إضافة إلى إعادة تأهيل وصيانة وإصلاح 35 مدرسة تضررت خلال العدوان على قطاع غزة بقيمة 605 ألف يورو.
وأردف أبو زيد قائلا، تقوم وزارة التربية والتعليم حاليا بالتعاون مع بلدية الخليل بإنشاء مدارس جديدة بجوار مدرسة الأهرام، وتعد الوزارة حاليا التصاميم اللازمة لإنشاء 4 مدارس جديدة في الخليل، وقامت الوزارة خلال مشاريعها بتخفيض الدوام المدرسي المسائي في 30 مدرسة إلى مدرستين فقط، وهذا إنجاز كبير يسجل لوزارة التربية والتعليم.
كما تخلل الحفل العديد من الفقرات الفنية والتراثية والعروض الكشفية، واختتم بتكريم المساهمين في إنجاز بناء مدرسة الأهرام من مؤسسات دولية ووطنية.