اتسعت ظاهرة العنف الطلابي في الأردن في الآونة الأخيرة إلى حد سقوط قتلى ومصابين جراء المشاجرات في الجامعات. وهكذا أصبح الأهالي يرسلون أبناءهم إلى الجامعات والمخاوف تراودهم آملين بعودتهم سالمين وكأنهم "ذاهبون إلى معركة". تفاقمت ظاهرة العنف في الجامعات الأردنية لأسباب يقول متخصصون إنها تتعلق بسياسات التعليم العالي و"غياب الوعي الطلابي وتعزيز الو لاءات الضيقة والانتماءات ما تحت الوطنية". ويقول فاخر دعاس، منسق الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" في حوار مع DW عربية، إن الحكومة تتحمل المسؤولية الأخلاقية عن انتشار ظاهرة العنف الجامعي. ويضيف دعاس أن "سياسة النعامة" التي اتبعتها الحكومة كان لها الدور الأبرز في تحول هذه الظاهرة إلى "كارثة" أدت إلى فقدان 4 من خيرة الشباب في جامعة الحسين جنوبي الأردن وقبلها طالبين في جامعة مؤتة بمحافظة الكرك إلى الجنوب من عمّان. ويرى دعاس أن إدارة جامعة الحسين تتحمل مسؤولية التساهل في تفتيش من يدخل إلى الجامعة مما أدى إلى دخول هذا الكم من الأسلحة ومن ضمنها أسلحة أوتوماتيكية إضافة إلى دخول أصحاب سوابق كان لهم الدور الأبرز في وجود هذا الحجم من الضحايا. "سياسات التعليم متجهة نحو الخصخصة"  ويعزو الناشط الأردني سبب ارتفاع العنف في الجامعات إلى "غياب الوعي الطلابي وتعزيز الو لاءات الضيقة والهويات الفرعية والانتماءات ما تحت الوطنية" على حساب الانتماء للوطن بسبب قانون الصوت الواحد في الانتخابات البرلمانية والطلابية. وتساهم عوامل أخرى في ذلك منها القبول الجامعي والمنح إضافة إلى إلغاء العقوبات بحق معظم المتسببين بالمشاجرات بعد تدخل جاهات عشائرية. ويضيف دعاس أن التعليم الجامعي في "خطر حقيقي" ناتج عن سياسات التعليم العالي المتجهة نحو الخصخصة و"إهمال" مخرجات التعليم لحساب الموارد المالية، "فالعنف الجامعي له أثر كبير على مخرجات التعليم والارتقاء به". من جانبه يقول ياسر العدوان وهو والد طالبين جامعيين درس عام 1980 في الجامعة الأردنية في عمّان ولمدة 4 سنوات وبعدها عمل بالجامعة ذاتها لمدة 4 سنوات أخرى ولم تحصل طوال تلك الفترة أي مشكلة في الجامعة. ويضيف أنه يخاف حاليا على ولده في الجامعة الأردنية وولده الآخر في جامعة البلقاء في السلط شمال غربي عمّان. ويتساءل العدوان قائلا: "كيف يتم إطلاق النار داخل الحرم الجامعي؟ وكيف يتشاجر العشرات ويتم التكسير داخل الحرم الجامعي دون رقيب أو محاسبة"؟. ويعزو العدوان انتشار هذا العنف إلى عدة أمور من بينها التباعد بين المحاضرات ما يعطي الطلاب المزيد من أوقات الفراغ يتشاجرون خلالها ويشير إلى أن زجاج سيارة ولده كسر على سبيل المثال قبل شهرين خلال مشاجرة في جامعة البلقاء وأنه تقدم بشكوى ولكن "مع الأسف" لغاية الآن ينتظر الرد.