بدء العام الدراسي الجديد في سورية

بدأ العام الدراسي الجديد في سوريا اليوم (الأحد) في عموم مناطق البلاد المضطربة منذ ثلاثة أعوام ونصف العام باستثناء ثلاث محافظات تقع تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، وسط تزايد أعداد الطلاب.

وتوجه أكثر من أربعة ملايين طالب وطالبة في مختلف المراحل الدراسية اليوم إلى مدارسهم، حسب ما قالت وكالة الأنباء السورية ((سانا)).

ونقلت الوكالة الرسمية إحصائيات صادرة عن وزارة التربية السورية جاء فيها "أن نحو 4.373.522 ملايين طالب وتلميذ توجهوا إلى مدارسهم يتوزعون بين ثلاث مراحل".

وبحسب الإحصائيات، ازداد عدد الطلاب هذا العام عن العام الدراسي الماضي في كل المراحل التعليمية وبنسب متفاوتة، ما يدل على تحسن الأوضاع الأمنية في بعض المناطق السورية.

فقد شملت مرحلة رياض الأطفال هذا العام 107.374 طفلا، فيما كان العدد في هذه المرحلة بالعام الماضي 104.247، بينما شملت مرحلة التعليم الأساسي 3.749.113 تلميذا وتلميذة في حين بلغ عدد الملتحقين في العام الماضي 3.639.916 .

وبلغ عدد طلاب مرحلة التعليم الثانوي بمراحلها المختلفة العام الجاري 475.303 طلاب فيما كان عددهم خلال العام الماضي 461.459 طالبا وطالبة.

وقالت وزارة التربية السورية إن بدء العام الدراسي يأتي في موعده المحدد بعد إنجاز جميع الإجراءات اللازمة والضرورية لسير العملية التدريسية في مختلف المحافظات.

وتابعت أنها أعدت ما يقارب 17700 مدرسة لاستقبال التلاميذ والطلاب بما فيها رياض الأطفال، كما أنجزت المؤسسة العامة للطباعة كامل خطتها الطباعية المقررة وفق الاحتياجات اللازمة والمقدرة بحدود 50 إلى 80 مليون نسخة من الكتب المدرسية وتوزيعها.

وشاهد مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق طلاب وتلاميذ من مختلف الصفوف وهم متوجهون في ساعات الصباح الباكر إلى المدارس في العاصمة وبعض المناطق في ريف دمشق التي تشهد استقرارا أمنيا، ومحافظة السويداء (جنوبا) بلباسهم المدني.

ورغم بدء الدراسة في بعض المحافظات إلا أن أريافها لم تستقبل الطلاب مع استمرار الاشتباكات بها.

وقالت الوكالة الرسمية قبل أيام إن مديرية التربية في حمص استكملت استعداداتها لبدء العام الدراسي، إلا أن ريف حمص الشمالي والشرقي لا يزال يشهد اشتباكات مستمرة.

والوضع نفسه تكرر في أرياف حلب وحماة وإدلب ودرعا التي لا تزال تشهد اشتباكات بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة.

فيما لم يبدأ العام الدراسي في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية وتشهد اشتباكات ساخنة وقصفا جويا من قبل الطيران الحربي السوري.

وكان العام الدراسي الماضي قد شهد إحجام الكثير من العائلات السورية عن إرسال أبنائها إلى المدارس بسبب تردي الأوضاع الأمنية في عموم المحافظات السورية جراء الاشتباكات وسقوط قذائف الهاون على الأحياء السكنية والمدارس الخاصة والعامة والتي راح ضحيتها العشرات من التلاميذ.

كما أن خروج بعض المدارس من الخدمة بسبب استهدافها وتدميرها، وتخصيص عدد من المدارس لإيواء عدد من المهجرين السوريين من بعض المناطق الساخنة شكل أزمة في عدة مناطق.

وبلغ عدد المدارس المتضررة جراء النزاع في سوريا 3.465 مدرسة، في حين بلغ عدد المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء ألف مدرسة.

وتقدر الأضرار التي أصابت القطاع التربوي بما يزيد عن 110 مليارات ليرة سورية (الدولار الواحد يساوي 170 ليرة).

ويأتي بدء العام الدراسي في سوريا وسط تواصل النزاع بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة المسلحة والمستمر منذ منتصف مارس عام 2011.