بيروت ـ ننا
احتفلت ثانوية الحريري الثانية بتخريج إثنين وسبعين طالبا وطالبة هم الدفعة 28 وذلك في قاعة المسرح التي تحمل اسم الرئيس الشهيد في احتفال أكاديمي حاشد رعته رئيسة "مؤسسة رفيق الحريري"، السيدة نازك رفيق الحريري ممثلة بالسيدة هدى بهيج طبارة في حرم الثانوية في البطركية.
مثل الرئيس سعد الحريري في الاحتفال النائب محمد الحجار، وحضر عضو لجنة الحوار الإسلامي - المسيحي محمد السماك، والمدير العام السابق للمؤسسة مصطفى الزعتري والهيئة التعليمية في الثانوية وأولياء أمور الطلاب.
بعد دخول موكب الخريجين والوقوف للنشيد الوطني ونشيد الثانوية، وجهت عريفة الحفل الخريجة السابقة ربى عبلا تحية تقدير لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري من كافة خريجي الثانوية القدامى والجدد.
بعاصيري
ثم ألقت مديرة الثانوية باسمة بعاصيري كلمة تحدثت فيها عن دور الإدارة في العمل البناء وإنجازات العام، وتمنت على الخريجين أن يكونوا دائما على عهد الرئيس الشهيد ومثالا للعمل الجاد والمسؤول ووضع مصلحة المجتمع والوطن فوق المصلحة الشخصية، وشكرت الهيئتين التعليمية والإدارية لتفانيهما في العمل للوصول بسمعة الثانوية إلى نتائج مميزة، وقالت: "نحن نؤمن بأن التلميذ ليس عقلا فحسب بل روح ومشاعر".
ونوهت بجهود السيدة الحريري وبدورها الفعال في ترؤس المؤسسة والتي طالما عملت وتعمل على خط الرئيس الشهيد. وتطرقت إلى مزايا الرئيس الشهيد ومسيرته التعليمية في لبنان.
واستطردت متذكرة التلميذ الشهيد الطالب محمد الشعار الذي استشهد أثناء العام الدراسي في كانون الأول الماضي، متمنية لروحه الرحمة، ولو كان تخرج من هذا الصرح كما بقية الطلاب، منوهة بالعلاقة الودية التي تميز الثانوية بين عائلتها الصغيرة والطلاب والمؤسسة.
السنيورة بعاصيري
وألقت المديرة العامة لمؤسسة رفيق الحريري، سلوى السنيورة بعاصيري كلمة نقلت في مستهلها تحيات السيدة الحريري للحضور وسعادتها لرعاية احتفال التخرج كل سنة، ولأنشطة تشهد على ما يزخر به لبنان من لقاءات، ولا سيما تلك التي قيض لها أن تترعرع في كنف منشآت مؤسسة رفيق الحريري التربوية.
وأضافت: "قد لا أجد ما استوحي منه كلمتي، في حفل تخرج الدفعة 28 لتلامذة ثانوية الحريري الثانية، أفضل مما عاينته من أداء تلامذة الثانوية على مدى العام الدراسي 2013 - 2014، أداء يستحق التنويه والاعتزاز، بعد أن تميز في شتى الأحوال والمحطات، المؤلمة والسعيدة، الجدية والترفيهية، المنهجية واللاصفية، أداء يعكس بحق فلسفة حياة تنير رؤيتهم وتطبع مسيرتهم وتعزز ثقتهم بأنفسهم بالقادم من الأيام.
ففي أشد لحظات الألم وأقساها والتي أعقبت خسارة محمد الشعار، زميل يضج بالحياة، نتيجة عمل إجرامي استهدف الوطن ورموزه، كان تلامذة ثانوية الحريري الثانية على مستوى الوجدان الإنساني، والنضج الوطني الذي نتوق لرؤيته يستشري في صفوف سائر الجسم الطلابي على مساحة لبنان بل في صفوف المواطنين كافة.
وفي أكثر من محفل علمي وفكري كان تلامذة ثانوية الحريري الثانية يشحذون عقولهم ويقاربون بتفحص وتمعن شتى القضايا المعرفية والإنسانية والحياتية، فتجلت كتاباتهم حولها وتعابيرهم بشأنها رفيعة المستوى، عميقة المضمون، واسعة الشمول والتغطية، وهذا بحق ما تسعى التربية إلى نشره في صفوف طالبي العلم".
وخاطبت الخريجين فقالت: "هكذا هو الإنسان الجديد الذي حلم الرئيس الشهيد رفيق الحريري أن يكون الفرد اللبناني على شاكلته، فسعى إلى ابتداع الظروف المؤاتية وتوفير البيئة الملائمة لهذا الإنسان المثال، إيمانا منه بأن التغيرات التي تطال المجتمع المحيط لا بد وأن تغير أفراده. فالفرد هو ابن مجتمعه والثقافة السائدة فيه. وعمل الرئيس الشهيد أيضا على جعل التعليم متاحا للجميع قناعة منه أن التربية، والتي شاء أن يستثمر فيها كما لم يسبق لفرد أن جاراه في ذلك، هي الأداة الأساس لإصباغ ملامح الإنسان الجديد على النشء الصاعد. فالتربية هي الضمانة لتحرير العقل من الجهل، وفك أسر الإنسان من الفقر والمرض والتخلف، وهي المدماك الأساس لبناء دولة تحمي مواطنيها، كل مواطنيها، وتحفظ كراماتهم".
كما خاطبت الأهالي قائلة: "اليوم وأنتم في قمة السعادة بما حققه أبناؤكم من إنجاز تربوي، يقيني أن سعادة موازية تفيض عن من ترفرف روحه بيننا شاهدة على المسيرة، ومطمئنة إلى الوديعة التي ائتمن رئيسة مؤسسة رفيق الحريري على حفظها بل وتثميرها".
ثم ألقى رئيس جمعية الخريجين بكر حلاوي كلمة الجمعية وحث الخريجين على العمل على نهج الرئيس الشهيد ومبادئه ودعاهم للالتحاق بموكب الجمعية.
وألقت كلمة الخريجين باللغة العربية الطالبة غيدا لوند تذكرت خلالها زميلهم الشهيد محمد الشعار، وقالت: "لم يشأ القدر أن يمنحه فرحة التخرج في هذا الصرح، تحية لشهيدينا اللذين رسخا في قلوبنا العزيمة".
ثم ألقت كلمة الخريجين باللغة الانكليزية كل من آية عكاوي وريانة خلف، وبالفرنسية جنى حاج أحمد.
تلا ذلك توزيع الشهادات على الخريجين وزعتها عليهم طبارة والسنيورة بعاصيري.
وفي المناسبة قدم الخريج ريبال أمان الدين كتابه "دمع القمر" لمديرة الثانوية، وهو ديوان شعر يتناول مواضيع إنسانية ووطنية متنوعة.