مؤتمرا دوليا حول "الظاهرة الجمالية في الإسلام"

تنظم كلية الشريعة الإسلامية بجامعة قطر مؤتمرا دوليا حول "الظاهرة الجمالية في الإسلام"، يوم الأحد المقبل، بمشاركة باحثين من مختلف الدول العربية والإسلامية، ومنها ماليزيا والسعودية والجزائر والمغرب ومصر والأردن والعراق واليمن، بالإضافة إلى باحثين من جامعة قطر.

ويهدف المؤتمر، الذي يستمر يومين، الى ترسيخ قيمة الجمال في الإسلام بوصفه تجليا متميزا من تجليات المعرفة الإسلامية، وتأكيد قيم الألوهية الإسلامية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة والإبداع والجمال المعنوي والمادي في آن واحد، بالإضافة الى الإسهام في إحياء قيمة الجمال الإسلامي ونشره، والتأكيد كذلك على أهمية تطوير الإحساس بالجمال والإبداع في شتي المجالات.

وقال الدكتور يوسف الصديقي عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر في مؤتمر صحفي عقد للإعلان عن المؤتمر، "إن هدفنا من تنظيم المؤتمر هو تسليط الضوء على الحضارة الإسلامية وما قدمته من قيمة جمالية والتركيز على ان تسهم الكلية في إحياء قيمة الجمال الاسلامي ونشرها والسعي إلى تطوير الإحساس بقيمة الجمال والحفاظ عليها".

وأضاف أن الفكر الإسلامي قد بلغ شأنا بعيدا في التنظير للقيمة الجمالية والمحافظة عليها، ولا زالت معالم الحضارة الإسلامية في شتى مجالاتها العمرانية والثقافية شاهدة على رسوخها، بيد أن ذلك لم يدم، وبدأ التراجع التدريجي عن الاهتمام بهذه القيمة مع حالة الوهن التي انتابت الحضارة الإسلامية، وما أعقبها من ضعف وجمود، وصاحب ذلك حالة من الإهمال والإعراض عن قيمة الجمال في العصور المتأخرة.

وأشار الصديقي إلى أن المؤتمر يتضمن اثنين وعشرين ورقة بحثية، مقسمة إلى عدة جلسات، وسيناقش المؤتمر خمسة محاور وهي مفهوم الجمال في الإسلام وفلسفته ومعاييره، والمصطلحات والمفاهيم ذات الصلة، وبنية المعرفة الجمالية الإسلامية وتجلياتها، والتجليات الجمالية في الحضارة الإسلامية وما أنتجته من أدب وعمارة وفن ولغة، والبعد القيمي في الإسلام وتجلياته الجمالية.

من جانبه قال الدكتور سلطان الهاشمي العميد المساعد للدراسات العليا والبحث العلمي بالكلية، المتحدث الرسمي باسم المؤتمر، ان الدعوة إلى مؤتمر "الظاهرة الجمالية في الإسلام" جاءت بعد استفتاء كافة أساتذة الكلية لاختيار عنوان هذا المؤتمر، فكان هذا العنوان مساهمة من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في استنهاض الهمم وشحذ الطاقات، لتزايد الاهتمام والإقبال المعاصر على قيمة الجمال الغائبة في عصرنا، وذلك من خلال استقطاب الدراسات الجادة والبحوث الرصينة التي تخدم موضوع المؤتمر وتحقق أهدافه.وأكد الهاشمي أن هذا الجمع العالمي العلمي الذي ستعقده الكلية سيكون له صدى إيجابي في العالم بأسره، ونرجو أن يرفع اسم كلية الشريعة والدراسات الإسلامية وجامعة قطر ويحقق أهدافها التي تنبع من سياسة دولة قطر الرائدة بين الأمم.

من جهته، قال الدكتور موئل السامرائي رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، إن فكرة المؤتمر تنبع من أهمية تقديم تصور عصري حديث للحضارة الإسلامية يخرج بها من الانحصار في حيز النظرية النصية فقط إلى التطبيق المعاصر اعتمادا على المنهجية الإسلامية الأصيلة التي قام عليها الفكر الإسلامي والتي تركز على اكتشاف العنصر الجمالي الإسلامي ودعمه بالبحث الحضاري والنقد والتحليل، بالإضافة الى حاجة المجتمع المسلم إلى فهم مفاصل الحضارة الإسلامية الجمالية المختلفة والعلاقة البينية التي تقوم بين علومها المختلفة، مشيرا الى ان العمارة ليست مجرد أبنية تبنى بل هي لوحات فنية ذات أبعاد ثلاثة تجمع بين الاستعمال والفكر بالإضافة الى احتوائها على رسائل دينية وروحية وفلسفية يمتد مداها إلى آفاق لا يحدها حد وزمان.