بيروت ـ ننا
نظمت كلية العلوم في "الجامعة اللبنانية" ندوة بعنوان "معا على طريق الجودة في التعليم العالي والبحث العلمي" ضمن سلسلة ندوات مؤتمرات وورش عمل تحتضنها الكلية في حضور حشد من العمداء والمديرين والاساتذة والموظفين والطلاب في قاعة نزار سلهب في الكلية بالحدث.
بداية النشيد الوطني، فنشيد الجامعة ثم كلمة ترحيبية لعريفة الاحتفال رانيا مجذوب تحدث بعدها عميد الكلية حسن زين الدين، فقال: "ندرك حجم التحديات التي تواجه رغبتنا في تطبيق معايير الجودة ونشر ثقافتها، وندرك حجم الصعاب التي تعترض طريقنا نتيجة التطور السريع للنظم التعليمية وانتشار الجامعات الخاصة ومواكبة سياسة العولمة وايضا مازق التعامل مع تبعات نظامنا السياسي المختلف وعدم قدرته على التكيف السريع مع موجبات الحداثة والتطور".
اضاف: "هذه العقبات لا تعني ان ارادتنا في التغيير ستضعف وان رغبتنا في التطوير ستنكسر بل سنستمر بفضل شجاعة وارادة اساتذتنا وموظفينا حتى تبلغ جامعتنا اهدافها في الوصول الى بناء مؤسسة تعليمية بحثية حديثة تطبق معايير الجودة والاعتماد لاننا على قناعة بأن الحرية الاقتصادية التي تسود المجتمعات كافة، والتنافس بين مؤسسات الانتاج والشركات لم يعد يسمح لها ان تقبل الا الطاقات المتخرجة من جامعات تعنى بتطبيق معايير الجودة. ان غياب هذه المعايير سيغرقنا في البطالة والركود والفوضى المعرفية والتقوقع فالجودة اذا خيار الضرورة وليست ابدا من متطلبات الرفاه الفكري".
واعتبر ان "ما نتخبط به في مجتمعنا يعود في احد اسبابه الى غياب ابرز معايير الجودة وهي الشفافية والنزاهة، والى غياب ثقافة اتقان العمل، والى اعتماد ثقافة اللوم وتقاذف المسؤوليات علما ان ثقافة الجودة هي في صلب تراثنا وثقافتنا "ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه".
ولفت مدير عام التعليم العالي احمد الجمال في كلمته تحت عنوان: "الجودة في التعليم العالي والبحث العلمي في لبنان" الى ان هناك وحاليا 13 هيئة ضمان جودة واعتماد عربية وقد انطلقت الشبكة العربية لضمان الجودة في التعليم العالي منذ العام 2008. اما في لبنان فقد بدأنا منذ العام 2004 بنشر ثقافة الجودة وسعينا لاقناع مؤسسات التعليم العالي بأهمية وضع نظم لضمان جودة المؤسسات وبرامجها، وان يتوفر في المؤسسات وحدة او وحدات تعنى بضمان الجودة الداخلي والتقييم الذاتي للمؤسسة ولبرامجها وشاركنا في العديد من المشاريع الاوروبية بالتعاون مع العديد من الجامعات اللبنانية في برامج الجودة".
واعتبر انه رغم ان "قانون انشاء الهيئة اللبنانية لضمان الجودة لم يصدر بعد ولكن مسار الجودة في مؤسسات التعليم العالي قد انطلق وهو من ضمن استراتيجيات معظم الجامعات بما في ذلك الجامعة اللبنانية".
وقال: "تم اعتماد العديد من الجامعات والبرامج في لبنان من قبل هيئات عالمية ومن خلال هذه التجارب نسجنا شبكة من التعاون والتكامل والتبادل بين الجامعات في لبنان وفي الخارج فالعديد من الزملاء الاساتذة في لبنان يشاركون في تقييم مؤسسات وبرامج في العالم العربي واوروبا".
وختم: "اود ان اؤكد نقطة هامة وهي ان التقييم الذاتي يبقى منقوصا بدون تقييم خارجي، وان التقييم الذاتي الذي لا يستتبعه استراتيجية ومنهجية تطورية تسعى لتعزيز نقاط القوة وتجاوز نقاط الضعف سيكون دون ذي اهمية، يجب ان ننتقل من خطابات التغني بالجودة واهميتها الى التطبيق الفعلي عبر وضع سياسات عملية للتقييم ترتكز على معايير ومؤشرات واضحة ضمن حلقة متكاملة من الاصلاح والتطور".
بعدها تحدثت مسؤولة العلاقات الخارجية في الجامعة ندى شباط تحت عنوان: "استراتيجية الجامعة اللبنانية لتطوير جودة التعليم"، فأشارت الى ان "الجامعة بدأت العمل منذ العام 2002 على تطوير جودة التعليم فيها فأطلقت التقييم الذاتي عبر لجان متخصصة في مختلف الكليات، فنتج عن عملها عام 2004 كتاب يقيم وضع الجامعة حينها ويدعو الى تطوير البرامج المدرسية التي باتت بدورها تطبق نظام LMD والى زيادة عدد الاختصاصات والدعم الاضافي للبحث العلمي، وتوفير البيئة الحاضنة للتطور التعليمي المنشود".
اضافت: "في العام 2012، وضعت رئاسة الجامعة اللبنانية استراتيجية لتطوير نظام الجودة فيها، ادت الى انشاء هيئة مركزية للجودة تعمل على وضع توصيات ومقررات في هذا المضمار، ليصار فيما بعد الى تنفيذها سعيا الى تحقيق الجودة بشكل فعال".
واشارت الى انه "تم انتقاء الجامعة اللبنانية من بين خمس ادارات عامة للافادة من برنامج الجودة الممول من الاتحاد الاوروبي بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتجارة ووزارة الدولة لشؤون التنمية الادارية، فضلا عن ذلك، تتعاون الجامعة اللبنانية مع رابطة جامعات لبنان، ووزارة التربية والتعليم العالي بغية توحد الرؤيا في هذا الموضوع نظرا لاهميته في القطاع التربية والجامعي".
وشددت على اهمية دور الطلاب في تطوير جودة التعليم وذلك عبر تمكينهم من ابداء رأيهم في جودة البرامج وطرق التعلم وارتباط الاختصاص بحاجات سوق العمل".
وختمت بالقول:"نحن اليوم مدعوون ضمن استراتيجية رئاسة الجامعة لاقامة ورش عمل داخلية على مستوى جميع كليات الجامعة اللبنانية لتعميم ثقافة الجودة عبر التقييم الداخلي بهدف الوصول الى التقييم الخارجي".
وعرض مدير الفرع الثاني في كلية العلوم جورج الرحباني في كلمة تحت عنوان "ادارة الجودة الشاملة في العمل التربوي الجامعي" لمبادىء الجودة في الادبيات والمفاهيم وفلسفة ادارة الجودة الشاملة في المؤسسات بشكل عام في المؤسسات التربوية تحديدا الجامعة اضافة الى نواحي تطبيق ادارة الجودة الشاملة في الجامعة.
ولخص "التحديات والمعوقات في تطبيق ادارة الجودة ومنها في المؤسسات: تحديد وقت الشروع بتنفيذ مشروع الجودة الشاملة، امكانية مرور وقت قبل رؤية النتائج، ازدياد التوقعات لدى الذين تخدمهم المؤسسة، امكانية ملامة الاخرين عند كل تعثر في التنفيذ، التكاليف العالية نسبيا التي يجب على كل توثيق نظام الجودة والتدرب على تطبيقه، الحاجة الى تغيير بعض الممارسات الذي يلاقي احيانا مقاومة من قبل العاملين في المؤسسة".
كما لفت ان "المؤسسة التربوية تأخرت في اعتماد مبادىء الجودة الشاملة والاتجاه بدأ يتغير في نهاية التسعينيات نحو مزيد من الاقتناع بجدول الجودة الشاملة وحتميتها".
بعدها كانت كلمات لكل من الاساتذة في كلية العلوم محمد نصر الدين (الجودة فلسفة ومبادىء) جمال شرارة (مؤسسات الجودة في التعليم والبحث) ووليد حسن (الاعتماد في التعليم العالي)
واختتمت الندوة بنقاش مع الحضور.