الملتقى الثقافي التربوي الفلسطيني

استقبلت وزارة التربية والتعليم العالي، في مقرها برام الله، اليوم الثلاثاء، ضمن فعاليات الملتقى الثقافي التربوي الفلسطيني السادس، وفداً ضم 40 فلسطينياً من الشتات والداخل؛ بهدف إطلاعه على واقع التعليم في فلسطين والتحديات التي تواجه المسيرة التربوية، والتأكيد على عمق الروابط بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد، والانتماء الحقيقي للهوية الوطنية.
وأكد الوكيل المساعد للشؤون التعليمية، رئيس مركز المناهج،  د. جهاد زكارنة، أهمية هذه الزيارة التي تجسد الحرص على تعزيز الوعي لدى الأجيال وانعاش الذاكرة الجمعية؛ من أجل تفعيل التواصل على الرغم من كل التحديات. وخاطب المشاركين في الملتقى قائلاً: 'أنتم سفراء للوطن ولقضيتكم، وأنتم نافذة الوطن للعالم، ورسالتكم هي رسالة أبناء شعبكم الواحد'.
وقدم د. زكارنة عرضاً موجزاً حول بدايات تسلم راية التعليم من الاحتلال والسير قدماً في البرامج التطويرية ومواجهة التحديات والعقبات وتنفيذ مشاريع استهدفت النهوض بالواقع التربوي في كافة أرجاء الوطن، إيماناً بدور التعليم ورسالته السامية في تحقيق التنمية والتغلب على العراقيل والتحديات.
بدوره، أشار أمين عام اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم اسماعيل التلاوي، إلى المكانة الهامة التي تتمتع بها وزارة التربية ودور المعلمين والكوادر التربوية الفلسطينية في مختلف أنحاء العالم واخلاصها في تربية الأجيال ورفدها بالقيم والمعارف ورفع شأن فلسطين عالياً في كافة المحافل العربية والدولية.
ولفت التلاوي إلى معاناة الفلسطينيين نتيجة ممارسات الاحتلال خاصة فيما يتعلق بسياسات تهويد المنهاج الوطني في مدينة القدس، وإرادة الفلسطينيين الصلبة لمحاربة هذه السياسات والتمسك بالمنهاج الفلسطيني والقيم الوطنية الأصيلة.
من جهته، أعرب مدير دائرة الإعلام التربوي عبد الحكيم أبو جاموس، الذي تولى عرافة الحفل، في كلمته الترحيبية عن افتخار الوزارة بهذا الملتقى المتجدد، قائلاً: 'في هذا اللقاء نستذكر سنديانة فلسطين وحدّاءها وزجالها الجميل الراحل أبو عرب الذي زارنا منذ سنتين وودعنا إلى الدار الآخرة قبل أشهر، ونأمل أن يستمر هذا الملتقى كخطوة على درب العودة حتى تحقيقها'.
وألقت عضو الوفد الشابة يافا عجوة كلمة مؤثرة أعربت فيها عن مشاعرها التي لم تتمكن من وصفها خلال دخولها لوطنها قائلة: 'الآن تحقق حلمي برؤية أمي – فلسطين وسأزورها يوماً ما حرة .. حرة.'.
ولم تختلف مشاعر المغترب صلاح المصري كثيراً حين سرد تجربة الغربة والحنين مختتماً حديثة بقوله: 'كلما نبعد عن فلسطين نقترب اليها أكثر وأكثر.. مسافات بعيدة وأشواق لهيبة في قلوبنا للوطن المعشوق ...'.
وتضمن الوفد العديد من الشخصيات الأكاديمية والطلبة والفنانين الكبار ومنهم صاحبة الصوت الصداح الفنانة سلوى العاص صاحبة أغنية 'وين ع رام الله'، وصاحب الصوت الجبلي الفنان محمد وهيب الذي غنى للقدس وفلسطين حيث اشتهر بأغنية 'صامد على خط النار'.
وحضر اللقاء حشد من الأسرة التربوية، كما تم خلاله عرض فيلم وثائقي قصير حول مسيرة وزارة التربية وبرامجها ومشاريعها، بالإضافة إلى تقديم عرض دبكة شعبية وغناء تراثي من مدرسة بنات فيصل الحسيني في مديرية رام الله.