تبوك ـ واس
انطلقت نواة جامعة تبوك من كلية لا تكاد أروقتها تتسع لـ100 طالب سنة 1406هـ في منطقة تبوك إلى مدينة جامعية تحمل اسم المنطقة تم تشدين مرحلتها الأولى عام 1428هـ، لتستوعب أكثر من 13 ألف طالب وطالبة في 30 كلية موزعة في مختلف التخصّصات العلمية والأدبية.
وصممت المدينة الجامعية على مساحة تقارب الـ 12 مليون مربع لتحتوى عند اكتمالها بإذن الله تعالى على 16 كلية للبنين و 14 كلية للبنات، عدا المباني الإدارية ومباني الخدمات المساندة وإسكان أعضاء هيئة التدريس، والطلاب، والملاعب والصالات الرياضية وغيرها، بحيث يتم تنفيذها على مراحل تلبي حاجة الجامعة في كل مرحلة.
وقال معالي مدير جامعة تبوك الدكتور عبد العزيز بن سعود العنزي في حديث لوكالة الأنباء السعودية، إن مشروعات الجامعة حظيت بدعم صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك، الذي لايألوا جهدا في سبيل دعم هذه المشروعات لاتمامها في وقتها، ليستفيد منها أهالي المنطقة.
وأضاف أن المرحلة الأولى من المشروعات اشتملت على أعمال الموقع العام للجامعة , والمتمثل في أعمال سفلتة الطرق والأسوار والبوابات وأعمال البنية التحتية، أما المرحلة الثانية فقد اشتملت على إنشاء العديد من المباني الخاصة بالكليات والمرافق العامة ككلية العلوم الطبية التطبيقية وكلية الطب وكلية العلوم وإسكان أعضاء هيئة التدريس و إسكان الطلاب والمبنى الإداري و جامع المدينة الجامعية والمحطة المحورية للكهربا، مبيناً أنه تم الانتهاء والاستفادة من كلية العلوم الطبية التطبيقية مؤخراً فيما شارفت بعض المشاريع على الانتهاء.
وأفاد أنه لاتزال كليات طب الأسنان، والصيدلية، وإدارة الأعمال، والحاسبات وتقنية المعلومات، والهندسة، وكلية الاقتصاد المنزلي، ومشاريع استكمال البنية التحتية تحت الترسية, كما لايزال مبنى السنة التحضيرية وكلية التربية والآداب تحت الطرح والإعلان، وسيتم تنفيذ مشاريع عاجله لكليات البنات بجميع المحافظات المتوقع الاستفادة منها في كل من محافظة أملج ومحافظة الوجه مطلع العام الدراسي القادم إن شاء الله.
وبالنسبة لمحافظات منطقة تبوك، أفاد معالي الدكتور عبدالعزيز العنزي، أن الجامعة افتتحت فروعا لها في المحافظات تضم عدداً من التخصصات التي يتطلبها سوق العمل، مثل : تقنية المختبرات، واللغات، والتمريض والمحاسبة والتسويق والرياضيات.
وأبان أن الجامعة وقعت اتفاقية مع البريد الممتاز ليتمكن الطالب والطالبة من التسجيل بالجامعة دون الحضور لمقرها، حيث يتم استلام وثائق المقبولين والمقبولات عن طريق أي فرع من فروع البريد الممتاز بالمملكة بالمجان.وينتظر أهالي منطقة تبوك انطلاق مشروع المستشفى الجامعي التابع لجامعة تبوك، حيث وقعت الجامعة اتفاقية مع منظمة أوكشنير الطبية لوضع الخطط الإستراتيجية لتنفيذ وتشغيل وصيانة المستشفى، بالتعاون مع مختلف القطاعات الصحية الحكومية والخاصة في المنطقة وفق أحدث الأساليب وأعلى المعايير العالمية.
وفي ذلك الصدد، قال معالي مدير جامعة تبوك إنه تم توقيع اتفاقية مع مجموعة مايو كلينك الطبية تتعلق بعقد خدمات استشارية تقوم بموجبها المجموعة بتقديم الاستشارات لصالح 18 مستشفى جامعياً جديداً تغطي جميع مناطق المملكة.
وأوضح معاليه أن المرحلة التشغيلية الأولى للمستشفى ستضم 421 سريرا قابلة للزيادة في المراحل التي تليها بحيث تصل إلى 800 سرير, وفق المخططات الهندسية للمشروع.
وتحدث معاليه عن التطلعات المستقبلية للجامعة، ومنها إنشاء كراسي البحث ، مبينا أنه تم تأسيس أول كرسيين بحثيين وهما كرسي الأمير فهد بن سلطان لدراسة قضايا الشباب وتنميتهم, وكرسي الأمير فهد بن سلطان لأبحاث التقنيات المتقدمة في الكشف عن الأمراض ومسبباتها والمساهمة في علاجها.
وأشار معاليه إلى أن كرسي الأمير فهد بن سلطان لدراسة قضايا الشباب وتنميتهم حقق العديد من الإنجازات في أربع برامج هامة , ففي المجال البحثي تم دعم خمسة أبحاث, كما دعم البرنامج 15 مقترحًا بحثيًا تغطي النشاط البحثي حني نهاية الفصل الدراسي الثاني للعام 1435-1436هـ.
أما ما يخص كرسي الأمير فهد بن سلطان لأبحاث التقنيات المتقدمة في الكشف عن الأمراض ومسبباتها والمساهمة في علاجها، فقد حقق العديد من الإنجازات ومنها دعم عدد من البحوث العلمية في مجال الأمراض غير الوراثية والأمراض المعدية باستخدام التقنيات الجزيئية المتقدمة (وعددها خمسة أبحاث) و دعم أبحاث التخرج لطلاب كلية العلوم الطبية التطبيقية , علاوة على دعم الأبحاث التي قدمت ضمن فعاليات الملتقيات العلمية لطلاب الجامعة وتوقيع عدد من الاتفاقيات العلمية مع جامعة شفيلد البريطانية، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وإحدى الجامعات الصينية المتخصصة في مجال استخدام النباتات الطبية في علاج بعض الأمراض.
وأضاف أن الجامعة قامت بتوقيع العديد من الاتفاقيات مع جامعات ومنظمات وهيئات دولية عريقة في الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا والمملكة المتحدة والعديد من دول العالم، بهدف تبادل الخبرات ونقل التقنية والمعرفة والاستفادة من الخدمات التي يمكن أن تقدمها تلك الجهات بما يساهم في تعزيز قدرات الجامعة ومواكبة المستجدات في المجالات الأكاديمية والبحثية لتحقيق رسالتها وأهدافها.ومن الاتفاقيات المثمرة لجامعة تبوك حسبما ذكر معالي مدير جامعة تبوك، اتفاقية جامعة فلوريدا اتلانتك بالولايات المتحدة الأمريكية التي أتاحت للباحثين في مركز أبحاث شبكات الاستشعار والأنظمة الخلوية بالجامعة وعدد من أعضاء هيئة التدريس في كلية الهندسة وكلية الحاسبات وتقنية المعلومات المشاركة في مجموعات بحثية مع باحثين متميزين في مجال الاتصالات اللاسلكية من جامعة فلوريدا اتلانتك.
وأوضح معاليه أنه نتج عن ذلك التعاون تقديم طلبي براءة اختراع تعود ملكيتها لمركز أبحاث شبكات الاستشعار و الأنظمة الخلوية بالجامعة إضافة إلى نشر عدد من الأبحاث العلمية في مجلات علمية ذات تصنيف مرتفع على المستوى العالمي.
واهتمت جامعة تبوك بخدمة المجتمع، حيث قال معالي مدير الجامعة إنه تم توقيع مذكرات تفاهم وتعاون مع العديد من الهيئات والجهات الحكومية داخل المملكة بهدف تقديم خبراتها و ما تملكه من كوادر و إمكانات إلى تلك الجهات للاستفادة منها في تحقيق رسالتها و أهدافها.
كما وقعت الجامعة اتفاقية مع الصندوق الخيري الاجتماعي الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الاجتماعية تضمنت تدريب وتأهيل ما يزيد على700 مستفيد من خدمات الصندوق في منطقة تبوك، ووقعت الجامعة اتفاقية مع الهيئة العامة للسياحة والآثار للتعاون المشترك في مجالات الأبحاث وتنظيم الفعاليات السياحية والمعارض والمؤتمرات وأيضا في مجال تطوير المناطق السياحية والاستثمار السياحي.
وعن أوجه التعاون بين الجامعة وصندوق الموارد البشرية أكد معالي الدكتور عبدالعزيز العنزي أن الجامعة تحرص على التنسيق مع مختلف الجهات ذات العلاقة بتوفير الفرص الوظيفية لخريجيها بما فيها صندوق تنمية الموارد البشرية لتوضح الفرص الوظيفية المتاحة لخريجي الجامعة , كما أن هناك لجان استشارية بالكليات لاستشراف احتياجات سوق العمل بالمنطقة وتقديم التوصيات بشأن ملائمة مخرجات مختلف التخصصات في الكليات والخطط الدراسية لحاجة سوق العمل الحالية والمستقبلية.
وحول مشاريع إسكان الطلاب والطالبات، بين معاليه أن الجامعة عملت منذ نشأتها على افتتاح فروع لها في جميع المحافظات وبدأت بكليات البنات في سبيل تخفيض إعداد المغتربات عن أهلهن، وتم إنشاء سكن للطلاب جاري تنفيذ المرحلة الأولى منه بحيث يتم بحول الله تعالى الاستفادة منه خلال العام القادم.
وفيما يتعلق بإستراتيجية الجامعة في تدريب طلابها، أكد معاليه أن هذا الجانب من أهم المشروعات التي يخصص لها العديد من البرامج الأكاديمية وينقسم إلى عدة أقسام : منها ما يتطلب البرامج كجزء أساسي للحصول على الدرجة العلمية، ومنه ما هو تأهيل مهاري يقدم لمن هم على رأس العمل، ومنه ما هو إثرائي، ومنه ما هو إعادة تأهيل في تخصصات يتطلبها سوق العمل.
وأفاد أن الجامعة تحرص على التدريب الميداني المباشر في التخصصات التربوية من خلال وضع مقرر إلزامي لطلبة التربية الخاصة على سبيل
المثال للتدريب في المدارس ومراكز الرعاية والتأهيل الشامل، ولم تُغفل في ذلك الجانب التدريب لمن هم على رأس العمل بوضع برامج تأهيلية من خلال عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر تركز على تطوير المهارات وصقلها بكل ما هو جديد في التخصص.