عجمان ـ وام
شاركت جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا في أعمال المؤتمر الدولي الثامن حول جيولوجية الشرق الأوسط الذي نظمته مؤخرا جامعة عين شمس بالقاهرة بالتعاون مع اتحاد الجيولوجيين العرب ونقابة المهن العلمية.
وشاركت الجامعة بورقتين بحثيتين الأولى حول تأثير القنوات الحصوية المطمورة القديمة على كيميائية ونوعية المياه الجوفية في الخزانات المائية الطبيعية للعصر الرباعي في دراسة حالة من إمارة أم القيوين والثانية حول كيميائية المياه الجوفية وهيدرولوجيا النظائر لحوضي الصرف الوريعة والطويين بالمنطقة الشمالية الشرقية بالدولة .
وعرض البحثين الدكتور زين العابدين رزق عميد معهد البيئة والمياه والطاقة حيث تناول في الورقة العلمية الأولى مقدمة عامة عن تأثير القنوات الحصوية المطمورة القديمة على كيميائية وجودة المياه الجوفية في أنحاء عديدة من العالم واستشهد بأمثلة محددة من دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية.
واستعرض المراحل المختلفة التي مرت بها الدراسة ابتداء من العمل الحقلي مرورا بالتحاليل المختبرية الكيميائية لعينات المياه الجوفية التي تم جمعها من منطقة الدراسة أثناء الزيارات الميدانية.
كما تناول بالشرح والتفصيل تأثير قناة وادي لمحة الحصوية المطمورة على درجة حرارة المياه الجوفية وتركيز الأملاح الذائبة الكلية وكيمياء وجودة المياه الجوفية ونوعية الأملاح الذائبة الكلية ومعامل ادمصاص الصوديوم الذي يعد مؤشرا لمدى صلاحية المياه الجوفية لأغراض الري.
ولفت إلى ما توصل إليه بحثه من نتائج علمية وهي ان المياه الجوفية في المناطق المتأثرة بقناة وادي لمحة الحصوية المطمورة القديمة تتميز بجودة أفضل نسبيا من المياه في باقي منطقة الدراسة ويتميز الخزان المائي الجوفي على طول مسار القناة بمعامل توصيل هيدروليكي عالي ومعدل أسرع لتجدد المياه الجوفية كما يتميز الخزان المائي الجوفي في تلك المنطقة أيضا بإمكاناته المائية العالية اضافة الى ان درجة حرارة المياه الجوفية في الآبار المتأثرة بقناة وادي لمحة الحصوية المطمورة أقل بحوالي 4 إلى 5 درجات مئوية من درجة حرارة المياه الجوفية في بقية منطقة الدراسة وان متوسط ملوحة المياه الجوفية تبلغ 3,219 ملليجرام في اللتر في آبار المياه المتأثرة بقناة وادي لمحة الحصوية المطمورة أقل من متوسط ملوحة المياه الجوفية في بقية منطقة الدراسة والذي يبلغ 3,791 ملليجرام في اللتر باستثناء أيون البيكربونات " HCO3- " ومتوسط تركيزات الأيونات الموجبة والسالبة في آبار المياه المتأثرة بقناة وادي لمحة الحصوية المطمورة أقل من متوسط تركيزاتها في بقية الآبار داخل منطقة الدراسة.
كما أسفرت النتائج البحثية عن ان متوسط تركيز أيون النترات " NO3- " في الآبار الموجودة بالقرب من قناة وادي لمحة الحصوية المطمورة الذي يبلغ 3.5 ملليجرام في اللتر لا يختلف كثيرا عن متوسط تركيز أيون النترات في بقية الآبار بمنطقة الدراسة نظرا لكثافة الأنشطة الزراعية بطول قناة وادي لمحة الحصوية المطمورة وان آبار المياه االمتأثرة بقناة وادي لمحة القديمة تتميز بنسبة مئوية عالية من أملاح بيكربونات الكالسيوم Ca/HCO3/2/ وبيكربونات المغنسيوم/Mg/HCO3/2/ وكبريتات المغنسيوم " MgSO4 " وكلوريد المغنسيوم "MgCl2" وبنسبة مئوية منخفضة في كلوريد الصوديوم " NaCl " في الآبار المتأثرة بقناة وادي لمحة المطمورة عن بقية منطقة الدراسة كما ان المياه الجوفية مختلطة " Brackish " ومتوسطة العسر " Moderately Hard " في آبار المياه المتأثرة بقناة وادي لمحة الحصوية المطمورة كما أن قيم معامل ادمصاص الصوديوم بتلك الآبار أقل من 12 مما يعني صلاحيتها لري أشجار النخيل والنباتات الأخرى التي تتحمل الملوحة العالية.
وتوصلت نتائج الورقة العلمية البحثية الثانية التي أجريت في حوض وادي الوريعة على وجود خزان مائي حصوي جوفي عذب ينتمي للعصر الرباعي يتفاوت سمك هذا الخزان من أقل من 50 مترا في الغرب إلى أكثر من 100 متر في الشرق والجزء العلوي الذي يبلغ 30 مترا من هذا الخزان المائي جاف وغير مشبع بينما الجزء السفلي منه تشغله مياه جوفية مختلطة " Brackish " وهذه الطبقة تعلو بدورها خزان الأفيوليت المهش م والمشبع بالمياه المختلطة أيضا .
أما البيانات الجيوفيزيائية التي تم الحصول عليها من تفسير نتائج ثلاثة قطاعات للمقاومة الأرضية ثنائية الأبعاد وأحدى عشر سبر جيوكهربائي عمودي " VES " في وادي الطويين بعد مقارنتها مع المعلومات المستمدة من آبار المراقبة فتشير إلى وجود خزان مائي طبيعي حصوي عذب يعلو خزان الحجر الجيري المتكهف الذي يحتوي على مياه مختلطة في الغالب وان متوسط تركيز الأملاح الذائبة الكلية للمياه السطحية في بحيرة سد وادي الوريعة كانت 119 ملليجرام في اللتر بينما يزداد تركيز الأملاح الذائبة الكلية في المياه الجوفية بالخزان المائي الحصوي للعصر الرباعي بزيادة المسافة عن موقع سد وادي الوريعة حيث أن التفاوت بين تركيز أيوني الكالسيوم والمغنسيوم في مياه بحيرة سد وادي الوريعة وتركيز الأيونين في المياه الجوفية بالخزان المائي الطبيعي الحصوي بالمنطقة قد يرجع إلى التبادل الأيوني بين المياه الجوفية ومعادن الطين الموجودة في الخزان المائي وبينما يبلغ متوسط تركيز الأملاح الذائبة الكلية في بحيرة سد وادي الطويين 253 ملليجرام في اللتر يتراوح تركيز الأملاح الذائبة الكلية في المياه الجوفية بالخزان المائي الطبيعي للعصر الرباعي بين 222 و 1,044 ملليجرام في اللتر وفي هذا الخزان المائي أيضا يزداد تركيز الأملاح الذائبة الكلية في المياه الجوفية بزيادة المسافة عن موضع السد.
ودلت نتائج البحث العلمي الثاني الى ان مخطط العلاقة بين الديوتيريوم والأكسجين 18 يبين أن حوالي 80 في مائة من عينات المياه تقع بين خط العالمي المياه العالمي " GMWL " وخط مياه شرق البحر الأبيض المتوسط " EMWL " بينما تعكس بقية العينات تأثير التبخر خط المياه الأمطار للمنطقة الشرقية من دولة الإمارات العربية المتحدة يتوافق مع خط جبال عمان "H = 818O + 162 " على اعتبار بيانات الأمطار الأكثر من 20 ملليمتر.
وتشير بيانات النظائر الثابية للهيدروجين والأكسجين أن المياه الجوفية في حوضي وادي الوريعة ووادي الطويين يتم إعادة شحنها عن طريق المياه المختزنة في البحيرات الصناعية خلف السدود التي أقيمت في الحوضين.
وخلصت نتائج دراسة النظائر الثابتة للمياه الجوفية في حوض وادي الوريعة أن مساهمة مياه بحيرة السد في إعادة شحن الخزانات الطبيعية للمياه الجوفية في تلك المنطقة تتراوح ما بين 22 و 43 مليمتر ويمكن تفسير هذا المعدل العالي لتغذية المياه الحوفية إلى الظروف الهيدرولوجية السائدة في منطقة الدراسة حيث تتميز المنطقة بمعدلات أمطار هي الأعلى في الدولة علاوة على أن الخزانات المائية الطبيعية التي يتم شحنها تتكون من رواسب حصوية مفككة وصخور نارية ومتحولة مهشمة وصخور جيرية عالية التكهف.
كما يشير وجود نظير الهيدروجين المشع " التريتيوم أو 3H " في جميع عينات الجوفية التي تم جمعها من حوض وادي الطويين أن عمر المياه الجوفية في الخزان المائي الطبيعي للعصر الرباعي في تلك المنطقة أقل من 50 عاما.