المنامة ـ بنا
رأت طالبة في كلية الهندسة بجامعة البحرين أن أفضل طريقة للحفاظ على الخيل العربي والتراث المتعلق به هي تصميم مركز وطني للفروسية يعرّف بالخيل العربي وخصائصه، وسلالاته، وتطوره، وحاضره، ومستقبله في البحرين.
وقدمت الطالبة في برنامج العمارة بكلية الهندسة في الجامعة نور مخيمر، تصميماً مجسّماً للمركز الذي أسمته "أرض الخيل العربي"، وأوضحت أن المركز سيؤدي أدواراً عدة، من أهمها: حفظ التراث، وتعليم الفروسية، وإجراء السباقات، والطبابة البيطرية، وغير ذلك.
والتصميم هو مشروعها لمقرر مشروع التخرج الذي يبحث فيه الطالب إشكالية ما في اختصاصه نظرياً وعملياً، ويضع لها الحلول خلال فصل أو فصلين دراسيين.
وقالت مخيمر، التي عرضت تصميمها في معرض ومسابقة مشروعات تخرج طلبة كلية الهندسة الذي نظمته الكلية مؤخراً: "تفتقد البحرين لوجود مركز وطني لتعليم الفروسية من دون رسوم، ويفصل بين الجنسين في عملية التعليم، ويقوم في الوقت نفسه بالتعريف بالفروسية في البحرين وتاريخها وخصائص الخيل العربي البحريني".
وتابعت قائلة: "من هذا المنطلق قررت أن أصمم مركزاً للفروسية يكون بمثابة المظلة الوطنية التي تجمع الأندية، والمؤسسات، والأفراد المهتمين بالفروسية في البحرين بما يساعد على تطويرهم وتوفير المكان الملائهم للتنافس والتفاعل بعضهم مع بعض".
ونوهت الطالبة مخيمر إلى أن فوائد المركز لا تقتصر على الشأن المتعلق بالفروسية، فقد يعد وجهة عائلية، وتعليمية، وترفيهية، وثقافية يتم في إطاره إيجاد لغة متقاربة بين الخيل العربي الأصيل والإنسان.
وتكون التصميم – بحسب مخيمر- من مبنى رئيسي للإدارة، ومتحف للخيل العربي وسلالاته البحرينية، ومدرسة لتعليم الفروسية، وعيادة بيطرية، ومساحات تجارية، بالإضافة إلى مدرجات تسع 30 ألف متفرج، واسطبلات، ومسرح، ومواقف للسيارات، فضلاً عن المضمار نفسه.
وأفادت بأن مساحة المركز المقترحة تصل إلى 60 ألف متر مربع، ويقع بالقرب من نادي راشد للفروسية في المنطقة الجنوبية.
وكانت لجنة من الممتحنين في برنامج العمارة ناقشت الطالبة نور مخيمر إذ تخضع مشروعات التخرج لمرحلتين من التقييم: الأولى من جانب أساتذة برنامج العمارة، والثانية من جانب محكمين من القطاع الخاص.
واستخدمت الطالبة الكثير من الأدوات في عملية التصميم، نحو: المجسمات الفيزيائية، والأوراق، وبرامج الرسومات الهندسية والبرامج ثلاثية الأبعاد.
ولفتت إلى أن مشروعها في بعده الفني يتمحور حول عنصري الرؤية والطبيعة، مشيرة إلى أنها استخدمت نسق القلاع في عملية التصميم بالنظر ارتباط الخيول بالماضي ووجودها في القلاع تحديداً، مبينة أنها أضافت لمسات حديثة في أجزاء التصميم مثل الأسوار والأحجار.
ورداً على سؤال بشأن إمكانية تنفيذ المشروع تجارياً، قالت مخيمر: "إن المشروع يمتلك المقومات ليكون مشروعاً فعلياً على أرض الواقع حيث يحتوي مساحات خضراء تبهج النفس، ومتحفاً خاصاً بالخيل العربي يرتبط بمركز للبحث والدراسات في هذا المجال، وأكاديمية لتعليم الفروسية مفتوحة للعموم، وغير ذلك".
ومما يجدر ذكره أن معرض مشروعات التخرج الذي نظمته الكلية ضم 153 مشروعاً هندسياً لثمانية برامج في الكلية العريقة، هي: الهندسة الكهربائية، والهندسة الإلكترونية، والهندسة الكيميائية، وهندسة الأجهزة الدقيقة والتحكم في العمليات الصناعية، والهندسة الميكانيكية، والهندسة المدنية، والعمارة، والتصميم الداخلي.
وأكد عميد كلية الهندسة في جامعة البحرين الأستاذ الدكتور نادر محمد صالح البستكي، الذي افتتح معرض مشروعات التخرج وتجول في أركانه، أن مشروعات التخرج للطلبة هذا العام جاءت متينة في تصميمها، وخلاقة في أفكارها، وتميزت باتصالها بمشكلات القطاع الصناعي.