المدينة المنورة - واس
أكد مدير الجامعة الإسلامية الدكتور حاتم بن حسن المرزوقي أن خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - أمام مجلس الشورى في عامه الثاني من الدورة السابعة لامس قضايا جوهرية وحدد بوضوح منهج المملكة ورسالتها محلياً ودولياً.
وقال الدكتور المرزوقي: إنه على المستوى المحلي تأتي قضية "الأمن الفكري" في طليعة اهتمامات القيادة، ذلك أن بلادنا منذ أن تأسست على يد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - قامت على الإسلام الصحيح المعتدل والوسطي، وهذا ما أكده الخطاب "بأنه لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالاً ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال"، فقد عبّرت هذه العبارة بوضوح شديد وحازم عن استراتيجية ومنهج المملكة العربية السعودية الذي لا تحيد عنه لمواجهة الأفكار المتطرفة وحماية أبناء الوطن من كل دخيل أو باحث عن تحقيق مصالح شخصية ضيقة بدعوى الإصلاح وغيره، وأن بلادنا التي ترعى الحرمين الشريفين ستبقى دائما نموذجا رائدا في التسامح والوسطية والتعايش ونبذ التطرف والمتطرفين.
وأشار الدكتور المرزوقي إلى أن الخطاب تناول أيضا قضية مهمة تتعلق بحفظ البلاد والعباد من ظاهرة الفساد، حيث أكد العزم بحول الله وقوته على "مواجهته بعدل وحزم لتنعم بلادنا - بإذن الله - بالنهضة والتنمية التي يرجوها كل مواطن" وتطهير البلاد من هؤلاء وهم قلة قليلة أمام نزاهة الشرفاء الذين أسهموا في التنمية الوطنية بكل أشكالها حتى أصبحت بلادنا مضربا للمثل في التطور والقفزة الحضارية التي ننعم بها اليوم، مبشّرا المواطنين بما تحمله رؤية المملكة 2030 من خطط وبرامج تنموية تستهدف إعداد المملكة لمستقبل واعد.
ولفت الدكتور المرزوقي إلى الجانب الدولي في خطاب خادم الحرمين الشريفين، الذي أكد فيه عزم المملكة مواصلة دورها الإقليمي لصنع السلام، من خلال العديد من المبادرات الفعّالة، وأقرب الشواهد مشاركة العالم في أكبر 3 قمم تاريخية أقيمت هذا العام في المملكة لصنع السلام وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وكان من ثمار هذا الجهد المبارك إنشاء مركز "اعتدال" للتصدي للإرهاب وتجفيف منابعه.
وتحدث الدكتور المرزوقي عن قضية أزلية وردت في خطاب الملك التي تضعها المملكة العربية السعودية في طليعة أولوياتها عبر التاريخ، وهي القضية الفلسطينية، التي هي ضمير العالم الإنساني اليوم، حيث أكد الخطاب السامي على الحل السياسي للخروج من أزمات المنطقة وحل قضاياها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة بما في ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وعبر خادم الحرمين الشريفين عن "استنكار المملكة وأسفها الشديد للقرار الأمريكي بشأن القدس لما يمثله من انحياز كبير ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس التي كفلتها القرارات الدولية".
وفي ختام تصريحه سأل الله تعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، ويكلل مساعيه بالتوفيق والسداد، وأن يحفظ سمو ولي عهده الأمين، وأن يبارك الله تعالى في كل جهد مخلص من أجل رفعة الوطن وتقدمه.