طولكرم ـ وفا
أكد المتحدثون في المؤتمر الدولي الثاني للزيتون في فلسطين الذي افتتحت أعماله، اليوم الاثنين، في حرم جامعة فلسطين التقنية خضوري بطولكرم، على ضرورة بذل الجهود لدعم قطاع الزيتون الذي يتعرض لتدمير من قبل الاحتلال ومستوطنيه. وعقد المؤتمر بتنظيم من جامعة خضوري بالشراكة مع مركز البحوث الزراعية (وزارة الزراعة)، وبرنامج من الحقل إلى السوق (اوكسفام)، والمجلس الثقافي البريطاني. وقال وزير الزراعة المهندس وليد عساف، إن الاحتلال ومنذ عام 1967 نجح في جعل قطاع الزراعة ليس ذا جدوى، ورغم تخصيص وزارة الزراعة لعشرات ملايين الدولارات من أجل دعمه وتطويره إلا أنه لغاية اللحظة ما زال يتراجع باستمرار، وانخفض إنتاج زيت الزيتون وجودته بشكل كبير جداً نتيجة إجراءات الاحتلال. وأضاف أن جدار الفصل العنصري اقتطع 400 ألف شجرة زيتون، وهنالك 200 ألف دونم لأشجار الزيتون محاطة بجدار الفصل العنصري لا يستطيع أصحابها الوصول إليها إلا بتصاريح، وخلال هذا العام اقتلع وحرق المستوطنون 6000 شجرة معمرة للزيتون. وأشار إلى أن زيت الزيتون ومنذ أربع سنوات يباع بسعر التكلفة، وتعمل عشرات المؤسسات لتسويق زيت الزيتون ويرصد المانحون عشرات الملايين لذلك، وأضاف إذا أردنا قياس الأفعال بالنتائج، لا زلنا حتى الآن لم ننجح في إيجاد تسويق منتظم ومستقر لزيت الزيتون، مما دفع الكثير من المزارعين إلى العزوف عن هذه المهنة . ودعا عساف جمهور الشباب العودة إلى الزراعة كونها مجدية من الناحية الاقتصادية حيث أن خمسة دونمات من زراعة الجوافا على سبيل المثال يمكنها أن تحقق دخلاً مميزا. وتطرق إلى الخطة الإستراتيجية لوزارة الزراعة وكيف يمكن أن نعيد الناس إلى حقول الزيتون، وكيف نجعل الزراعة ذات جدوى بحيث تدر دخلاً جيداً على جمهور المزارعين، مؤكداً أن نتائج هذا المؤتمر ستكون جزءاً مهما للوصول إلى وضع خطة إستراتيجية مناسبة لقطاع الزيتون، تضمن تسويق منتجات الزيتون بشكل وجيد ومناسب . ونقل القائم بأعمال شؤون محافظة طولكرم جمال سعيد تحيات الرئيس محمود عباس والحكومة ومباركتها لعقد هذا المؤتمر الهام الذي يعقد في حرم جامعة خضوري، والذي يسلط الضوء على شجرة الزيتون المباركة التي تشكل عنواناً للصمود والمقاومة والتاريخ لأبناء شعبنا . وأوضح مدير مركز الأبحاث التقنية والتطبيقية في الجامعة رئيس المؤتمر مازن السلمان، أن هذا المؤتمر سيعمل على تسليط الأضواء على شجرة الزيتون ومنتجاتها، وجمع الباحثين والمزارعين وجميع العاملين والمختصين في مجال الزيت والزيتون لتبادل نتائج البحوث العلمية والحقلية، وتعزيز كافة الجهود لتطوير، وتحسين الإنتاج ونشر نتائج البحوث والتجارب الزراعية وعرضها على أكبر شريحة من المهتمين، مشيراً أن المؤتمر سيعزز الحوار بين الباحثين ومديري البحوث لتحديد الاحتياجات المستقبلية من أجل وضع سياسات فعالة والمساهمة في صنع القرار. ونوه إلى أن المؤتمر سيكون فرصة فريدة لرجال الأعمال والمستثمرين والجهات الحكومية وغير الحكومية لدعم المشاريع القومية التطويرية في مجال الزيت والزيتون. وأكد رئيس الجامعة مروان عورتاني، أن هذا المؤتمر يسلط الضوء على قطاع الزيتون ومنتجاته على كافة المستويات وخاصة التاريخية، والاقتصادية، والسياحية، لافتاً إلى أن خضوري تعد أول مؤسسة في الوطن والمنطقة العربية في المجال الزراعي والتي تأسست عام 1930، تنظم مثل هذا المؤتمر بعد النجاح المميز للمؤتمر الأول، مشيراً إلى أن الجامعة تدرس إمكانية دعم البحث العلمي لطلبة الجامعة وبالذات في مشاريع التخرج. وألقى موسى الربعي كلمة 'اوكسفام ' ركز فيها على أهمية دعم المزارع الفلسطيني كونه يبذل جهوداً مضنية من أجل تطوير وتنمية هذا القطاع، وبالتالي رفع مستوى معيشته والمحافظة على أرضه من خطر التهويد والمصادرة، مؤكداً على أهمية تطوير وتدريب كوادر المزارعين من الناحية الفنية والإدارية. واستعرض مراحل التخطيط والتنفيذ والمساندة في تطوير وبناء قطاع الزيتون من قبل 'اوكسفام'، مؤكداً ضرورة التعاون الشامل بين كافة الجهات ذات الاختصاص من أجل النهوض بالقطاع الزراعي . وأكد ضرورة بناء علاقات صحية ما بين الشركاء الفاعلين والرئيسيين في هذا المجال وكيفية مقاومة التغيرات المناخية والآفات الزراعية التي كان لها تأثير سلبي على مستوى إنتاجية ونوعية الزيتون. وتخلل المؤتمر الذي شارك فيه عدد من الخبراء والمختصين في شجرة الزيتون من مختلف دول العالم، افتتاح معرض الزيتون في حرم الجامعة الذي تضمن العديد من المنتجات الزراعية الطبيعية كالعسل والصابون وزيت الزيتون، علماً أن فعاليات المؤتمر ستستمر يومين.