بيروت ـ ننا
حاضر رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين في نادي الشقيف في النبطية بعنوان "المواطنة والجامعة اللبنانية"، في اطار الاحتفالات باليوبيل الذهبي لجمعية نادي الشقيف في النبطية وبدعوة من النادي وهيئة تكريم العطاء المميز في محافظة النبطية، في قاعة عادل صباح في نادي الشقيف - النبطية، في حضور النائبين ياسين جابر وعبداللطيف الزين، الرئيس الاول لمحاكم النبطية القاضي برنار شويري، عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي سرحان سرحان رؤساء الاندية والجمعيات ومدراء الفروع في الجامعة في النبطية وفاعليات تربوية وثقافية واجتماعية وطبية ونسائية. افتتاحا النشيد الوطني ثم كلمة لعضو أمانتي الشؤون الثقافية في نادي الشقيف وهيئة تكريم العطاء المميز ابراهيم فقيه. ثم شكر السيد حسين لنادي الشقيف تكريمه، وقال: "أول ما يخطر على بالي في النبطية المقاومة، ولا يمكن ان نفصل بين الوطنية والمقاومة. صحيح ان المواطنة مسألة أشمل من الوطنية، لكن الوطنية التي تعني هذا الشعور بالدفاع عن الوطن تدفعنا للاعتراف بفضل هذه المدينة وجوارها المقاوم من البلدات والقرى في دحر العدوان الاسرائيلي، لذلك أقول شرقوا العرب أو غربوا سيكتشفون يوما ان كل أزماتنا ترتبط بشكل او بآخر بالصراع العربي الاسرائيلي، ويشرف جبل عامل ان تكون شعلة المقاومة من هنا". وتابع: "لا أغالي اذا قلت ان مجتمعنا العربي عموما بعيد عن فكرة المواطنة عندما ابتلى بالعصبية التي تحدث عنها عبدالرحمن ابن خلدون في القرن الخامس عشر الميلادي، هذه العصبية تتفجر اليوم شظايا مدمرة في بلاد العرب، ولا أغالي اذا قلت ان افريقيا جنوب الصحراء اقتربت من الفطرة المواطنة اكثر منا بنسب معينة. كنا نراهن منذ سنة 1800 على الدور المصري مع محمد علي الكبير وصولا الى جمال عبد الناصر الا ان هذه التجربة لم تستأنف ومصر الان في تحول نرجو لها ان تعيد مسارها كدولة مدنية، كدولة للشعب المصري لا للجماعات المصرية ويمكن حينها ان تعود الرافعة العربية من جديد". ورأى أن "المؤسف في هذا الزمن ان رابطة الوطنية التي يجب ان تجمع ابناء كل بلد عربي تراجعت وبعضها سقط تحت وطأة الصوملة التي هي نقيض الوطنية والمواطنة". وقال: "اليوم نحن في بلادنا العربية بدون مظلتين اساسيتين، مظلة المواطنة ومظلة العروبة الجامعة ، العروبة بما تعني من انتماء قومي، والقومية ليست شعارا فقط ، القومية هي ولاء وانتماء وبالتالي يصعب ان نعيش في استقرار بدون هاتين المظلتين ، نحن الان في مرحلة تحول خطيرة نرجو ان تمر بدون هذه الضحايا وهذا الدمار والخراب. والمواطنة ليست فقط شعورا عاطفيا، الوطنية يمكن ان نجملها في هذا المفهوم، أما المواطنة فهي عملية انتظام كامل للمواطنين في كنف دولة ترعى حقوقهم وواجباتهم على قاعدة المساواة بين مواطنين وليس بين افراد ، نحن اليوم في مرحلة الافراد وفي مرحلة الجماعات ما دون الجماعة الوطنية الكبرى". أضاف: "نحن اليوم نشرع ثم لا نطبق التشريع تحت عنوان الظروف الاستثنائية ، والظروف الاستثنائية تعني عندنا مرة باسم العيش المشترك ، ومرة باسم تجنب حرب اهلية ، ومرة باسم الاسراع في انجاز بعض المشاريع او معاملات او غير ذلك. لا مواطنة بدون بعد مدني ومساواة امام القانون ولا مواطنة بدون بعد سياسي من المشاركة في الاقتراع العام والانخراط في الاحزاب السياسية والمشاركة في الحياة السياسية موالاة او معارضة ، لا مواطنة بدون بعد اقتصادي اي مشاركة المواطنين في نصيب عادل من الثروة الوطنية التي هي لكل الناس في بلد ما وفي دولة ما ، لا مواطنة بدون البعد الاجتماعي وهو المساواة بين الرجل والمرأة وهذه نقطة مهمة للمرأة كي تناضل مع الرجل ، يجب المساواة بين المرأة والرجل انسانيا واجتماعيا من حق العمل والعلم والتثقف، وفي بلادنا هذا الموضوع غير مكتمل وفي بلاد العرب الوضع سيء جدا ولا يحتمل ثم ندعي الديموقراطية، والديموقراطية ثقافة قبل الانتخابات ، لا مواطنة بدون دولة قومية حديثة، دولة الجماعة الشعبية التي تضم مواطنين متساوين". واشار الى ان "الاستقرار الاجتماعي والمجتمعي لا يكون الا من خلال المواطنة، بالجغرافيا السياسية، نحلم نحن باستقرار لبنان، هذا وهم وسوريا تدمر بهذه الطريقة لا يمكن، هناك ربط عضوي مادي بين الازمة السورية بكل تفاصيلها وبين الواقع اللبناني". وتحدث السيد حسين عن الجامعة اللبنانية فقال: "تضم اليوم 74000 طالب و49 فرعا و16 كلية و3 معاهد عليا للدكتوراة و5 الاف استاذ ونيف و3 الاف موظف واجير ومدرب ومجموع هؤلاء يشكل 83 الف بشري مما يساوي حجم القوات المسلحة كلها وربما يزيد، لكن يمكن ان نضع مجموعة متطلبات لا بد من تحصيلها اولا على الجامعة وهذا ما نسعى اليه وقد نجحنا الى حد ما في منع مشكلات الشارع في ان تدخل الى الجامعة لانه اذا دخلت مشكلات الشارع الى الجامعة وصارت الجامعة كالشارع فعلى الجامعة السلام". ثم وقع السيد حسين كتابه الجديد "المواطنة... اسسها وابعادها"، وتسلم درعا تقديرية من رئيس "هيئة تكريم العطاء المميز" في محافظة النبطية الدكتور مصطفى بدر الدين وامين الشؤون الثقافية في نادي الشقيف الدكتور علي وهبي.