دبي - وائل نعيم -ورحاب حلاوة
عزز إنشاء معهد كونفوشيوس لتعليم اللغة الصينية في جامعتي زايد ودبي العلاقات الأكاديمية بين الإمارات والصين، ويقدم المعهد عدداً من الخدمات للدارسين، تتمثل في تعليم اللغة الصينية عبر الإنترنت وتدريب المعلمين وتوفير الكتب الدراسية وإعطائهم نبذة عن تاريخ جمهورية الصين وأهم الملامح الثقافية والسياحية بها والعلاقات التجارية بينها وبين دولة الإمارات.
تأسيس
وفي جامعة دبي تأسس معهد كونفوشيوس لتعليم اللغة الصينية عام 2010، وجاء إنشاء المعهد في إطار تعزيز العلاقات الأكاديمية والتعليمية ما بين جمهورية الصين الشعبية ودولة الإمارات، وللترويج لتعلم اللغة الصينية وآدابها بهدف تعضيد ثقافة التفاهم والتواصل المشترك بين الدولتين، وبلغ عدد خريجي المعهد منذ تأسيسه حتى الآن أكثر من ألف دارس جاؤوا من مختلف الجهات الحكومية، ليتعلموا اللغة الصينية، فيما بلغ عدد الدارسين المسجلين في المعهد في العام الماضي 277 دارساً.
ويعتبر معهد كونفوشيوس بجامعة دبي مركز اختبار لمستوى اللغة الصينية، حيث وصل عدد المشاركين في الاختبار في عام 2017 إلى 100 شخص، وسيصل العدد إلى 200 في 2018.
وقال الدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي: إن الجامعة قامت بتأسيس معهد كونفوشيوس لتلبية احتياجات الكثيرين من مختلف الأقطار والمناطق لتعلم اللغة الصينية وثقافتها وتقوية العلاقات التعليمية والثقافية مع جمهورية الصين، والسعي نحو تبادل ثقافي فعال وإيجابي لتوطيد العلاقات مع الدول الأخرى للوصول إلى عالم متجانس ومتعدد الثقافات والأقطاب، وتم تزويد المعهد بأحدث المختبرات والتجهيزات التعليمية التي من شأنها أن تساعد الطلبة على دراسة اللغة الصينية، التي تقدم في 5 مستويات لمختلف الأعمار مع الأخذ في الاعتبار أن مواعيد الدراسة مناسبة للطلبة والتي عادة تكون في فترات المساء أو في نهاية الأسبوع للموظفين.
ويعتبر معهد كونفوشيوس في جامعة دبي مؤسسة تعليمية غير ربحية تهدف لتقديم فرص حقيقية ومناسبة للطلبة وأصحاب الأعمال على حد سواء لتعلم اللغة الصينية وآدابها وفي الأوقات التي تناسبهم، وتأسس المعهد بالشراكة بين جامعتي دبي ونينغشيا، تلبية لحاجات الراغبين في دراسة اللغة الصينية، وتعزيزاً لمعرفة الشعب الإماراتي بالثقافة الصينية العريقة، وتطويراً للتبادل في مجال التعليم والثقافة، إلى جانب تقوية للعلاقة الصينية والإماراتية، مما يجعله جسرا للتعاون في التعليم والثقافة بين البلدين.
وكما هو معروف فإن اسم المعهد مأخوذ من اسم الفيلسوف والمفكر الصيني كونفوشيوس والذي عاش في الفترة ما بين سنة 551 - 479 قبل الميلاد.
تبادل تعليمي وثقافي
وينظم معهد كونفوشيوس في جامعة دبي العديد من أنشطة التبادل التعليمي والثقافي وأنماط ثقافية مبتكرة كل عام، بما في ذلك الصينية وتتضمن: مسابقة المواهب، والمخيمات الصيفية وزيارة الصين، واحتفالات رأس السنة الجديدة الصينية، وأنشطة يوم الدولي في المدارس الابتدائية والثانوية، وتم الترحيب بحدث الخبرة الثقافية الصينية من قبل جميع قطاعات مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي مارس 2018 قام وفد إدارة جامعة دبي بزيارة إلى الصين للدراسة في مقر معهد كونفوشيوس الصيني في جامعة بكين، وجامعة نينغشيا، بما يدعم تبادل الخبرات الأكاديمية والتعاون مع الصين.
وقدم المعهد خدماته في تعليم ودراسة اللغة الصينية إلى العديد من الجهات الحكومية في دبي. كما وقع المعهد اتفاقية تعاون مع جامعة باريس السوربون في أبوظبي وإحدى المدارس الفرنسية الدولية.
تنسيق
وفي 9 أبريل الماضي زار وفد من جامعة دبي جمهورية الصين الشعبية لبحث مجالات التعاون العلمي والأكاديمي مع جامعات بكين ونينغشيا، والمقر الرئيسي لمعهد كونفوشيوس العالمي، وجاءت الزيارة استكمالاً لنظيرتها التي أجراها الدكتور عيسى البستكي رئيس الجامعة، حيث تم تكريمه ومنحه جائزة «التميز للعام» من قبل نائب رئيس الدولة لجمهورية الصين الشعبية لحرصه المتواصل على دعم العلاقة والتعاون بين الإمارات والصين، وتم زيارة جامعة بكين للدراسات اللغوية والثقافية والمتخصصة في تعليم اللغة الصينية لغير الناطقين بها من الطلبة الأجانب ومنهم عدد كبير من الطلبة العرب وتضم أكثر من 42 ألف طالب وطالبة بهدف التعاون بين الجامعتين يتضمن تبادل الطلبة وأعضاء الهيئات التدريسية إضافة إلى إعداد بحوث علمية وأكاديمية مشتركة، وخلال زيارة وفد جامعة دبي، لجامعة نينغشيا، تم بحث سبل تفعيل مذكرة التفاهم التي تم توقيعها من قبل بين الجامعتين وتكثيف التعاون بين الجانبين في مجالات تبادل الطلبة وأعضاء الهيئات التدريسية وإعداد البحوث العلمية المشتركة، فضلاً عن زيارة المقر الرئيسي لمعاهد كونفوشيوس العالمية لتعليم اللغة والثقافة الصينية العريقة لغير الناطقين بها والتي يصل عدد مراكزها إلى 1225 مركزاً حول العالم.
تطوير المهارات
وقد تأسس معهد كونفوشيوس بجامعة زايد في يوليو 2010 في إطار شراكة بين الجامعة وجامعة بكين للدراسات الأجنبية في الصين، والتي تربطها بدولة الإمارات العربية المتحدة صلات وطيدة، ويوجد فيها مركز للدراسات الإماراتية.
وساعد المعهد في تدريب متطوعين من دولة الإمارات عملوا في معرض شنغهاي إكسبو الذي أقيم عام 2010، ويقدم المعهد لطلبته منحاً دراسية تتراوح مدتها بين أربعة أسابيع وعام دراسي للدراسة في الصين، كما يتعاون مع جامعة بكين للدراسات الأجنبية لإقامة معسكرات هناك لتعليم اللغة الصينية للإماراتيين من سن 13 عاماً وأكثر.
وتنظر جامعة زايد إلى معاهد تعليم اللغات التي تحتضنها، ومنها معهد «كونفوشيوس»، باعتبارها مراكز ثقافية تساعد على توسيع الحوار والتفاعل الخلاق بين الشعب الإماراتي والشعوب الأخرى، فهي لا تتوقف عند تقديم مساقات لغوية تعليمية، وإنما تتيح الفرص للمواطنين والمقيمين في الدولة للتعرف على تاريخ وثقافة وعادات تلك الشعوب، وذلك عن طريق تنظيم واستضافة العديد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية والمحاضرات والندوات المفتوحة للجمهور.
جوائز
وحصدت جامعة زايد الجوائز الأولى في الدورة السابعة عشرة لمسابقة «جسر اللغة الصينية» بين الطلبة الإماراتيين الدارسين لها في جامعات مختلفة بدولة الإمارات، والتي ينظمها مجلس معاهد كونفوشيوس حول العالم «هانبان» على مستوى إقليمي في مختلف مناطق العالم، وقد أقيمت هذه المسابقة تحت رعاية معهد كونفوشيوس (هانبان)، واستضافتها سفارة جمهورية الصين الشعبية في دولة الإمارات.
وفازت طالباتها بالمركز الأول وجائزة أفضل خطاب، والمركز الثاني، وجائزة التميز، كما فاز المعلمون الصينيون بمعهد كونفوشيوس بجامعة زايد بجائزة أفضل معلم، واشتملت المسابقة على ثلاثة أجزاء: إعداد وإلقاء خطاب باللغة الصينية، أسئلة وأجوبة في اللغة والثقافة الصينية، وعرض المواهب الصينية.
واستضاف المعهد أمسيات فنية لفرقة «سانكسين» الطلابية بجامعة بكين للدراسات الأجنبية، في حرمي الجامعة بأبوظبي ودبي.