رام الله ـ وفا
افتتح معهد الدراسات البيئية والمائية في جامعة بيرزيت اليوم الأربعاء، منتدى المياه الفلسطيني الأول تحت عنوان 'رابطة المياه والطاقة'، بحضور رئيس سلطة الطاقة عمر كتانة، وسفير فلسطين في هولندا نبيل أبو زنيد، وممثلين عن القطاعات العاملة في مجالي المياه والطاقة الفلسطينية والهولندية.
وقال مدير معهد الدراسات البيئية والمائية د. ماهر أبو ماضي في افتتاح فعاليات المنتدى: 'يهدف المنتدى إلى تعزيز العلاقة بين البحث العلمي وصناعة القرار، فيما يخص أولويات واحتياجات قطاع المياه الفلسطيني، مع التركيز على المياه والطاقة ومشاركة القطاع الخاص، كما سيفتح المجال أمام جميع المشاركين لمناقشة الفرص والعوائق المتعلقة بقطاع المياه'.
من جهته، شكر رئيس الجامعة د. خليل هندي، الحضور على مشاركتهم في فعاليات المنتدى، الذي يتزامن مع احتفال المعهد بعشرين عاما من التعاون المستدام في حقلي المياه والبيئة بين جامعة بيرزيت والمؤسسات الأكاديمية والبحثية الهولندية.
وقال: 'تأتي أهمية المنتدى من أن بلدان الشرق الأوسط بشكل عام، وفلسطين بشكل خاص، تعاني من شح المياه مع تزايد الطلب عليها، إضافة إلى أن مصادر المياه الفلسطينية كلها خاضعة للاحتلال'.
أما السفير أبو زنيد، فتحدث عن دوره في تعزيز العلاقات الهولندية- الفلسطينية، وخاصة التي تتعلق بالاتفاقيات الأكاديمية وتبادل الخبرات والتشبيك بين الجامعات في البلدين، لا سيما في مجال المياه.
واستعرض رئيس التعاون في مكتب الممثلية الهولندية لدى فلسطين جيرت كامبمان، التعاون الفلسطيني- الهولندي في مجالات المياه تحديدًا، التي كان أولها في جامعة بيرزيت، وحاليّا مشروع تطوير أنابيب ومضخات المياه في بيت لحم'.
وأضاف أن المنتدى يهدف إلى تحديد التحديات التي تواجه مجال المياه، للخروج بحلول خلاقة وقابلة للتطبيق'، داعيا إلى تقديم طلبات للمنحة الهولندية المستدامة التي تختص في مشاريع المياه.
من جانبه، طرح المدير العام للشؤون الفنية في سلطة المياه المهندس حازم كتاني، أهم المشاكل التي يواجهها قطاع المياه في فلسطين، وعلى رأسها سيطرة الاحتلال على مصادرها وإعاقة دخول المعدات التي يحتاجونها في العمل وعرقلة إنشاء محطات التنقية، والمشاكل المتعلقة في الصرف الصحي'، متمنيًا أن يساهم المنتدى في وضع أجندة وطنية على أساس البحث العلمي من أجل حل بعض هذه القضايا.
وأكد مدير الشراكة العالمية في مجال تعليم المياه والبحوث فيم دوفين، على الشراكة الوثيقة مع معهد الدراسات البيئية والمائية، وعلى أهمية المشاريع المشتركة بين الجامعات الفلسطينية ونظيرتها في هولندا وغيرها.
وعرّفت مديرة برنامج التعاون الأكاديمي الهولندي الفلسطيني في مجال المياه ارينه فان در مولن، بهذا البرنامج وأهميته، واستعرضت ما يتضمنه من أبحاث ومشاريع مشتركة، ومنح وفرص تبادل، إلى جانب العمل الوثيق مع القطاع الخاص.
واختتم الجلسة الافتتاحية رئيس سلطة الطاقة كتانة، الذي أعلن على لسان رئيس الوزراء رامي الحمد الله، مصادقة الرئيس محمود عباس على قانون المياه العام.
وتحدث كتانة حول التنافس الإيجابي بين قطاعي المياه والطاقة، داعيًا لاستخدام الطاقة المتجددة وخاصة الشمسية منها، لأنها محمية من مصادرة الاحتلال.
وقال إن شح الكهرباء في قطاع غزة أدى إلى نتائج خطيرة ومباشرة على المياه، التي أصبحت ملوثة بنسب عالية، حذرت منها مؤسسات دولية في تقاريرها.
وأضاف أن 'مقياس نجاح المنتدى يتمحور حول مناقشته لثلاثة محاور: أولها كيف نخرج بحلول لقضية المياه في فلسطين، وكيف نحدد دور القطاع الخاص في ذلك، وما هو دور الجامعات ومؤسسات البحث العلمي في رفد الحكومة الفلسطينية بكل ما تحتاجه في مجال المياه، داعيًا الممولين 'لمساعدتنا في منع الاحتلال من استغلال مصادرنا الطبيعية ومواردنا'.
وكان محور الجلسة الأولى المياه والطاقة، وطرحت أسئلة حول إمكانية أن تحل الطاقة المتجددة أزمة الطاقة في غزة، ومصادر الطاقة في المستقبل لمعالجة المياه العادمة ومحطات التنقية، وغيرها من الأسئلة الأخرى.
وأدار الجلسة مدير عام مصلحة مياه بلديات الساحل منذر شبلاق، وتحدث فيها كل من كتانة، ومروان بردويل من مصلحة المياه في غزة، ومدير مكتب البنك الألماني للتنمية الإقليمي توماس ايزنباخ، وباولو كورادي من مكتب ممثلية الاتحاد الأوروبي، والأستاذ في جامعة بيرزيت د. راشد السعد.
أما الجلسة الثانية، فتناولت مساهمة القطاع الخاص في دعم قطاع المياه، وطرحت العديد من الأسئلة حول دور الحكومة في توفير بيئة لمساهمة إيجابية من قبل القطاع الخاص، والفرص الموجودة في المستقبل لشراكة بين القطاعين العام والخاص، وكيف يمكن للمولين تيسير مشاركة القطاع الخاصة.
وافتتح الجلسة الرئيس التنفيذي لمجموعة باديكو سمير حليلة، ورئيس مصلحة مياه محافظة القدس، رئيس اتحاد مقدمي خدمات المياه في فلسطين عبد الخالق كرمي، وأدار الجلسة البروفيسور في الريادة في الدول الناشئة ماينه بيتر فان دايك من كلية ماسترخت للإدارة في هولندا، وتحدث فيها كل من مدير عام وحدة التنسيق الدولي في مصلحة المياه يوسف عويص، والخبير في البنية التحتية من البنك الدولي إياد رمال، والرئيس التنفيذي لشركة النسر للكهرباء والميكانيك محمد حجازي، والمستشار في GIZ رامز التيتي.
وتمحورت الجلسة الثالثة والأخيرة، التي ركزت على إيجاد أجندة وطنية للبحوث، حول مواءمة مبادرات المؤسسات الأكاديمية والباحثين مع احتياجات قطاع المياه، ومواضيع الأبحاث التي يحتاجها القطاع، والدروس المستفادة من العشرين سنة السابقة.
وافتتح الجلسة مدير عام البحث والتطوير في مصلحة المياه صبحي حمدان، وأدارها الوكيل المساعد لشؤون التعليم العالي فاهوم شلبي. وتحدث في الجلسة صبحي حمدان، ومدير عام جمعية الهيدرولوجيين الفلسطينيين عبد الرحمن التميمي، ومدير معهد الدراسات البيئية والمائية في جامعة النجاح مروان حداد، والأستاذ في جامعة بيرزيت نضال محمود، والأستاذ في جامعة القدس عامر مرعي، والأستاذ من جامعة فلسطين التقنية- خضوري مازن سلمان.
وعلى هامش المنتدى، كرم معهد الدراسات البيئية والمائية في جامعة بيرزيت عددًا من المؤسسات والشخصيات التي ساهمت بشكل مباشر في مشاريع المياه والطاقة، وتركت بصمة في هذين القطاعين.