مكة المكرمة ـ العرب اليوم
يجري تقييم الجامعات الاثنين بحسب عدد براءات الاختراع التي تملكها، وعدد المنتجات التقنية لدى الجامعة التي استطاعت تطويرها، وعدد الشركات الناشئة التي انطلقت منها. ومن هذه الرؤية، أطلقت جامعة أم القرى بمكة المكرمة برنامجا لاستقطاب رياديي الأعمال الشباب لتطوير أفكارهم وبدء العمل عليها بوصفها مشاريع تجارية. معهد الإبداع وريادة الأعمال بجامعة أم القرى، كان المحتضن والراعي لبرنامج «مسرع الأعمال» بوصفه منصة لجذب ذوي الفكر الريادي لمشاريع تجارية بإمكانها الانطلاق في سوق الأعمال السعودي والعالمي، بحيث يقوم البرنامج بتأهيل المنتسبين له من رواد الأعمال وتمكينهم من تحويل أفكارهم إلى شركات قائمة في أسرع وقت وبكفاءة ونسبة نجاح عالية وبأقل نسبة مخاطرة، عبر تمرير خبرات رواد الأعمال الحاليين في السوق إلى المنتسبين للبرنامج للمساهمة في تحويل أفكارهم إلى خطط عمل محكمة من شأنها فتح عالم الأعمال لأصحابها وبالتالي دخولهم السوق التجارية باحترافية. ويهدف البرنامج بشكل أساسي لتفعيل دور الشباب في تعزيز الاقتصاد الوطني السعودي وتنويعه، وإيصال مشاريعهم إلى العالمية، علاوة على أهداف غير مباشرة ترمي إلى رفع نسبة الوعي العالمي بمخرجات السوق المحلية، وجذب المزيد من الاستثمارات ورؤوس الأموال الأجنبية نحو السعودية. يقول الدكتور خالد المطرفي، عميد معهد الإبداع وريادة الأعمال بجامعة أم القرى: «كرائد أعمال، يمكنك تحويل فكرتك إلى مشروع وتجهيز خطة عمل، والانتقال إلى مرحلة الإنتاج، لتتخرج من البرنامج وبحوزتك الفكر الريادي والمفاتيح الاحترافية لجذب المستثمرين إلى مشروعك، بالإضافة إلى الوسائل الأساسية الحديثة لولوج السوق وطرق الوصول للمستهلك.. كون المعهد يهدف إلى تعزيز الإبداع واحتضان الأفكار الجديدة القابلة للتطبيق». فيما أوضح الدكتور نبيل كوشك، وكيل الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي، أن شباب الأعمال من ذوي الفكر، ممن لديهم مشاريع متميزة أو أفكار نيرة، يمكنهم الآن الاستفادة من هذا البرنامج المكثف لغرس مفاهيم ريادة الأعمال بمعاييرها العالمية لديهم، وتطوير مهاراتهم الفكرية والإبداعية عبر ورشات عمل خاصة، لتسريع المفاهيم الريادية للأعمال التجارية. فكرة تسريع الأعمال تعتبر فكرة عالمية طرحت من قبل، إلا أن ما يميز برنامج «مسرع الأعمال» الخاص بمعهد الإبداع وريادة الأعمال بجامعة أم القرى أن المشرفين عليه ومن قام بالدراسة والتخطيط والتنفيذ هم رياديو أعمال ذوو خبرة طويلة في عالم الأعمال، مما يجعلهم قادرين على تأهيل المنتسبين للبرنامج وإثراء عقولهم بالمعلومات اللازمة لتمكنهم من الوقوف على فكر ريادة الأعمال العالمي. ومن خلال الدراسات التي أقيمت على حاضنات الأعمال بالسعودية، تم اكتشاف فرص بالإمكان تحسينها ومن ثم تطويرها بشكل يتماشى مع سياسات الجامعة فيما يختص بالإبداع المعرفي، بالإضافة لفرص تفعيل دور المعهد الريادي في احتضان أفكار الشباب السعودي وصقلها من خلال ورشات عمل مكثفة بطرق علمية صحيحة وتأهيلها والارتقاء بها للمعايير العالمية. ويحوي معهد الإبداع والابتكار حاضنات أعمال مجهزة لرواد الأعمال الشباب، التي توفر تسهيلات الوصول للدعم المالي وتقديم الاستشارات الإدارية والتسويقية، ونقل وتوطين التقنية لا سيما فيما يخدم مناسك الحج والعمرة بمكة المكرمة. وفي لقاء خاص مع «الشرق الأوسط»، أشار أسامة بكر نتو، مدير برنامج «مسرع الأعمال»، إلى أن الوعي العام عن ريادة الأعمال في السعودية والفكر السائد هو أن أي صاحب عمل تجاري هو رائد أعمال، وهو، على حد قوله، مفهوم خاطئ، لأن ريادة الأعمال محصورة في إطار الابتكار أو التطوير أو سد احتياج في السوق. يقول أسامة نتو: «كثيرون يحصلون على امتيازات تجارية أو ينشئون مشاريع موجودة أصلا، ويقومون بنسخها وعمل مشاريع مشابهة وبأسماء وشعارات مختلفة، وهذه ليست ريادة أعمال وإنما تجارة أو مشاريع عادية.. مفهوم ريادة الأعمال يطلق على المشاريع ذات الأفكار المبتكرة التي ترتقي للمعايير العالمية، أو أفكار تطويرية لمشاريع حالية بحيث تكون تلك الأفكار إضافة كبيرة للمشاريع الحالية وتحدث تغييرا أو فرقا كبيرين». وحول فكرة «مسرع الأعمال» في تعريفه، فهي «فكرة تبعد عن التنظير، فقط تنظر للجانب العملي والتطبيقي لريادة الأعمال، وتهدف لتخريج جيل من المفكرين لصناعة الشركات وليس فقط تأسيس الأعمال». ويضيف: «ليست كل الأفكار قابلة للتطبيق، لأن هناك أفكارا ضخمة في مضمونها وتنفيذها وتحتاج إلى رؤوس أموال طائلة مما يجعل إخراجها للسوق شبه مستحيل، ولكن معظم الأفكار التي وردتنا لـ(مسرع الأعمال) كانت في إطار المسموح به، من حيث تقنينها وتطويرها لتصبح مشروعا استثماريا جاهزا للتطبيق ولدخول سوق الأعمال باحترافية». وعند سؤاله عن اختيار مكة المكرمة لانطلاق «مسرع الأعمال»، بين مدير البرنامج أن «روح الريادة الموجودة في شباب وشابات مكة المكرمة، مهبط الوحي، قادرة على أن تبتكر أفكارا لمشاريع ريادية، لذا كان هدفنا أن نبدأ من مكة، ثم ننطلق بالبرنامج وشبابه إلى العالمية». وبلغة الأرقام، بلغ عدد المتقدمين للبرنامج في دورتيه الحالية والمقبلة في سبتمبر (أيلول) المقبل 117 شخصا، يحملون الشغف في إثراء أفكارهم وتطوير مخترعاتهم لمشروعات تجارية. ورشحت في الدورة الأولى المقامة حاليا 45 فكرة، قبل منها 23 مشروعا لتسريع العمل عليه. وتعادلت الكفة في جنس المتقدمين للمشروعات الريادية بنحو 50 في المائة من الذكور و50 من الإناث، في مشاريع تقنية وجوانب حياتية أخرى، ومنها مشروع لتصميم الثياب من خلال تقنية التصوير ثلاثي الأبعاد، ومشروع إعادة تدوير غازات المصانع، واختراع آلة طي الملابس وكيها آليا.