الدوحة - قنا
احتفلت كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر بيوم اللغة العربية العالمي الذي يوافق الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، وهو اليوم الذي أقرته هيئة الامم المتحدة عام 2012، ضمن احتفائها بلغات العمل الست في هذه المنظمة؛ اعترافا بدور اللغة العربية ومكانتها وتقديرا للمجتمعات الناطقة بها.
وقال الدكتور حسن الدرهم رئيس جامعة قطر في كلمته الافتتاحية، إن الاستثمار في الانسان وهويته يشكل أولوية تدركها دولة قطر كما يتبدى في رؤيتها لتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على هوية المجتمع القطري في ظل تيارات العولمة التي تسعى لطمس البصمات المميزة للشعوب، وهو ما تدركه مؤسساتنا الاكاديمية ممثلة في جامعة قطر التي تسعى جاهدة لتجسيد هذه الرؤية على أرض الواقع.
وأضاف أن جامعة قطر تحملت منذ وقت مبكر مسؤوليتها في الحفاظ على اللغة العربية ودعمها وتهيئة المجال لنشرها على نطاق واسع، فنظمت العديد من المؤتمرات وورش العمل التي قدمت دراسات نظرية وتطبيقية حول سبل دعم لغتنا وآليات تجاوز إشكاليات اللحظة الراهنة التي يرى البعض أن موقع اللغة العربية فيها موقع متراجع مقارنة بلغات عالمية أخرى، مؤكدا ان المؤتمرات العلمية التي نظمها قسم اللغة العربية في السنوات الماضية حاولت جاهدة أن تنفض الغبار عن هذه اللغة بتقديم رؤى عصرية تواكب الطرائق الحديثة لتدريس اللغات.
وأشار إلى أن مؤتمر “السياسات اللغوية في الوطن العربي: واقع وآفاق” الذي ستنظمه كلية الآداب والعلوم في ابريل القادم، خطوة أخرى جادة تعزز وتدعم ما قيم به في سبيل النهوض بهذه اللغة، مضيفا ان الحديث عن ازمة اللغة العربية محاولة لزيادة الوعي بملابسات الوضع الراهن للغة الضاد، وسبيلا لتبني مجموعة من المبادرات والاجراءات التي تهتم في دعم موقع اللغة العربية بين اللغات العالمية.
ولفت الدرهم إلى أن التحديات التي تواجه اللغة العربية في الوقت الراهن جمة تقف خلفها تراكمات سياسية واجتماعية وتاريخية وثقافية، لعل ابرز هذه التحديات الدعوات التي تتعالى من حين لآخر داعية الى ضرورة التخلي عن استخدام اللغة العربية واستبدالها باللغات الاجنبية، بوصف هذه اللغات هي الأدوات الضرورية لمسايرة التقدم الحضاري والتطور في مجالات العلوم المختلفة، وبوصف اللغة العربية صنوا للتراث القابع في الماضي وغير المساير لما يشهده العالم من ثورات معرفية وتكنولوجية.
وأكد الدرهم أن دولة قطر ظلت داعمة لكل الجهود التي من شأنها خدمة اللغة العربية ونشرها حية عبر العالم سواء تعلق الامر برعاية الفضائيات الاعلامية الناطقة باللغة العربية الفصحى أو بإنشاء مشاريع لتأليف المعاجم المتخصصة أو بتأسيس ودعم المنظمات العالمية الساعية للنهوض باللغة العربية وتشجيع ومباركة الكثير من المبادرات المختلفة في هذا الشأن.
ونوه رئيس جامعة قطر بحرص الجامعة على خدمة اللغة العربية ونشرها على نطاق واسع.. مشيرا الى أن الجامعة أدركت في السنوات الماضية حجم التحديات التي تواجه لغة الضاد واتخذت خطوات واسعة نحو تعزيز مكانتها والمساهمة بفاعلية في نشرها، من أبرز هذه الخطوات اعتماد اللغة العربية لغة رسمية للتدريس في معظم التخصصات في الجامعة ادراكا من الجامعة مسؤوليتها في الحفاظ على الهوية الوطنية والقومية، ودعم المؤتمرات العلمية ذات النوازع التجديدية في مجال اللغة العربية، وفرض اللغة العربية كمقرر إجباري على كل طالب يدرس في جامعة قطر أيا كان تخصصه أو جنسيته، إضافة الى إقرار تحول برنامج اللغة العربية لغير الناطقين بها الى مركز متعدد الوحدات.