عجمان ـ وام
خاض فريق مكون من خمسة طلاب من كلية الهندسة بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا مضمار التحدي من خلال مشروع يستهدف الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بعنوان "هدية الاستقلالية".
ويهدف المشروع - الذي جاء كمبادرة لخدمة المجتمع وتسخيرا للهندسة في مجال المبادرات الإنسانية - إلى دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع عن طريق تدريبهم وتزويدهم بأحدث الأدوات والمعدات التي تسهل إنجاز الأعمال الحياتية اليومية.
ويتكون فريق العمل من ثلاثة طلاب من قسم الهندسة الكهربائية وهم شاهين بصيرات زاده، ومتين تحسين ظفر، ومسعود دريختة.. وتعمل معهم جنبا إلى جنب الطالبة يسر علي أبو النور من قسم الهندسة المعمارية والطالبة ياسمين سعود من قسم المعدات الطبية تحت إشراف المهندسة تزيين شريف.
وتم تقسيم المشروع إلى مرحلتين، تضمنت المرحلة الأولى، التواصل مع مركز الشارقة للتوحد، ومركز "منزل" لذوي الاحتياجات الخاصة.
ويشمل المشروع تقديم خدمات تثقيفية للأطفال والشباب في هذين المركزين وتدريبهم على المهارات الأساسية للقراءة والكتابة، والإدارة الذاتية، والمهارات الفردية، وعلاج النطق، ومهارات الحاسوب، وإدارة الأموال.
وركز فريق الطلبة على نقاط القوة لدى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وتنميتها من خلال ورش العمل، لإكسابهم الثقة بالنفس ومساعدتهم على تطوير إحساسهم بالثقة، وذلك عبر ممارسة مجموعة من الأنشطة، مثل الرسم، والتصوير، واستخدام الحاسوب والإنترنت، وإجراء المحادثات الهاتفية، وترتيب وتغليف الشوكولاتة والزهور، والعزف على الآلات الموسيقية، وإجراء المقابلات المهنية.
وتم تدريب هؤلاء الأطفال من خلال ورش العمل، والتدريب المهني، لكي يتمكنوا من الدخول إلى سوق العمل، وبالتالي الشعور باستقلالية أكثر.
وقدم فريق الطلبة ورش عمل تكنولوجية لتدريب المعلمين على استخدام اللوحات الرقمية الحديثة في تدريس ذوي الاحتياجات الخاصة.
وطيلة 8 أشهر من العمل الدؤوب، شكل الطلبة عنصرا فاعلا في دعم المرشدين، واستطاعوا تدريب ستة طلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة ومساعدتهم في إيجاد فرص عمل في مجالات مختلفة مثل قسم الاستعلامات في المصارف، ووحدة إدخال البيانات، والتصوير، والعزف.
وعبر المستفيدون وذووهم عن سعادتهم بهذه المبادرة الطيبة.. وعرفانا وتقديرا لمبادرة طلبة كلية الهندسة بجامعة عجمان وجهودهم في تدريب ودمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع فقد أهدى فرع دبي لصندوق الأمم المتحدة للطفولة " يونيسيف " شهادات تقديرية لهم.
أما المرحلة الثانية من المشروع فتمثلت في نظام لخدمات الدعم نفذه الفريق نفسه على مستوى مركز "منزل" في الشارقة بغرض توفير الراحة للفرد عن طريق تقليل الحركة واستبدالها بالوسائل التقنية التي تشتمل على أجهزة للتحكم في الإضاءة والتكييف والأبواب والستائر.
ويتم حاليا تطوير تطبيق هاتفي لربطه مع الأجهزة المذكورة، بالإضافة إلى تقديم قائمة من الاحتياجات سهلة الاستخدام، كطلب المساعدة، واستدعاء المشرف وإرسال الإخطارات الطارئة وجرى تطوير ميزة تتبع بنظام" جي بي إس " " GPS " لضمان سلامة هؤلاء الأشخاص عند خروجهم في مشاوير خارجية.
ويتميز هذا المشروع بخلوه من أية تقنيات غير آمنة كونه يعتمد بالأساس على نظام " ويندوز" الخاص بالهواتف، للاستفادة من كافة المميزات المذكورة.
وقد عقدت ورشة عمل لتعريف الأطفال وأولياء الأمور والموظفين بالنظام، وطريقة استخدامه.. في حين تم إختبار وتطبيق المشروع في مؤسسة "منزل" حيث لقي إشادة الجميع.. وعبر الموظفون والطلبة عن سعادتهم لتزويدهم بهذه التقنية.
وتم عرض المشروع على المقدم فيصل محمد الشمري، مدير مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل الذي أثنى على المشروع.
وقد أعطى نجاح المشروع في مرحلتي الاختبار والتنفيذ والانطباع الإيجابي الذي خلفه لدى الجميع دفعة قوية للطلبة وزاد من رغبتهم في تطويره أكثر مستقبلا.