الطالبة شامباوي فيكام امام جامعة نيودلهي

قد لا يسمح لراني شوداري النوم في مقر اقامتها الجامعي في نيودلهي فهي تشارك مع نحو مئة طالبة اخرى في الاحتجاج على "حظر التجول" الذي يمنعهن منذ فترة طويلة من السهر في العاصمة الهندية.

وأطلقت حملة الاحتجاجات هذه في بداية آب/أغسطس بمبادرة من طالبات هنديات تحمل اسم "اكسروا قفل القفص" تندد بالقواعد "التمييزية" المفروضة في مقار الإقامة الجامعية في العاصمة الهندية، لا سيما منها "حظر التجول" الذي تلزم الطالبات بموجبه بالعودة أحيانا إلى غرفهن قبل السابعة مساء.

راني شوداري طالبة في العشرين من العمر تدرس علم الحيوانات أصلها من ولاية بهار (غرب الهند) ينبغي أن تعود إلى منامتها قبل التاسعة مساء. ويحق لها من حيث المبدأ السهر خارجا لغاية الساعة الحادية عشرة أربع مرات في الشهر، فضلا عن النوم خارجا لخمس ليال. لكنها أوضحت "ينبغي أولا أن احصل على إذن خطي من أهلي وأنا أعلم أن والدي لن يسمح بذلك قط ... فهو لم يخرج يوما من ولاية بهار" الريفية والفقيرة.

وقد حصلت العريضة التي أعدتها الطالبات لتوجه إلى اللجنة الحكومية المعنية بحقوق المرأة (دي سي دبليو) على أكثر من 1300 توقيع. ولا تزال مبادرات من هذا القبيل وبهذا الحجم نادرة في العاصمة الهندية.

ولفتت شامباوي فيكام الطالبة البالغة من العمر 23 عاما التي تدرس في كلية الفنون في جامعة نيودلهي إلى أن "القوانين والقواعد موجودة للشباب، لكنها لا تطبق بهذه الصرامة".

وخلال الاحتجاجات الليلية، ترتدي بعض الطالبات قصدا الفساتين والتنانير، مخالفات تحذيرات الأهل والمسؤولين الجامعيين من الخروج ليلا في العاصمة الهندية.

ويتحجج المسؤولون عن مقار الإقامة الجامعية بضرورة ضمان سلامة الفتيات.

لكن شامباوي فيكام أكدت "لا يكون الحل بعزل الناس في مساكنهم".

ولا تمانع الطالبات عموما تحديد ساعات للعودة ليلا لكن ليس على حساب حياتهن الاجتماعية. وتشرح سوباشيني شريا (25 عاما) التي تدرس الحقوق في جامعة شمال نيودلهي "نطلب أن يفرض حظر التجول على الأقل بعد نصف ساعة من إغلاق المكتبة أو انطلاق آخر قطار كي لا تستبعد النساء من الأماكن العامة التي يحق لهن التواجد فيها".

وقد تعهدت سواتي ماليوال رئيسة اللجنة الحكومية المعنية بحقوق المرأة مكافحة جميع أشكال التمييز التي تتعرض لها الطالبات. وفي دليل على التزامها بحل هذه المسألة، كشفت أنها حصلت على تعهد بتوحيد ساعات العودة للشبان والشابات من الجامعة الوطنية الاسلامية (جي ام آي).

وأكد ناطق باسم الجامعة أن المؤسسة تعمل على تعديل النظام، مشددا في الوقت عينه على ضرورة ضمان أمن النساء.

وتتوقع الأديبة إيرا تريفيدي التي تكتب عن الحب والجنس والزواج في الهند أن تنتشر هذه الاحتجاجات النسائية في جميع المدن الهندية، إذ أن الفجوة لا تزال كبيرة جدا بين طموحات النساء والقواعد المفروضة عليهن.

وهي صرحت لوكالة فرانس برس "تتسلح هؤلاء النساء بالشجاعة والثقة والدراية بمساعدة من التكنولوجيات الجديدة لكسر التقاليد البالية".

ولفتت إلى أن هذه الاحتجاجات لا تزال محصورة في بعض المناطق لكنها قد تشكل مصدر إلهام لنساء كثيرات.