لندن ــ العرب اليوم
حكمة قاضى بريطانى تنصف السياحة المصرية.. سائحة إنجليزية تقاضى شركة سياحة بحجة تسمم الأكل بشرم الشيخ وقضاء إجازتها على سرير المرض.. صورها على "فيس بوك" تكشف كذب إدعائها.. والمحكمة تغرمها 2800 دولار خلال 3 أسابيع.
تقول السائحة الانجليزية "لقد قضيت عطلتى فى شرم الشيخ بين عيادة الطبيب والمرحاض بسبب تلوث الطعام وسوء حالة المطابخ"، هذا ما أدعته ماريسا ماكلين السائحة البريطانية التى جاءت إلى مصر فى زيارة سياحية فى سبتمبر 2015، وعادت من رحلتها لتقاضى شركة السياحة التى تعاقدت معها مطالبة بالتعويض ومتهمة المنتجع الذى نزلت به فى شرم الشيخ بسوء حالة المطاعم وتلوث الطعام وعدم طهيه جيدًا مما سبب لها حالات مستمرة من الغثيان والإسهال.
القضية التى نشرت العديد من المواقع تقاريرًا عنها، من بينها موقع الديلى ميل، اهتمت بها أيضا شركات السياحة البريطانية، وكادت أن تضر بسمعة فنادق شرم الشيخ إذا ما استطاعت ماريسا ذات الـ27 عامًا من الحصول على حكم ضد شركة توماس كوك العالمية، من خلال ما تقدمت به من دلائل تؤكد تضررها من تلك الرحلة.
إلا أن فطنة القاضى البريطانى "نديم خان" جعلته يكتشف كذب صاحبة الدعوى من خلال صورة لها بالمايوه نشرتها على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" قبل مغادرتها مصر مباشرة، ما أعطى له تأكيدا أنها كانت مستمعة بوقتها فى مصر ولم يحدث لها ما أدعته فى المحكمة.
ووفق رواية تقرير الديلى ميل البريطانية، فإن ماريسا لم تستلم لشك القاضى وقالت إنها نشرت تلك الصورة لإثارة غيرة صديقها السابق، ولأن قائد اليخت الذى كانت تستقله بالبحر هو الذى ألح عليها لالتقاط تلك الصورة، وقالت إنها زارت طبيبًا بالمنتجع يدعى الدكتور طارق مصطفى وقد أشرف على حالتها، إلا أن شركة السياحة لم تتمكن من التواصل مع هذا الطبيب لسؤاله عن ذلك، وأضافت ماريسا أمام المحكمة، أنها طلبت من مندوب الشركة الانتقال من الفندق الذى تقيم به لأنه 4 نجوم وحالته سيئة ووعدها بذلك ولم ينفذ وعده، إلا أن القاضى تأكد من عدم وجود أى اتصال تم بين ماريسا ومسئولى الشركة فى هذا الخصوص.
وعن الصورة التى نشرتها ماريسا بالمايوه قال القاضى، إنه لايثق فى تبرير ماريسا، لافتًا إلى أن الحساب الذى قدمته لصديقها السابق غير صحيح، وأنه يرى أنها تفاخرت فى منشوراتها على صفحتها على "فيس بوك" بالحفلات والرقص والشرب ما يتنافى مع دعواه بأنها قضت عطلتها مريضة بسبب سوء الطعام وتلوثه
ورفض قاضى مقاطعة ورستر البريطانية الدعوى واتهم ماريسا بأنها غير صادقة وحكم عليها بدفع غرامة قدرها 2800 دولار خلال 3 أسابيع.
ومن جانبه علق أشرف صحصاح الخبير السياحى المصرى وعضو غرفة شركات السياحة، على هذه الواقعة، موضحًا أنها ليست الأولى خاصة أن بعض السائحين الأجانب يقومون بنفس الفعل لأفعال مختلفة، ولا يراعون سمعة البلد الذى زاروه، مشيرًا إلى أن بعض يكون هدفهم مخطط له بتشويه سياحة بعض المدن فى دولة مثل مصر لتشكيك المواطنين فى جودتها وتخويف شركات السياحة من القيام برحلات لها ثانية، وبعضهم يرفع تلك القضايا أملا فى استرداد مبلغ الرحلة الذى دفعه ويكون استمتع برحلته واسترد أمواله خاصة أن قضايا التعويضات سهلة وسريعة فى دول أوروبا وأمريكا، مضيفًا أن بعض السياح يكون بلا ضمير ويسعى لمعاقبة الشركة التى تعاقد معها بمثل هذه القضايا لأنه قد يكون طلب شيئا من الشركة وليس من حقه وغضب من رفض الشركة لطلبه فقرر تشويه سمعتها.
وأوضح الخبير السياحى، أن شركة توماس كوك شركة عالمية كبيرة مما كان سيتسبب فى ضرر للسياحة البريطانية الوافدة لمصر إذا ما تمكنت تلك المواطنة من الحصول على حكم ضد الشركة، مؤكدًا على أن الإعلام كان سيتابع القضية ويتردد اسم شرم الشيخ وفنادقها ويلحقون بها التشويه والتهم التى سردتها المواطنة فى دعواها.